الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة عملية الإسحاقي!

3 سبتمبر 2011 22:30
صرح متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الجمعة الماضي بأن الحكومة العراقية ستعيد فتح التحقيق في غارة نفذتها القوات الأميركية عام 2006 قرب بغداد وقتلت خلالها 11 مدنيّاً عراقيّاً بينهم نساء وأطفال. والتحقيق الجديد يأتي على ضــوء الحقائق التي كشـفت عنــها وثـائــق دبلوماسية تسربت لموقع "ويكيليكــس" تلقي ظلالاً كثيفة من الشك على الرواية الرسمية التي أعلنها "البنتاجون" في ذلك الحين عن تلك الغارة، التي برأت الجيش الأميركي في العراق من ارتكاب أي خطأ. وكان العراقيون في بلدة "الإسحاقي" الواقعة شمال العاصمة العـراقية بغداد قد ادعوا مراراً وتكراراً أن القوات الأميركية قد أعدمت 11 عراقيّاً هناك -بينهم نساء وأطفال- ثم أخفت الأمر من خلال تنفـيذ ضربة جوية ضد البلدة التي تبعد عن بغداد بمســافة 60 كيلومــتراً. وقد قلل متحدث رسمي باسم "البنتاجون" من أهمية تلك المزاعم بالقول يوم الجمعة الماضي إنه لم يتغير شيء من وجهة النظر الأميركية عن الرواية التي كانت قد قدمت في ذلك الوقت عن الحادث. وتشير الوثائق التي كشف عنها "ويكيليكس" أن فيليب آشتون المسؤول الأممي المختص في شؤون حقوق الإنسان قد أرسل برقية لوزارة الخارجيـة الأميركيـة بعـد أسبوعين مـن تاريخ وقـوع تلـك الحادثـة في 15 مارس2006، بين فيها كيف قامت وحدة عسكرية أميركية بتطويق منزل في تلك القرية في الساعات المبكرة من صباح ذلك اليوم، واقتحامه، والقبض على سكانه وتقييدهم، ثم إعدامهم جميعاً. وكان من بين القتلى في العملية فلاح عراقي اسمه "فايز المجمعي" (28 عاماً) وعائلته الممتدة بما في ذلك خمسة أطفال عمرهم أقل من خمس سنوات، كما جاء في تقرير المسؤول الأممي كذلك أن تشريح الجثث في مستشفى تكريت فيما بعد، قد أثبت أن جميع الضحايا أصيبوا بطلقات في الرأس وهم مقيدو الأيدي. وكان ناطق رسمي باسم قوات التحالف قد قال في ذلك الوقت إنه لم تكن هناك أية أخطاء في تنفيذ العملية، وإن قائد الوحدة التي قامت بتنفيذها "قد اتبع قواعد الاشتباك المعمول بها في مثل تلك الحالات للقضاء على مصدر التهديد". وقد أسرت القوات الأميركية قائد خلية لـ"القاعدة"، وقتلت صانع قنابل ومسؤول تجنيد للأعضاء الجدد، خلال تلك الغارة المنسقة. ووفقاً للرواية الرسمية التي قدمت عن الحادث بعد وقوعه فإن القوة الأميركية تعرضت لنيران مباشرة من المبنى عند وصولها مما اضطرها للرد باستخدام الأسلحة خفيفة العيار في البداية ثم عن طريق استدعاء طائرات هليكوبتر فيما بعد، ثم دعم جوي قام بقصف المبنى وتدمــيره. وجاء في الرواية الرسمية أيضاً أن القوة عندما دخلت المبنى بعد ذلك وجدت صانع القنابل ميتاً بالإضافة إلى 12 آخرين. وفي يونيو من ذلك العام (2006) توصل تحقيق أجراه "البنتاجون" بشأن تلك العملية إلى أن القادة الأميركيين الذين أشـرفوا على تنفيذها قد استخدموا قدراً ملائماً من القوة في تدمير ما اعتـبروه ملاذاً آمناً لأحد صناع القنابل المطلوبين من قبل قوات التحالف في العراق. وقد أدلى علي الموسوي، مستشار المالكي، بتصريح يوم الجمعة الماضي قال فيه: "نريد أن نتأكد أن الأمر في ذلك الحين لم يكن مواجهة عسكرية. وإذا لم يكن كذلك فسنطالب بتحقيق العدالة بصرف النظر عمن يكون الطرف الآخر". آني جوين - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©