الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

46 قتيلاً بينهم 22 جندياً باشتباكات مع «الحوثيين» في صنعاء

46 قتيلاً بينهم 22 جندياً باشتباكات مع «الحوثيين» في صنعاء
18 سبتمبر 2014 00:00
قُتل ما لا يقل 46 مسلحاً، بينهم 22 جندياً، أمس الأربعاء، في اشتباكات بين المتمردين الحوثيين وقوات حكومية مسنودة بمسلحين قبليين سنة في الضاحيتين الشمالية والجنوبية للعاصمة صنعاء، فيما وصل مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر إلى معقل زعيم التمرد الشيعي، عبدالملك الحوثي، في محافظة صعدة (شمال)، للتفاوض من أجل نزع فتيل الأزمة المتفاقمة في البلاد منذ أسابيع، وتهدد بنشوب حرب أهلية. وسقط عشرات القتلى باشتباكات بين الجيش ومسلحين حوثيين نصبوا، مساء أمس الأول، كميناً لقافلة عسكرية في منطقة «شملان»، شمال غرب العاصمة صنعاء. وقد استمرت الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية حتى وقت مبكر أمس الأربعاء. وقالت مصادر في الجيش اليمني لـ(الاتحاد): «إن الاشتباكات اندلعت عندما اعترض مسلحون حوثيون قافلة عسكرية كانت متوجهة مساء الثلاثاء إلى (قرية القابل) التي كانت تشهد في ذلك الوقت مواجهات عنيفة بين المتمردين ومسلحين قبليين مواليين لحزب الإصلاح الإسلامي السني والجنرال علي محسن الأحمر الخصم اللدود للجماعة للحوثية المتمردة في محافظة صعدة منذ عام 2004». وذكر أحد المصادر أن الاشتباكات بين الحوثيين والقوات الحكومية أسفرت عن مقتل عسكريين، بينهم ضابط كبير برتبة عميد في قوات (الفرقة الأولى مدرع) الموالية للواء الأحمر، وتتمركز على هضبة كبيرة شمال غرب العاصمة. وأكد مصدر عسكري آخر مصرع 20 جندياً خلال المواجهات مع الحوثيين الذين دمروا عربتين تابعتين للجيش، بينما امتنعت السلطات الحكومية الرسمية عن التعليق عن المواجهات حتى مساء الأربعاء. وقال المصدر: «إن جثث الجنود القتلى نُقلت صباح الأربعاء إلى المستشفى العسكري وسط العاصمة. وتحدث سكان محليون عن مقتل قرابة 14 من أفراد القبائل المحلية الموالية لحزب الإصلاح وعشرة من المسلحين الحوثيين في هذه الاشتباكات التي استمرت حتى وقت مبكر صباح الأربعاء، وتخللتها ستة انفجارات أثارت ذعر وهلع سكان المنطقة والأحياء السكنية المجاورة. ونشرت وسائل إعلام محلية وناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لجثث تعود لأشخاص يرتدون ملابس عسكرية ومدنية، مرمية في بعض شوارع حي «شملان». وعزت مصادر محلية الانفجارات إلى تفجير الحوثيين عدداً من المراكز التعليمية الدينية التابعة لحزب الإصلاح الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وفي وقت لاحق مساء أمس، اتسعت دائرة المواجهات لتصل إلى منطقة «المحجر» التابعة لمديرية «همدان»، وترتبط بحدود برية بمنطقة «وادي ظهر»، و«قرية القابل» التي سادها التوتر أمس لليوم الثاني على التوالي بعد إقدام مسلحين حوثيين على تفجير دار لتحفيظ القرآن الكريم، يديره حزب الإصلاح. وكان 16 شخصاً قتلوا الثلاثاء باشتباكات عنيفة بين الحوثيين ورجال القبائل المحلية المناهضة للجماعة المذهبية، بحسب آخر إحصائية غير رسمية لعدد الضحايا. وقال أحد سكان البلدة لـ(الاتحاد): «الوضع ما زال متوتراً. . السكان بدأوا بإجلاء النساء والأطفال خشية استمرار المواجهات» في المنطقة التي باتت خاضعة لسيطرة المتمردين، وتحتوي على معلم تاريخي وسياحي بارز. وناشد وزير الثقافة اليمني، عبدالله عوبل، الأطراف المتصارعة في منطقة «وادي ظهر» عدم التعرض «للمعلم التاريخي دار الحجر»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الحكومية. وقال عوبل: «إن المساس بهذا المعلم المهم يمثل مساساً وتعريضاً بثقافة الشعب، وعدواناً على تراث البلد، واستهدافاً مباشراً لحضارته»، داعياً القوى المدنية والاجتماعية كافة في البلاد إلى مساندة جهود الحكومة في حماية المعالم التاريخية والحضارية في اليمن. ونشر الجيش اليمني أمس الأربعاء عدداً من دباباته وآلياته بالقرب من معسكر الفرقة الأولى مدرع وبعض المنشآت الحيوية والسيادية، تحسباً لهجمات قد يشنها المتمردون، وهو ما عزز المخاوف لدى السكان من نشوب صراع مسلح داخل المدينة التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين شخص. وقُتل جنديان، وأصيب ثالث، برصاص مسلحين حوثيين اعترضوا طريق مركبة تابعة للشرطة العسكرية في منطقة حزيز جنوب العاصمة صنعاء. وقال مصدر في قوات احتياط الجيش المرابطة في جنوب العاصمة لـ(الاتحاد): «إن مسلحين حوثيين اعترضوا طريق مركبة تابعة للشرطة العسكرية، وقتلوا جنديين، وأصابوا ثالث، قبل أن يستولوا على العربة، ويقودونها إلى مخيم الاعتصام التابع لهم في المنطقة». ومنذ 18 أغسطس، ينتشر آلاف المسلحين الحوثيين عند مداخل العاصمة صنعاء، في إطار التصعيد الاحتجاجي الذي تقوده الجماعة في مسعى للإطاحة بالحكومة الانتقالية وإعادة دعم المشتقات النفطية الذي خفضته الحكومة في يوليو. وأكد قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي)، اللواء محمد الغدراء، جاهزية قواته «في حماية الممتلكات العامة والخاصة وتنفيذ المهام والواجبات الأمنية بمهنية عالية». وقال الغدراء لدى زيارته وحدات قوات الأمن الخاصة في معسكرها الرئيس بصنعاء: «إن طبيعة المرحلة التي يمر بها اليمن حالياً، والعاصمة على وجه الخصوص، توجب على قوات الأمن الخاصة مساندة ومؤازرة الأجهزة الأمنية المختلفة لمواجهة الاختلالات الأمنية، وإحباط وإفشال كل المؤامرات الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار». وبحث المستشار الرئاسي لشؤون الدفاع الأمن، اللواء علي محسن الأحمر، أمس مع السفير الألماني لدى صنعاء، فالتر هاسمن، «التطورات الأمنية التي تشهدها العاصمة وعدد من مناطق البلاد». وشدد السفير الألماني خلال اللقاء على ضرورة التزام الأحزاب والأطراف السياسية كافة باستكمال مسار العملية السياسية، بناءً على مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي اختتم في يناير». ووصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، جمال بن عمر، أمس، إلى محافظة صعدة للاجتماع بزعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، في محاولة لإبعاد شبح الحرب الأهلية الذي يخيم على العاصمة صنعاء منذ أسابيع. وتعثرت مراراً المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين منذ انطلاقها أواخر أغسطس، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بإعاقة جهود التوصل إلى تسوية نهائية. وقال مسؤول في جماعة الحوثيين: «إن رئيس جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، اللواء جلال الرويشان، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية، أحمد عوض بن مبارك، يرافقان المبعوث الأممي في زيارته الحالية مدينة صعدة». وكان ابن عمر صرح لدى لقائه أمس الأول أعضاء لجنة صياغة الدستور الجديد أنه «على الرغم من الاحتقان في الساحة اليمنية إلا أن العملية السياسية تشهد تقدماً كبيراً»، مؤكداً أن إنجاز مسودة الدستور الجديد يمثل ضماناً لنجاح العملية الانتقالية في البلاد التي ينظمها اتفاق المبادرة الخليجية منذ أواخر نوفمبر 2011. وأمس الأربعاء، أعلنت لجنة العقوبات الدولية المنبثقة عن مجلس الأمن أواخر فبراير استعدادها، وبشكل عاجل، النظر في مقترحات لاتخاذ عقوبات ضد الأفراد أو الكيانات التي تعيق عملية انتقال السلطة في اليمن. وقالت اللجنة في بيان: «إنها تتابع عن كثب التطورات المتسارعة على الساحة اليمنية، ونظراً لوتيرة التطورات الميدانية، خلال المرحلة الثانية من أعمال فريق الخبراء، وتحديداً حول الأسئلة الخاصة بالاستجوابات ودراسة الحالات المرتبطة بالأفراد والكيانات المشاركة أو التي تقدم الدعم للأعمال التي تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، دعا أعضاء اللجنة رفع المعلومات المعنية إلى فريق الخبراء التابع للجنة». ورحبت لجنة العقوبات الأممية بالدعوة التي تلقاها أعضاء فريق الخبراء لزيارة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وكشف البيان أن أعضاء فريق الخبراء أجروا خلال المرحلة الأولى تحقيقات شملت «أعمال العنف والصراع المسلح في شمال اليمن، بما في ذلك القتال داخل وفي محيط مدينة عمران وأنشطة الحوثيين والإصلاح والقبائل والفصائل الأخرى المنخرطة في الصراع». كما شملت التحقيقات أنشطة ونفوذ الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يترأس المؤتمر الشعبي العام وأثرها على المرحلة الانتقالية السياسية، والأنشطة في جنوب البلاد، والتي تشمل تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية والحراك، إضافة إلى الاعتداءات على شبكة أنابيب النفط والغاز والكهرباء، خاصة في محافظة مأرب». وأشار البيان إلى أن أعضاء لجنة العقوبات اطلعوا على بيان مجلس الأمن الرئاسي الأخير بشأن اليمن الصادر في 29 أغسطس الماضي، والذي عبر قلق المجلس من مواصلة الحوثيين وأطراف أخرى إذكاء نار الصراع في شمال اليمن، في محاولة لعرقلة عملية الانتقال السياسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©