السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

طفرة الإنتاج تهبط بأسعار الغاز في أميركا

طفرة الإنتاج تهبط بأسعار الغاز في أميركا
30 أغسطس 2013 21:48
حين عقدت شركة «كابوت أويل اند جاز» مؤتمر بيان استثماري في شهر يوليو الماضي لم يكن من السهل عليها تخفيف مصادر القلق الذي يستشعره المستثمرون من حقل مارسيلوس الصخري الشاسع الواقع أسفل جبال ابلاشيا في جنوب شرقي الولايات المتحدة والمحتوى على احتياطيات غاز هائلة. ينبع القلق من أن أسعار الغاز الطبيعي في هذه المنطقة، آخذة في هبوط حاد، الأمر الذي لا يبشر بالخير للمنتجين مثل كابوت الساعين إلى تعزيز عائداتهم على الآبار التي يحفرونها ويهدد أيضاً بتحويل الانخفاض الطفيف لسعر الغاز في سوق الغاز الطبيعي عموماً إلى هبوط شديد يضر بمستثمري هذه السلعة الذين يعلقون آمالهم على عقود الغاز الأميركي الآجلة. يعد مارسيلوس من الحقول بالغة الضخامة، حيث ضاعفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في مطلع شهر أغسطس تقديراتها المتوقعة لاحتياطيات هذه المنطقة إلى 31.9 تريليون قدم مكعبة، نظراً لأن الشركات تستخدم عمليات الحفر الأفقي والتفتيت الهيدروليكي في استخراج الغاز المحصور بالصخور، وهو ما يساوي تقريباً ربع إجمالي الغاز الصخري الأميركي. والأهم من ذلك، أن إنتاج ولايات مارسيلوس مثل بنسلفانيا وويست فرجينيا في ازدياد مستمر في الوقت الذي ثبت فيه إنتاج حقول غاز صخرية أخرى. يذكر أن إجمالي إنتاج الغاز الأميركي زاد بنسبة 45% هذا العام مقارنة بالعام الماضي، حسب مؤسسة بنتك اينرجي، فيما ينخفض إنتاج غاز هاينزفيل الصخري الواقع في ولايتي لويزيانا وتكساس بنسبة 21% سنوياً. وقال فيكاس دويفدي محلل الطاقة في مؤسسة ماكواري الاستشارية، إن حقل مارسيلوس وحده تقريباً يعوض انخفاض إنتاج باقي حقول الولايات المتحدة. في عام 2009، حين بدأ مارسيلوس إنتاجه، بلغ متوسط أسعار الغاز الأميركي نحو 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، فيما يبلغ سعر اليوم 3.3 دولار. ومع ذلك، لا تزال الشركات متفائلة نظراً لانخفاض تكلفة حفر الآبار نسبياً في حقل مارسيلوس ونظراً أيضاً للسوائل الهيدروكروبنية عالية القيمة التي يضخها هذا الحقل. تمتاز آبار مارسيلوس بإنتاجية عالية، حيث تقوم شركة رينج ريسورسز الرائدة في مجال حفر الآبار في تلك المنطقة بتكثيف عدد الآبار وبتمديد عمليات الحفر لأعماق تبلغ آلاف الأقدام في جوف الأرض من أجل زيادة استخراج كميات الغاز. وتتوقع هذه الشركة أن تزيد إنتاجها بنسبة تتراوح بين 20%و25% سنوياً. قال دويفدي الذي يعتبر مصرفه رابع أكبر مسوق غاز في أميركا الشمالية حجماً: «يمتاز مارسيلوس بإمكانية إنتاج لا حدود لها. والعامل الوحيد الذي يحد من إمكانياته يتمثل في قيود البنية الأساسية». عملت القيود - المتمثلة بالمقام الأول في عدم كفاية خطوط الأنابيب وسعة عمليات المعالجة - على الحد من إنتاج الغاز وخفض أسعاره في تلك المنطقة. في يوم الجمعة الثاني من أغسطس، بيع الغاز في سوق تداول بنسلفينيا بسعر منخفض جداً بلغ دولار واحد لكل مليون وحدة حرارية بريطانية - يعني أقل من أسعار الغاز المرجعية بأكثر من دولارين اثنين. مثل هذه الفروق البالغة دفعت كابوت شركة الحفر المستقلة الرائدة إلى عقد مؤتمر تسويقي خاص في شهر يوليو لترويج غاز مارسيلوس وجذب المستثمرين. ومع اتساع فرق السعر في شهر يوليو، بيع غاز كابوت بحسم قدره 15 سنتاً في العقود الآجلة في بورصة نيويورك التجارية، حسب إن دينجز رئيسها التنفيذي. ورغم هذا الحسم، أعلن دينجز أن مارسيلوس يكفل عائداً نسبته 120%. أضافت كابوت ستة حفارات في مارسيلوس وزادت إنتاجها منه إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يومياً. يعمل إنتاج مارسيلوس المتعاظم على خفض أسعار الغاز في مناطق أخرى بالولايات المتحدة، حيث اعتادت سوق بوسطن تداول الغاز بزيادة كبيرة على أسعاره جذباً لتصديره إلى تلك المدينة المفتقرة إلى الغاز. ونظراً لكميات الغاز الكبيرة التي أضحت قريبة من هذه المدينة، فإن سعر الغاز في بوسطن بات مساوياً تقريباً لأسعار الغاز المرجعية. ومن المنتظر مستقبلاً أن يبدأ حقل مارسيلوس في التأثير على أسعار غاز هنري هب بصفتها وصلة خط الأنابيب في ولاية لويزيانا التي تعد نقطة تسليم غاز عقود نايمكس الآجلة الذي تتداوله أطراف مختلفة من ضمنها مؤسسات المرافق العمومية ومديري الأصول. يذكر أن أسعار غاز هنري هب انخفضت بنسبة 17% منذ بداية شهر يونيو الماضي؛ نظراً لأن الجو المعتدل يقلص من الطلب على استخدام مكيفات الهواء في شمالي الولايات المتحدة. وقال بليانا بليفانوفا رئيس بحوث الغاز الطبيعي والكهرباء في باركليز: «إن ذلك يزيد عموماً من احتمالات انخفاض أسعار الغاز. والآن تعتبر الأسعار منخفضة نظراً لاعتدال الجو. ولكن في الأجل الأطول، لو ظل نشاط مارسيلوس قوياً على نحو يفوق التوقعات، فإنه ستعمل على كبح مخاطر ارتفاع الأسعار في كافة أنحاء الولايات المتحدة». وقد تبدأ شركات خطوط الأنابيب في تصدير فوائض الغاز جنوباً إلى منطقة خليج المكسيك كثيفة الطاقة التي لا تزال إدارة الطاقة الدولية تسميها «منطقة الإنتاج الغزير»، حسبما كان معهوداً قبل طفرة الغاز الصخري. وقال دويفدي: «سيكون لحقل مارسيلوس انعكاسات كبرى، إذ إن إنتاجه بالغ الكبر وينتظر مستقبلاً أن يتم عكس خطوط الأنابيب بحيث تنقل غاز مارسيلوس إلى هنري هب، الأمر الذي يشكل تغيراً نوعياً في سوق الغاز مقارنة بما كان يجري من بضع سنوات مضت». عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©