ألقى السفير عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، كلمة الدولة أمام مجلس حقوق الإنسان في إطار الحوار التفاعلي حول تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا.
ورحب سعادته في مستهل كلمته بأعضاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة، معبراً لهم عن تقديره لجهودهم في إعداد التقرير القيم حول تحديث الأوضاع المتردية في سوريا والذي يؤكد من جديد التدهور المتزايد لحالة حقوق الإنسان في سوريا بسبب أعمال العنف المتواصلة التي تقترفها القوات النظامية وحلفاؤها.
وأكد السفير الزعابي أنه بالرغم من القرارات الدولية الرامية إلى إنهاء العنف إلا أن القوات الحكومية مازالت مستمرة في ارتكاب المجازر وشن الهجمات الواسعة النطاق على المدنيين، بالإضافة إلى استخدام القصف الجوي والمدفعي العشوائي والمفرط والذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا وبث الرعب لدى السكان العزل فضلًا على استخدام غاز الكلور وهو سلاح غير مشروع ضد المناطق المدنية.
وبالنسبة للمجازر التي ارتكبها تنظيم «داعش» والتي قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب حسب اللجنة الدولية، أكد أن دولة الإمارات تدين بأشد العبارات هذه الجرائم داعياً مجلس حقوق الإنسان إلى ضرورة مساءلة مرتكبيها ومنعهم من الإفلات من العقاب.
وفي المجال الإنساني أبرز سعادته أن تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، يؤكد وجود 6.
5 مليون نازح داخلياً و2.
9 مليون لاجئ مسجل، مما يجعل سوريا أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حسب تقرير اللجنة.
ووفقاً لوكالات الأمم المتحدة، هناك 10.
8 مليون من السوريين في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة داخل البلاد، بينما هناك 241 ألف شخص لا يزالون يعيشون تحت الحصار و4.
7 مليون يقيمون في مناطق يصعب الوصول إليها.
وفي هذا الصدد، اعتبر السفير الزعابي أنه من الضروري أن تتمكن كافة منظمات الإغاثة الدولية من إيصال المساعدة الإنسانية بشكل تام ومن دون عوائق وذلك عملًا بقراري مجلس الأمن رقم 2139 للعام 2014، والقرار رقم 2165 للعام 2014 ، بالإضافة إلى ضمان حماية المستشفيات والعاملين في المجالين الطبي والإنساني.
وأمام هذا الوضع المأساوي، أشار إلى أن دولة الإمارات تعهدت خلال السنتين الأخيرتين بتقديم مبلغ 360 مليون دولار أميركي يتم حالياً تخصيصه للعمليات الإنسانية للاجئين السوريين.
وفي ختام كلمته، جدد السفير الزعابي وقوف دولة الإمارات مع المطالب المشروعة للشعب السوري الشقيق وعلى وحدة سوريا كياناً ومجتمعاً والحرص المستمر على تخفيف المأساة الإنسانية ومعاناة الشعب السوري التي سببتها الأحداث.
كما أكد تمسك دولة الإمارات بقرار الجامعة العربية الذي يشدد على ضرورة البحث عن تسوية سياسية سلمية عاجلة للمسألة السورية باعتبارها أنجع وسيلة لتحقيق تطلعات الشعب السوري بما يضمن حقن دمائه وتحقيق استقراره.
وكانت اللجنة الأممية المكلفة بالتحقيق في الانتهاكات الحقوقية في سوريا برئاسة البرازيلي باولو بنيرو استعرضت التقرير الأخير أمام مجلس حقوق الانسان والذي ادانت فيه وحشية «داعش» والخروقات الواسعة التي يترتكبها نظام الأسد.
(جنيف - وام)
عدد اليوم
