معرض «جيمزكوم» زيادة في الإقبال وثورة في ألعاب الكمبيوتر

شهد الأسبوع الماضي افتتاح معرض “جيمزكوم” بمدينة كولونيا، غرب ألمانيا، ثاني أكبر معرض في العالم لألعاب الكمبيوتر والفيديو، الذي تترقبه كبريات الشركات مثل سوني ومايكروسوفت لتقديم جديدها، أمام مئات الآلاف من الزوار الذين يقومون بتجربة الألعاب بأنفسهم. واستقبلت سوني ومايكروسوفت الحدث بتخفيض ثمن بلايستيشن Playstation3 و”إكسبوكس” Xbox 360. وذلك لأن الألعاب التي كانت تحتاج لأجهزة”إكسبوكس” سيصبح بالإمكان قريبا الاستمتاع بها على أجهزة الكمبيوتر. يتجه المصنعون نحو تطوير ألعاب يمكن استخدامها على جميع الأجهزة، ما يعني أن اللعبة الواحدة ستظهر منها إصدارات مختلفة لأجهزة الفيديو الثابتة والمحمولة وأجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول في الوقت نفسه. لكن معرض هذه السنة، ورغم وجود حوالي 300 إصدار جديد فيه من الألعاب، لم يشهد تطوراً كبيرا فيما يتعلق بأنظمة الألعاب ولوحات المفاتيح الصلبة “consoles”. فشركتا سوني ومايكروسوفت عرضتا في العام الماضي لوحات تحكم جديدة لألعاب كينكت Kinect وموف move التي تلعب على“إكسبوكس” و”بلاي ستيشن”،وما زالت الشركتان تعملان على تطويرها. ألعاب جديدة أما شركة “نينتيندو” المنافسة فلم تجلب معها إلى معرض كولونيا نظام “وي يو Wii U”، وما زالت تتكتم عليه رغم أنها عرضت في معرض لوس أنجلوس جهاز التحكم عن بُعد، ومن غير المتوقع أن يطرح هذا الجهاز في الأسواق قبل عام 2012. لكن “نينتيندو” ،المنافسة القوية لشركة سوني، عرضت مجموعة ألعاب جديدة لجهازها “3 دي سي” الذي طرحته في الأسواق في مارس الماضي بما في ذلك لعبة”ميتال جير سوليدر” ثلاثية الأبعاد. حتى الآن لم يكن ممكنا مزاولة ألعاب الفيديو خارج المنزل، فاللاعب يحتاج إلى لوحة تحكم وجهاز فيديو وشاشة. لكن الأمر قد يتغير بعدما طرحت سوني في كولونيا جهازا جديدا لألعاب الفيديو هو جهاز “فيتا” المحمول. ويعمل “فيتا”، الذي جاء خلفا للجهاز الشهير “بلايستيشن بورتابول” (بي.إس.بي) بمعالج سريع رباعي النواة وشاشة 5 بوصات عالية الإضاءة تعمل بنظام اللمس ولوحة تحكم تعمل أيضا بنظام اللمس مثبتة على ظهر الجهاز بالإضافة إلى أذرع التحكم التقليدية. واعتبر المختصون الجهاز الجديد بمثابة ثورة في عالم الأجهزة الإلكترونية. وبشكل عام تتجه كثير من شركات ألعاب الفيديو إلى ابتكار ألعاب تصلح للأجهزة الثابتة والمحمولة في ظل الاتجاه الحالي نحو منصات الألعاب المحمولة. لعبة «باتلفيلد 3» وقد ازداد إقبال الشركات الأجنبية على معرض “جيمزكوم” هذه السنة بنسبة 10 بالمائة مقارنة مع العام الماضي، ليصل عدد الشركات إلى 550 شركة من 40 دولة، تعرض ألعابها على مساحة تبلغ 120 ألف متر مربع. ويلاحظ الزائر للمعرض أن ممارسة هذه الألعاب لم تعد نشاطا فرديا، فقد أصبح من النادر بفضل الإنترنت أن تجلس بمفردك لخوض حروب افتراضية مع الوحوش والغيلان والكائنات الفضائية. كما يزداد يوما عن يوم عدد الألعاب الجماعية التي يمكن لجميع أفراد العائلة أن يلعبوها مع بعضهم البعض. وحتى المدارس بدأت تستخدم ألعاب الكمبيوتر والفيديو لتحفيز التلاميذ على اللعب وممارسة الرياضة. وسيكون مفهوم اللعب الجماعي عبر شبكة الإنترنت إحدى الصيحات الحديثة في عالم ألعاب الكمبيوتر التي تطغى بوضوح على فعاليات معرض جيمزكوم. ومن أشهر ألعاب الكمبيوتر الجماعية لعبة “باتلفيلد 3” 3 Battlefield من شركة إليكترونيك آرتس، التي عرضت في كولونيا للجمهور لأول مرة. وهي اللعبة الجماعية الوحيدة التي يصل عدد المشاركين فيها إلى 64 لاعبا في آن واحد يشكلون مجموعتين تخوضان حربا بالدبابات والصواريخ والطائرات المقاتلة. وقد اصطف الزوار لأربع ساعات أو أكثر أحيانا لمشاهدة تجربة الإصدار الجديد. وتمتاز هذه اللعبة بجودة رسومية بحيث لا تضاهيها في الجودة أي لعبة أخرى حتى الآن، ويظن من يشاهدها أنه يشاهد طائرات مقاتلة ودبابات حقيقية وجنودا حقيقيين وليسوا من صنع الكمبيوتر. موجة من الاحتجاج ورغم تشوق الآلاف لتجربة الإصدار الجديد من “باتلفيلد”، إلا أن الشركة المنتجة أثارت موجة من الاحتجاج ضدها حين عرضت طائرة مقاتلة من طراز ميج، روسية الصنع، خاصة بعد الجدل حول ألعاب الكمبيوتر القتالية بعد المجزرة التي ارتكبها شخص في النرويج مؤخرا، وقيل إنه كان مدمنا على ألعاب الكمبيوتر القتالية، وتحديدا لعبة “وورلد أوف وور كرافت” و”باتلفيلد”. واعتبر كثيرون عرض طائرة مقاتلة حقيقية تشجيعا على العنف وتراجعا في الوازع الأخلاقي من أجل الربح ولفت أنظار الجمهور. وسلط معرض “جيمزكوم” الضوء هذه السنة على أحدث الإصدارات في عالم الألعاب ثلاثية الأبعاد. وانصب الاهتمام كذلك على أحدث وسائل التحكم في الألعاب عن طريق الحركة من شركتي سوني ومايكروسوفت. وحظيت أذرع التحكم في الألعاب باهتمام كبير خلال الدورة السابقة من المعرض. وشاهد الزوار باقة من أحدث الأجهزة الإلكترونية التي تتنوع ما بين الشاشات وأذرع التحكم، حيث عرضت شركة (LG) على سبيل المثال شاشة عرض جديدة ثلاثية الأبعاد يمكن مشاهدتها دون الحاجة إلى ارتداء نظارات خاصة. ولكن هذا لا يعني أن المشاهد سيضطر إلى الجلوس أمام الشاشة مباشرة للاستمتاع بالرؤية المجسمة، حيث زودت الشركة الشاشة بكاميرا خاصة لتسجيل محل أنظار المشاهد بحيث يمكنها أن تبث الصورة المجسمة إلى المشاهد بصرف النظر عن الزاوية التي يجلس فيها. لكن هذه التقنية مازالت في مرحلة التطوير. ألعاب فيديو قتالية شهد معرض “جيمزكوم” طرح مجموعة حديثة من إصدارات ألعاب الفيديو القتالية المثيرة مثل “أساسين كريد: ريفيلايشن” من شركة يوبيسوفت ولعبة “أنشارتد 3 uncharted”، ومن المتوقع أن تحظى اللعبتان بشعبية كبيرة. هذا إضافة إلى لعبة “3 Battlefield”من شركة إليكترونيك آرتس أو لعبة “كول أوف ديوتي: مودرن وورفير” من شركة بليزارد Blizzard، صاحبة إحدى أشهر الألعاب وأوسعها انتشارا في السنوات الماضية “وورلد أوف وور كرافت”. وهي ألعاب يهواها المغرمون بألعاب العنف وإطلاق النار.