الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

يوم تاريخي في بريطانيا .. انفصال اسكتلندا أم بقاؤها

يوم تاريخي في بريطانيا .. انفصال اسكتلندا أم بقاؤها
18 سبتمبر 2014 21:15
تشهد بريطانيا اليوم الخميس أحد أهم الأيام في تاريخها كمملكة متحدة، فقد يشهد هذا اليوم قيام دولة جديدة هي اسكتلندا، على حساب تفتيت وإضعاف بلد كان يلقب قديماً ببريطانيا العظمى أو الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. وانتهاء وحدة استمرت 307 أعوام . وتستعد وسائل الإعلام العالمية بشغف كبير لتغطية هذا الحدث الكبير الذي سيكون له تأثير على الساحة الدولية حيث ستكون توابعه، فوق إضعاف بريطانيا، تشجيع كثير من الكيانات على الاستقلال في أكثر من مكان في العالم ابتداء من كندا مرورا بفرنسا واسبانيا والصين وتركيا وغيرها، فكثير من الدول لا تتمنى انفصال اسكتلندا حتى لا يكون فيه سابقة تشجع على الانفصال فيها . وأظهرت استطلاعات للرأي نُشرت أمس عشية الاستفتاء التاريخي على استقلال اسكتلندا ، أن التأييد للبقاء في المملكة المتحدة أقوى من دعم الاستقلال لكن عشرات الآلاف من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد. وتشهد حملة الاستفتاء تعبئة كبيرة، حيث أقبل الناخبون على تسجيل أسمائهم بأعداد قياسية للإدلاء بأصواتهم ومن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة جدا. وخرج زعماء ومؤيدو الخيارين إلى الشوارع في اليوم الأخير من الدعاية في جو امتزجت فيه مشاعر الحماس والتفاؤل بالرهبة والخوف. وسيطلب من الناخبين اليوم الخميس الإجابة بنعم أم لا على سؤال «هل ينبغي أن تصبح اسكتلندا دولة مستقلة؟» وإذا جاءت الإجابة بنعم فسيعني هذا نهاية للوحدة التي استمرت 307 أعوام مع إنجلترا والانفصال عن المملكة المتحدة بالإضافة لفترة من الغموض الاقتصادي. وأظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسات «أي. سي. إم وأوبينيوم وسيرفيشن» أن 48 بالمئة من الناخبين الاسكتلنديين يؤيدون الاستقلال مقارنة باثنين وخمسين في المئة يدعمون الوحدة. كما كشفت الاستطلاعات أن هناك ما بين ثمانية و14 في المئة من ناخبي اسكتلندا وعددهم 4. 3 مليون شخص لم يحسموا أمرهم بعد ولم يتبق سوى ساعات قبل أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 0600 بتوقيت جرينتش اليوم الخميس. ووعد زعماء بريطانيا بقدر أكبر من الحكم الذاتي لاسكتلندا إذا قرر الناخبون البقاء ضمن المملكة المتحدة. لكن أنصار الاستقلال يقولون إن الوقت حان لاسكتلندا كي تتخذ قرارتها بنفسها متحررة من حكم النخبة في لندن. وقال رئيس الحكومة الاسكتلندية أليكس سالموند الذي قاد حملة الاستقلال «استيقظوا صباح يوم الجمعة على أول يوم في بلد أفضل». وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لصحيفة تايمز إنه كان يعتقد دوما أن المنافسة ستكون محتدمة. وقال في مقابلة «أيا كانت النتيجة فنحن بلد ديمقراطي. . ينبغي أن نحترم تعبير الناس من خلال صناديق الاقتراع» . وجاءت نتائج استطلاعات الرأي الثلاثة متشابهة مسجلة تقدما للطرف الرافض للاستقلال في جميع الاحتمالات بحصوله على 52% من الأصوات في مقابل 48% للطرف المؤيد للاستقلال، ولكن بعد استثناء الناخبين المترددين الذين ما زالوا يمثلون شريحة كبيرة. وجرت استطلاعات الرأي اعتبارا من الجمعة، اليوم الذي كثف فيه المعسكران جهودهما لإقناع الناخبين ولا سيما الذين لم يحسموا خيارهم بعد. وفي موقف موحد أصدرت الأحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى أمس الأول بياناً رسمياً مشتركاً يعد الاسكتلنديين بتوسيع الحكم الذاتي لمنطقتهم في حال صوتوا لرفض الاستقلال. ونشر هذا الوعد الذي يؤكد على التزامات قطعت سابقا في الصفحة الأولى من كبرى الصحف الاسكتلندية «ديلي ريكورد» تحت عنوان «التعهد». وحمل النص توقيع رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون وزعيم حزب المعارضة العمالي إد ميليباند ونائب رئيس الوزراء الليبرالي الديموقراطي نيك كليغ. واكد المقال انه في حال رفض الاستقلال، فان المفاوضات حول نقل سلطات جديدة إلى ادنبره ستبدأ غداة التصويت وفق الجدول الزمني الذي سبق أن أعلنه القادة الثلاثة الأسبوع الماضي بعد تقدم الاستقلاليين في استطلاعات الرأي. وأكد النص أخيرا أن الحكومة الاسكتلندية هي التي ستكون لها «كلمة الفصل» في تمويل نظام الصحة العامة في اسكتلندا، وهو من المواضيع الكبرى التي هيمنت على الحملة والذي كان الاستقلاليون يعتزمون التركيز عليه مرة جديدة الثلاثاء. وبوضعهم الوعد بنقل صلاحيات جديدة إلى أدنبرة خطيا بشكل رسمي، أراد القادة الثلاثة أولا أن يقنعوا الناخبين بأنه هذا ليس وعداً جديداً لا مستقبل له كما يعتقد الكثيرون من أنصار الاستقلال في اسكتلندا. غير أن رئيس الوزراء الاسكتلندي الذي يتزعم الاستقلاليين اليكس سالموند رأى أنه «عرض فارغ في اللحظة الأخيرة» معتبرا انه «لن يثني شعب اسكتلندا عن اغتنام الفرصة السانحة له الخميس بتسليم اسكتلندا مستقبل اسكتلندا»، في تصريح للبي بي سي. من جهتها شككت نائبة رئيس الوزراء نيكولا ستورجون في صحة مثل هذه الوعود التي لا تقدم «أي ضمانة أيا كانت» معتبرة أنها تتراوح ما بين «التهديد» و»الازدراء». وكانت النبرة مختلفة في لندن حيث بدأ البعض يبدي مخاوف حيال التنازلات الكبرى المعلنة ورأى عدد من المعلقين أنها قد تقود إلى قيام فدرالية فيما وصل البعض إلى حد التحذير من «بلقنة» بريطانيا. وجاء النداء الثلاثي في صحيفة ديلي ريكورد بعد أسبوع شهد جهودا مكثفة من جانب قادة الأحزاب الثلاثة الذين توجهوا جميعا إلى الشمال لإبداء معارضتهم للاستقلال، ولو ان أيا منهم لا يحظى بشعبية هناك. حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء الاثنين خلال زيارة إلى ابردين في اسكتلندا من ان فوز مؤيدي الاستقلال في الاستفتاء حول الانفصال عن المملكة المتحدة المقرر الخميس سيكون «طلاقا مؤلما». ووجه كاميرون الاثنين الماضي في ابردين نداء أخيراً مؤثراً من أجل الوحدة، في خطاب حافل بالمديح والتهديدات الصريحة والوعود. (أدنبره، وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©