الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلبة يخوضون تجربة العمل في حقل العلوم الصحية

طلبة يخوضون تجربة العمل في حقل العلوم الصحية
31 أغسطس 2013 11:45
مبادرة فريدة شهدتها جامعة خليفة الأسبوع الماضي، من خلال فعاليات المخيم الطبي الصيفي الثاني، الذي نظمته الجامعة بالاشتراك مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، واستضاف العديد من طلبة الجامعة، الذين شاركوا طلبة المدارس الثانوية في أبوظبي، في تلقي معارف ومهارات متعلقة بمجالات الطب والصحة العامة، للاستفادة من وقت العطلة الصيفية في التعرف على واحد من المجالات العلمية شديدة الأهمية، التي يسعى الكثيرين إلى دراستها، إدراكاً لدورها في المجتمع، فضلاً على مساعدة طلاب الثانوية العامة في اختيار ما يناسب ميولهم وقدراتهم، قبل التحاقهم بالتعليم الجامعي. خمسة أيام من التدريب على مجالات الطب والصحة العامة، عاشها طلاب جامعة خليفة وزملاؤهم من بعض المدارس الثانوية في أبوظبي، من خلال فعاليات المخيم الطبي الصيفي، الذي أقامته الجامعة، وحفل بالعديد من التجارب العلمية، والمحاضرات، وورش العمل، التي أضافت الكثير للمنتسبين إلى المخيم، وجعلت فصل الصيف، وقتاً للحصاد وتحصيل مهارات ومعارف مفيدة. خبرة عملية استعملت في المخيم، أحدث الأساليب التعليمية، وهو أسلوب التعليم بالمشاركة، حيث قام بعض من طلاب جامعة خليفة، بتدريس بعض المهارات والعلوم الطبية لطلاب المدارس الثانوية، عبر محاضرات علمية وتجارب معملية شهدتها الجامعة خلال أيام المخيم. سلمى البلوشي الطالبة في قسم هندسة العلوم الصحية بالجامعة، ذكرت أن دورها مع الطلبة تمثل في مساعدتهم في التعرف على مبادئ العلوم الصحية، ومن خلال التفاعل معهم، تزداد خبرتها العملية في التواصل مع الآخرين وتدريسهم ما استفادته. وقالت البلوشي إنها قامت بتعريف الطلاب عن الجراثيم وكيف يكون التعقيم صحيحاً، والإجابة عن أسئلتهم في مجال الهندسة الطبية في حدود قدراتها، وكذا شاركتهم في التعرف على مبادئ التشريح، من خلال المحاضرات التي ألقاها متخصصون أكاديميون في علم التشريح. ولفتت إلى أنه قبل قيامها بهذه المهمة، خضعت لدورة تعليمية، عن هذه المعارف التي قدمتها إلى الطلبة، حتى تصبح عملية التواصل معهم أكثر سهولة ويسراً. وبعد الانتهاء من المخيم، أسهمت في عملية تقييم الطلبة والطالبات المنتسبين، من خلال طرح أسئلة عليهم، عمّا استفادوه من التجربة، بما فيها من إيجابيات وسلبيات، وشاركت في تنظيم الحفل التكريمي لهم، حيث تم منح المشاركين شهادات تقدير وجوائز للمتفوقين منهم. وبينت البلوشي أن أكثر ما استفاده الطلاب من هذه التجربة، الممارسة العملية لما تعلموه، وعمل تجارب متنوعة داخل المختبرات، ما يجعلهم يتعلمون الدقة الشديدة التي تؤهلهم للنجاح في المجال الطبي، إذا ما أرادوا أن يكملوا دراستهم الجامعية فيه. إلى جانب أنهم اكتسبوا مهارات العمل الجماعي، ومناقشة الأفكار، والقدرة على التفكير المنظم، والاستنتاج والتحليل وغيرها من المهارات التي يمكن اكتسابها داخل المختبرات، أما أكثر هذه الفوائد، يتمثل في قضاء أوقات الصيف بشكل مميز ومفيد لهم، يسهم في رسم طريقهم للنجاح في الحياة الدراسية والعملية لاحقاً. وحول ما استفادته، البلوشي شخصياً من هذه التجربة، أكدت أنها طورت مهاراتها الخاصة بالقيادة، والتواصل مع الآخرين، والقدرة على تعليم الآخرين، وزيادة معارفها الطبية ومنها التعرف على الإسعافات الأولية من خلال الدورة التي أقيمت تحت هذا العنوان، وشارك فيها جميع المنتسبين للمخيم. مجال حيوي زميلتها آمنة صديقي، الطالبة في الفرقة الثالثة بقسم الهندسة الإلكترونية بالجامعة، أوضحت أن التحاقها بالمخيم، يرجع إلى اهتمامها بالمجال الطبي منذ الصغر، وكان المخيم، فرصة للتعرف عن قرب على هذا المجال الحيوي، وذلك عبر المشاركة في فعالياته المتنوعة ومنها تدريب طلاب المدارس الثانوية، على بعض المهارات الطبية. خدمة المجتمع، ورد الجميل لجزء من عطاءات الوطن الغالي، من خلال الإسهام في إرشاد وتعليم الأجيال القادمة، من الأسباب التي دفعت صديقي للالتحاق بالمخيم، الذي يمثل واحداً من أجمل صور العمل التطوعي الذي يستفيد منه الجميع، حيث استفادت هي الأخرى من مجالات الطب المختلفة، ومنها الطب الجنائي وكيفية تحليل البصمات. كما شعرت بالسعادة، كونها أسهمت بقدر بسيط في تعريف طلاب الإمارات بالمجال الطبي، ويستمتعون بالدراسة والنجاح فيه، لما في ذلك من فوائد لهم وللمجتمع. وأكدت صديقي أنها تطمح في تكرار تجربة الالتحاق بالمخيم الطبي السنوات المقبلة، لما فيه من فوائد متعددة، منها الشعور بأنها فعالة في المجتمع، وقادرة على إفادة الآخرين وتحقق لذاتها قدر من الشعور بالاستقلالية والقدرة على العمل الإيجابي في المجتمع الذي تعيش فيه، خاصة عندما تدرك أنها قدمت إنجازاً وعلمت الطلبة أشياء جديدة بالنسبة لهم. من جهته، أورد عمار البريكي، الطالب بالقسم ذاته في الجامعة، أن دوره تمثل في شرح بعض المعلومات الطبية، وتعريف الطلاب بأنواع البكتيريا، وتأهيلهم للعمل في المجال الصحي مستقبلاً، مؤكداً أنه استفاد كثيراً من المهارات الطبية خلال التحاقه بالمخيم، ومنها الإسعافات الأولية، وكذلك أدرك أهمية العمل التطوعي للشخص والمجتمع في الوقت ذاته. وأشار البريكي إلى أن هناك رابطاً قوياً بين هذا المخيم، ومستقبله المهني، خاصة أنها التجربة الأولى للتعامل مع الآخرين وشرح معارف وعلوم مفيدة لهم. دعم الطموح من طلاب المرحلة الثانوية الملتحقين بالمخيم، أميرة البلوكي، من المدرسة الثانوية الفنية في أبوظبي، التي ذكرت أنها تقدمت للانضمام للمخيم، كي تعرف أكثر عن عالم الطب، لأنها تطمح أن تكون طبيبة مستقبلاً، وفعاليات المخيم فتحت أمامها آفاقاً جديدة عن عالم الطب وعلومه، وعرفت أنه لا يقتصر فقط على علم الأمراض، وإنما هناك علوم جنائية وتشريحية، وأنواع مختلفة من العلوم التي عرفت عنها للمرة الأولى. وأكدت البلوكي أن المعسكر الصيفي، يعتبر أولى خطواتها في عالم الطب، ما يجعل المجال سهلاً عند التحاقها بالجامعة العام بعد المقبل. وشرحت أنها قامت بتجارب معملية مختلفة، وتعلمت عن الإسعافات الأولية، وأجرت تحاليل عن الجراثيم، وتعلمت كيفية التخلص منها، وتجنب تأثيرها على التحاليل الطبية. كما أبدت حماسها للالتحاق بفعاليات المخيم الطبي في العام المقبل، لزيادة معلوماتها ومعارفها الصحية. بإقبال على الحياة، وثقة لافتة، تحدثت الطالبة عائشة سلطان، الطالبة بالصف الحادي عشر في معهد التكنولوجيا بأبوظبي، موضحة أن علاقتها بالمخيم الصيفي، بدأت من خلال العرض الذي قام به مسؤولون من جامعة خليفة، خلال زيارتهم لمدرستها الثانوية، حيث أعجبتها فكرة المخيم الطبي لما فيها من معلومات غزيرة عن الصحة والطب والعلوم، ما يساعدها في تحديد المجال الذي تريد دراسته مستقبلاً. وبينت سلطان أنها تعرفت على الإسعافات الأولية، والتعامل مع الجرحى في الحالات الطارئة، وتحليل الجرائم والإسهام مع رجال البحث الجنائي في تحديد المتهمين وغيرها من الأمور الشرطية التي تعتمد على العلوم والتحليلات. الإسعافات الأولية من ناحيته، قال عبدالله العطيشي، الطالب بالفرقة الحادية عشرة، في معهد التكنولوجيا في العين «التحقت من أجل الاستفادة من إجازتي والتعرّف عن قرب على مجال الطب، ضمن مجالات أخرى حتى أستطيع تحديد الاتجاه العلمي الذي أسير فيه مستقبلاً، ومن خلال وجودي هنا التحقت بدورة عن الإسعافات الأولية، تعلّمت منها كيفية مساعدة الآخرين في المواقف الطارئة، كما أن العمل داخل المختبر جعلني أتعلّم النظام وأهمية التخلص من البكتيريا والجراثيم». وأوضح العطيشي أنه يتمنى العمل مستقبلاً مهندسا ميكانيكيا أو في مجال البترول، وهذا المعسكر أتاح له التعرف على جانب آخر من الهندسة وهو هندسة العلوم الصحية، ما يساعده كثيراً في دراسته المستقبلية للهندسة. ولفت إلى أنه جاء إلى أبوظبي خصيصاً من أجل حضور المخيم الطبي، وفي الصيف المقبل سوف يلتحق بالمخيم الذي تقيمه الجامعة لما وجدته من فوائد متنوعة. ودعا العطيشي زملاءه الطلاب إلى أن يحسنوا الإفادة من الإجازة الصيفية، ويلتحقوا بمثل هذه المعسكرات التي تعتبر فرصة كبيرة لهم في هذه المرحلة العمرية التي تحتاج منهم إلى التعرف على كثير من المجالات لتحديد أي منها مناسب لهم. وقالت الطالبة عائشة سلطان، الطالبة بالصف الحادي عشر في معهد التكنولوجيا بأبوظبي، إن فعاليات المخيم الطبي التعليمية والترفيهية داخل جامعة خليفة، كسرت لديها الحاجز النفسي بينها وبين مجال الطب وعرفت جيداً الفائدة التي يقدمها الطب للمجتمع، وزادت ثقتها بنفسها، عبر العروض التقديمية التي قامت بها في نهاية فعاليات المخيم. كما استفادت جيداً من الإجازة الصيفية خاصة في هذه المرحلة العمرية التي يتحدد فيها مصير الطلبة، ويختارون المجالات التي يرغبون في دراستها. النسخة الثانية حول الحدث الذي استضافته الجامعة وعدد المشاركين فيه، قال الدكتور راشد النعيمي، المدير التنفيذي لكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة خليفة، إن عدد الطلبة الذين استفادوا من المخيم التدريبي الطبي الصيفي الثاني 40 طالباً وطالبة من المرحلة الثانوية، بعد أن استفاد العديد من الطلاب بالمخيم الأول الذي تم تنظيمه في يونيو الماضي، ما شجع على إطلاق المخيم في نسخته الثانية. وأوضح النعيمي أن المخيم يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها توفير فرصة تعليمية ممتعة وفعالة لطلبة الثانوية في الدولة في مجال العلوم الصحية، إتاحة الفرصة لطلبة الثانوية في خوض تجارب علمية وعملية تساعدهم في فهم وإيجاد حلول لمشاكل طبية وعلمية مختلفة. وذكر أن العمل في المخيم الطبي، يعتمد على 3 محاور أساسية بالإضافة إلى الأنشطة العلمية وهي: “النمذجة”، بمعنى إتاحة الفرصة لطلاب جامعة خليفة بتدريب والإشراف على طلبة الثانوية خلال الأنشطة المختلفة والعمل كنماذج نافعة للطلبة. و”التوجيه” أي توفير فرصة التوجيه والنصح من قبل كادر طبي من هيئات صحية مختلفة خلال الحصص التدريبية والأنشطة العلمية. و”المتحدثون” أي تبرع عدد من أطباء وخبراء في القطاع الصحي بوقتهم لزيارة المخيم والتحدث مع الطلبة عن بداياتهم وتحدياتهم، وقد تمتع العديد من الطلبة بهذه المحاضرات لشفافيتها وفائدتها. بالإضافة إلى المحاور الثلاثة تمتع الطلبة بممارسة العديد من الأنشطة مثل البحث الجنائي والتشريح والتعرف على أنواع البكتيريا وتحليل الدم والإسعافات الأولية وغيرها. وحول الكيفية التي تم بها تم ترشيح الطلاب والطالبات المنتسبين الذين انتسبوا للمخيم، قال إنه تم الإعلان عن المخيم من قبل مجلس أبوظبي للتعليم في مدارس حكومية مختلفة وعبر موقع الجامعة، حيث تم التسجيل على الموقع مباشرة، تبع ذلك اختيار الطلبة من أجل البدء في فعاليات المخيم الصيفي. خطط مستقبلية عن مخططات جامعة خليفة في الفترة المقبلة والخاصة ببرامج التدريب للطلبة والطالبات، كشف الدكتور راشد النعيمي، المدير التنفيذي لكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة خليفة، عن أنه الجامعة ستقيم المخيم الطبي المتنقل خلال العام الدراسي 2013-2014، ويستهدف المخيم مدارس حكومية مختارة من مختلف مناطق الدولة لتحفيز الشباب المهتمين بدراسة العلوم الصحية وتثقيفهم، كما أنها ستنظم مخيمين خلال الإجازة الصيفية المقبلة في 2014.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©