الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2014.. حصاد وكشف حساب

2 يناير 2015 22:19
هل هناك معنى لتتابع أحداث عام 2014؟ أهناك تناغم في خضم الضوضاء، أما مجرد بوق ينعق بنغمات متنافرة؟ النشاز يشيع أحياناً عندما ينتقل المرء على الإنترنت من قصة إلى أخرى لكنه قد يجد تناغما ما، إذا أعاد النظر. والتناغم هو طريقتنا التي نحاول بها إضفاء معنى على العالم. وهنا طائفة اختيرت عشوائيا في الأغلب من الأحداث المنفصلة لعام 2014. إنه عام كان حافلاً لتنظيم «داعش» الإرهابي التي استولى على مساحات واسعة في سوريا والعراق، وبثت الرعب في الغرب بالمقاطع المصورة لقطع الرقاب على الانترنت. والاستخبارات الأميركية ذكرت أنه ربما يكون هناك 11 جماعة متطرفة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وتركز هذه الجماعات حالياً على المعارك المحلية، وقد تتحول إلى المواجهات مع الغرب. لكن متى؟ طفت على السطح خلال العام المنصرم أمور تتعلق بإعادة ترسيم الحدود، ففي أوروبا، ظلت اسكتلندا جزءاً من بريطانيا بعد استفتاء سبتمبر الماضي على الاستقلال. ومن المرجح في نهاية المطاف أن ينهار «داعش»، لكن العراق يجد صعوبة في التعامل مع مساعي الأكراد للحصول على مزيد من الحكم الذاتي. وإعادة ترسيم حدود أوكرانيا بدعم روسي قد يغير الجغرافيا السياسية لأوروبا والغرب. وشهد 2014 إرهاصات العودة إلى عصر الأباطرة، وعندما عاد بوتين إلى الرئاسة في مايو 2012 ، كان عليه إما تطوير الاقتصاد بإصلاحات هيكلية أو حماية حاشيته. وجنح الرئيس الروسي للخيار الأخير، واستعان بالقيم القيصرية التقليدية التي تجتذب الروس ليحافظ على شعبيته في الداخل. لكن بوتين قلق من الصين، وهذا القلق يفوق قلقه من اقتراب حلف شمال الأطلسي من حدوده الغربية. والصين منشغلة بالعلاقات مع الزعيم الجديد الصاعد ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند خصم بلاده التاريخي. وفي العام المنصرم، ظهرت محاولات لرسم خريطة اقتصادية جديدة للعالم، حيث ذكر صندوق النقد الدولي أن الصين تقدمت على الولايات المتحدة في عام 2014 كأكبر اقتصاد في العالم، قياساً على معيار تساوي القوة الشرائية. والقوة الشرائية ليست طريقة مثالية لمقارنة إجمالي الإنتاج المحلي، لأن الأسعار تختلف باختلاف الدول. لكن هذا المعيار يوضح تأثير الاقتصاد على مستويات المعيشة. وفي هذا السياق، يُعتبر صعود الصين خبراً جيداً ومؤشراً قوياً على صعود الطبقة المتوسطة هناك. وتشير تقارير إلى أن أبناء الطبقة المتوسطة من المتوقع أن يرتفع عددهم من مليار إلى أكثر من مليارين في السنوات الخمس عشرة المقبلة. وفي مجال الطاقة، أعلن بعض المحللين أن الولايات المتحدة تجاوزت المملكة العربية السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم نتيجة تطوير تقنية استخراج النفط بالتكسير الصخري. وفي يوليو الماضي أعلن بنك أوف أميركا أن إنتاج النفط الأميركي تجاوز 11 مليون برميل في اليوم في الربع الأول ليتخطى الانتاج السعودي البالغ عشرة ملايين برميل في اليوم. وبخصوص احترار الأرض، أعلنت منظمة الأرصاد الجوية العالمية التابعة للأمم المتحدة أن 2014 من أكثر السنوات ارتفاعاً في درجة الحرارة في التاريخ المسجل. وتشير بينات المنظمة أن متوسط درجات الحرارة زاد بمعدل 1.03 درجة فهرنهايت عن متوسط درجات الحرارة من عام 1961 إلى عام 1990 وهي الفترة التي يستخدمها العلماء كمعيار. ويجمع العلماء على أن ارتفاع درجة الحرارة من صنع الإنسان. بيتر جرير * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©