الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لهّايات» الرُضع منافعها عديدة ومضارها محدودة

«لهّايات» الرُضع منافعها عديدة ومضارها محدودة
4 سبتمبر 2011 10:46
يكاد لا يخلو بيت رُزق أهلُه بمولود جديد من «لهاية». هو قرار أضحت تتخذه الأمهات اللواتي يُرضعن أطفالهن حليباً طبيعياً وصناعياً على حد سواء بهدف إسكات مواليدهن وإلهائهم خلال فترة يقظتهم واتقاء صُراخهم المتواصل. وقد اشُتق اسم هذه الأدوات من وظيفتها، فنجد من يصطلح عليها «مَصاصة» من المص، أو «لَهاية» من الإلهاء، أو «مْليهية» من الإلهاء أيضاً حسب لسان أبناء الإمارات، ومنهم من يسميها «سَكاتة» من الإسكات. ومهما تعددت أسماؤها، تبقى منافعها ومضارها ثابتةً لا تتغير بتغير التسمية. ولذلك كان حرياً بكل أم أن تكون على دراية بهذه المنافع والمضار، وأن تكون مُلمةً بأنسب الطرق لاستخدامها بأمان ثم فطم الطفل عنها حين يحين الأوان. معظم الأطفال الرُضع لهم رد فعل تلقائي للمص. بل إن بعضهم يبدأون بمص الإبهام أو أحد أصابع اليد حتى قبل أن يولدوا. وعدا عن كونها أدوات تُوهم الرضيع بأنه يتناول غذاءً ما، فإن لفعل «المص» مفعولاً مهدئاً ومُريحاً. ولذلك نجد الكثير من الآباء يعتبرون «اللهايات» من الضرورات المفروض توفرها لدى كل من يُرزق بمولود جديد بكونها لا تقل أهميةً عن مستلزمات الرضيع الأخرى من حفاضات ومناديل مبللة ومهود متأرجحة. منافع وافرة تُعد اللهاية بالنسبة لبعض الأطفال الرُضع وسيلة إرضاء واسترخاء ناجعة ما بين الرضعات. ولها منافع أهمها أنها: ? تُهدئ من روع الطفل سريع الغضب وصعب الإرضاء. فبعض الرُضع لا ترتسم السعادة على وجوههم إلا إذا وجدوا في أفواههم شيئاً يمصونه. ? تُحقق إلهاءً وتسليةً مؤقتة. ولذلك تستخدمها بعض الممرضات عند تطعيم الرضيع أو حقنه لأخذ عينة دمه أو غيرها من الإجراءات الطبية التي تتطلب إلهاء الطفل حتى لا يتألم ويصرُخ كثيراً. ? تُساعد الرضيع على النوم. فإذا وجد رضيعُك صُعوبةً في النوم، فإن اللهاية تُساعده في الغالب على الخُلود إلى النوم. ? تُخفف من عدم الارتياح الذي يشعر به الرضيع أثناء السفر على متن الطائرة. فالرضيع لا يستطيع التحكم في عضلات أذنيه كما الكبار لتخفيف الألم الناتج عن الضغط العالي داخل الطائرة أثناء إقلاعها أو هبوطها، ولذا فإن شَغْل فمه بلهاية يمصها يُخفف من ألم أُذنيه ويصرف انتباهه عن التركيز على هذا الألم، ومن ثم الإحساس به بشكل أخف. ? تُقلل من مخاطر متلازمة الموت المفاجئ عند الرُضع. فقد وجد الباحثون رابطاً بين استخدام اللهاية خلال النوم وانخفاض مخاطر موت الرضيع بشكل مفاجئ. ? يمكن التخلص منها بسهولة. فعندما تشعر أن الوقت قد حان لفطم طفلك عن استخدام اللهاية، لا يُكلفك الأمر أكثر من رميها. أما إذا كان الطفل يُفضل مص إبهامه أو أحد أصابعه، فأمر قطع هذه العادة تكون أصعب وأعسر. مضار معدودة كما أن للهايات من محاسن وإيجابيات، فإن لها مساوئ وسلبيات. ومن أبرزها أن: ? الاستخدام المبكر للهاية يجعل الطفل يخلط بينها وبين الرضاعة. فمص حلمة الثدي مختلف عن مص لهاية أو قنينية حليب، وبعض الرُضع لهم حساسية خاصة جداً تُجاه هذه الفروق. وقد كشفت دراسة أن الاستخدام المبكر للحلمات الاصطناعية له علاقة بتراجع إقبال الرضيع على ثدي أمه ورضعه مرات أقل. وقد أوردت الدراسة هذين المعطيين دون أن تُوضح ما إذا كانت الحلمات الصناعية هي المسؤولة عن اضطراب وتيرة الرضاعة الطبيعية ولا عن كونها حلاً لمشكلة ما. ? الرضيع قد يرتبط كثيراً باللهاية لدرجة يصعب عليه الاستغناء عنها. فإذا كان طفلك يستخدمها للنوم، فإن ذلك يعني أنه يوقظك مرات متكررة في منتصف الليل بصراخه كلما شعر بأن اللهاية سقطت من فمه. ? استخدام اللهاية يمكن أن يزيد من مخاطر إصابة الرضيع بالتهاب الأذن الوسطى. غير أن معدلات الإصابة بهذا المرض تكون في أدنى مستوياتها ما بين فترة الولادة إلى أن يبلغ الرضيع ستة أشهر، وهي الفترة عينُها التي ترتفع فيها مخاطر الموت المفاجئ، والتي قد يكون فيها اهتمام طفلك باللهاية يفوق اهتمامه بها في أي وقت آخر. ? استخدام اللهاية لمدة طويلة قد يتسبب للطفل في مشكلات صحية على مستوى أسنانه. فاستعمال اللهاية خلال السنوات الأولى للطفل لا يُسبب مشكلات سنية على المدى الطويل. لكن استخدامها لفترة طويلة من شأنه أن يجعل الأسنان العليا للطفل تنتأ إلى الأمام (خارج محيط الفم) أو تبرُز بشكل غير مصفوف. مستحبات ومكروهات في حال اخترت أن تُقدمي لطفلك لهايةً، فضعي في الحُسبان الأمور الآتية: ? انتظري إلى أن تنتظم لديك عملية الإرضاع الطبيعي. تحلي بالصبر، فقد يستغرق الأمر بضع أسابيع أو أكثر قبل أن تتمكني من تنظيم عدد الرضعات النهارية والليلية لطفلك إلى أن تُصبح روتيناً يومياً. وإذا أنعم الله عليك بالإرضاع الطبيعي، فاعلمي أن خبراء طب الأطفال يوصون بأن لا تُعطي لرضيعك أية لهاية حتى يبلغ الأسبوع الرابع أو السادس بعد ولادته. ? لا تستخدمي اللهاية كخط دفاعي أول. ففي بعض الأحيان، يكفي تغيير طريقة استلقاء الرضيع على السرير أو هدهدته أو حضنه وتقبيله لجعله يهدأ ويتوقف عن الصُراخ. لا تُلقمي طفلك اللهاية إلى بعد فترات الإرضاع أو ما بين الرضعات. ولا تسمحي لطفلك باستخدام اللهاية طيلة اليوم مهما حصل. ? اختاري اللهاية المصنوعة من «السيليكون» والمصممة كقطعة واحدة. فاللهايات المصنوعة على شكل قطعتين متصلتين تُعرض رضيعك للاختناق في حال انكسارها. وعندما تتخذين قرارك بشأن اللهاية الأنسب والأكثر أماناً لطفلك، احتفظي بأكثر من واحدة على سبيل الاحتياط. ? أشركي رضيعك في اتخاذ القرار. فإذا أبدى عدم اهتمامه باللهاية، فحاولي معه لاحقاً أو كُفي عن لقمه إياها بالمرة في حال تكرر رفضه لها. وإذا سقطت اللهاية من فم رضيعك وهو نائم، فلا تُعيديها إلى فمه مرةً أخرى. - احرصي دائماً على تنظيف اللهاية بعناية فائقة قبل وضعها في فم طفلك. ومن الأفضل غسلها بالماء الساخن ضماناً لتعقيمها من أية عوالق مؤذية، خاصةً في الفترة الفاصلة ما بين الولادة وستة أشهر، وذلك حتى يتقوى جهازه المناعي. وبعد تجاوزه ستة أشهر، يمكنك الاكتفاء بغسلها بماء الحنفية العادي والصابون. وتجنبي شطف اللهاية في فمك قبل وضعها في فم رضيعك، فقد تنقلين له بعض الجراثيم الموجودة في فمك. ? لا تُغطي اللهاية بالسكر ولا تضعي عليها أية مواد حلوة أو سكرية. ? واظبي على استبدال اللهاية القديمة بأخرى جديدة لتفادي تفتت بعض أجزائها ولوقاية رضيعك من خطر تسربها في جوفه أو بلعه لها. واحرصي على أن يكون حجمها مناسباً لحجم فمه وسنه. تجنبي ربط اللهاية بخيط ما حول عنق رضيعك لمنعها من السقوط أرضاً، فقد يلتف هذا الخيط أو الشريط الرقيق حول عنقه ويشكل خطراً على حياته. تكتيكات وتوصيات لوقاية رضيعك من مخاطر متلازمة الموت المفاجئ، يوصي خبراء طب الأطفال بتقديم اللهاية للرضيع خلال فترة قيلولته أو أثناء وجوده على السرير فقط، إلى أن يبلغ عمره سنةً واحدةً. ولكنهم يُنبهون إلى أن مضار استخدام اللهاية تبدأ في التزايُد على حساب منافعها كلما تقدم عمر الطفل. ومع أن معظم الأطفال يتوقفون عن استخدام اللهاية بأنفسهم وبشكل تلقائي عندما يبلغون سنتين إلى أربع سنوات، فإن البعض يحتاج إلى مساعدة لوقف هذه العادة والانفطام عنها. وفي حال رَفَض طفلك الاستغناء عن اللهاية رغم تقدمه في السن ونمو مداركه، فيمكنك اللجوء إلى التكتيكات الآتية لفك ارتباطه بها بأقل الخسائر النفسية والسنية. وإذا أردت فك هذا الارتباط بينما طفلك ما يزال صغيراً لسبب ما، فيلزمك إيجاد طرق إلهاء بديلة أخرى مثل تقميطه (لفه بالقماط) وهدهدته والغناء له أو إسماعه موسيقى هادئة أو تدليك أطراف من بدنه بنُعومة. أما إن ظل متمسكاً باللهاية رغم تقدمه في العمر (ما بين سنة واحدة وثلاث سنوات)، فيمكنك الاستعانة بلهايات من نوع آخر كأن تُلهينه ببطانية أطفال جميلة أطرافها مصنوعة من الساتان، أو جدولة أنشطة معينة لتحويل انتباهه وشغله عن لهايته الفموية. وفي حال تجاوز طفلك الثالثة من عمره دون أن يرضى عن اللهاية بديلاً، ففكري في شيء آخر مثل تنظيم حفل بسيط لمراسم دفن اللهاية أو إلقائها في البحر عقب نزهة شاطئية، أو مقايضتها معه بشيء يحبه كقصة حكايات مفضلة أو لعبة جذابة. كما يمكن لطبيب الأسنان أن يُساعد طفلك على التخلص من اللهاية بأن يشرح له بأن أسنانه لن تكون جميلةً ولا مصفوفةً في حال طالت فترة ملازمته للهاية. وإذا لم تنفع كل هذه الحيل والتكتيكات-لا قدر الله- فما عليك أيتها الأم الصبور إلا استشارة طبيب أطفال أو طبيب أسنان. عن موقع «mayoclinic.com» هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©