الصرب يحرقون معبري حدود مع كوسوفو وقوات الناتو تتدخل

صعد الصرب الرافضون لأي اعتراف باستقلال كوسوفو امس تحركهم خارج المعارضة السياسية عبر إحراق مجموعات منهم بوابتي العبور بين صربيا و''الدولة المستقلة الجديدة'' الأمر الذي استدعى تحرك قوات ''الناتو'' المعروفة باسم ''كيفور'' الى إغلاق المعبرين والدفع بتعزيزات عسكرية الى المنطقة لمنع انفجار الوضع· وقالت شرطة كوسوفو إن مجموعات من الصرب اقتحمت البوابة الحدودية رقم واحد في جارينجي قرب ليبوسافيتش والبوابة 31 في بانجا قرب زوبين بوتوك في شمال كوسوفو وعمدت الى تفجيرهما واحراقهما، لكن لم تشر الى وقوع اي ضحايا· كما تظاهر اكثر من الف طالب في ميتروفيتسا (المدينة المقسمة عرقيا شمال كوسوفو) التي تقطنها غالبية صربية للاحتجاج على اعلان استقلال الإقليم حيث حملوا لافتات كتب عليها ''كوسوفو هي صربيا''· وتدخلت قوات حفظ السلام ''كيفور'' بسرعة حيث عززت وجودها العسكري على المعبرين الحدوديين باتجاه صربيا واغلقتهما لمنع تصاعد الوضع الذي وصفه المتحدث باسم القوات الكولونيل برتراند بونو بانه بالغ الخطورة، وأضاف ''تم ارسال تعزيزات الى شمال كوسوفو حيث أقمنا نقاط تفتيش في المنطقة وسنستخدم كافة الوسائل الضرورية للسيطرة على الوضع''· واحتمت شرطة كوسوفو في نفق عند مخفر حدودي قرب زوبين بوتوك خلال محاولة أكثر من ألف محتج تدمير المخفر· وقال مصدر شرطة لوكالة ''رويترز'' في بريشتينا ''طلبنا من حلف شمال الاطلسي ارسال طائرة هليكوبتر لإجلاء ضباطنا''· وقال شاهد عيان ''النيران مشتعلة في نقطة عبور الحدود في يارني والحشد تفرق، واضاف ان قوات حفظ السلام منتشرة بالفعل عند مخفر أحرق تماما· الى ذلك، بدأ الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا زيارة الى بريشتينا امس ليصبح اول مسؤول اجنبي كبير يزور كوسوفو منذ اعلان استقلالها حيث جدد دعوته للهدوء والتحلي بالمسؤولية، وقال ان الموقف في كوسوفو واضح ومن لا يراه كذلك فهو لا يريد الاعتراف به''· في وقت رأى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الذي كانت بلاده من أول الدول الاوروبية المعترفة بكوسوفو دولة مستقلة ذات سيادة ان حكومته لا تعتقد ان هناك حاجة الى زيادة عدد القوات المنتشرة هناك للتعامل مع التوترات الامنية· وجددت روسيا خلال اتصال بين وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيرته الاميركية كوندوليزا رايس معارضة بلاده استقلال كوسوفو ووصفه بانه غير مقبول وخطير وسيعرض الاستقرار الدولي للخطر· كما حذرت الصين من ان اعلان استقلال كوسوفو قد يسبب صراعا ويقوض الامم المتحدة، ودعت الى استمرار المفاوضات بين صربيا وكوسوفو وحل الازمة بالتفاوض وليس باعلان من جانب واحد احتراما للمبادئ الاساسية للقانون الدولي· ونفى الرئيس الاميركي جورج بوش ان يكون اعتراف بلاده باستقلال الاقليم يمثل استفزازا لروسيا، وقال ''لم يكن هذا الامر مفاجأة لروسيا وقد أجرينا مشاورات وثيقة معها بهذا الشأن· وقال ان استقلال كوسوفو سيجلب السلام الى منطقة البلقان والتاريخ سيثبت ان الاجراء كان صحيحا، واضاف في تصريحات في دار السلام امس ''علينا الآن جميعا مساعدة الكوسوفيين في تحقيق السلام وعلى الكوسوفيين في المقابل احترام تعهداتهم بدعم حقوق غير الالبان وغير الكوسوفيين في بلدهم''· واشار الى ان الولايات المتحدة ستقيم قريبا علاقات دبلوماسية كاملة مع كوسوفو لتأكيد الروابط القوية والشراكة بين البلدين· واكدت رايس بدورها اهمية استقلال كوسوفو لدعم استقرار المنطقة، وقالت ان بلادها ستساهم في بناء دولة ديمقراطية متعددة الاعراق ومستقلة لفترة تحت اشراف دولي· واتصلت رايس بالرئيس الصربي بوريس تاديتش مجددة صداقة الولايات المتحدة ومعربة عن الامل بالمحافظة على علاقات قوية· واستبعد مساعدها للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز تدني العلاقات مع بلجراد قائلا ان الولايات المتحدة هي المستثمر الاول في صربيا· لكن صربيا تمسكت برفضها الاعتراف باستقلال كوسوفو، وطالبت الامم المتحدة بالعمل على الغاء قرار فصلها عن بلاده بوصفه أنه ''ظالم وغير شرعي'' ويشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي· وتوعد تاديتش بتغيير بلاده سياساتها وعلاقاتها الودية مع جميع الدول التي ستعترف باستقلال الاقليم· وقال تاديتش ان انفصال كوسوفو يمثل سابقة خطيرة سيحذو حذوها آخرون وستسبب ضررا لا يمكن اصلاحه للنظام الدولي· واضاف ''لن نعترف ابدا باستقلال الاقليم''· وتوعد وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش بان بلاده ستتصدى بـ''الاظافر والاسنان'' انما بالوسائل الدبلوماسية لاستقلال كوسوفو· بينما اصدر البرلمان الصربي قرارا بالاجماع ألغى بموجبه اعلان استقلال الاقليم باعتباره انتهاكا لسيادة صربيا ووحدتها· وفي المقابل، اقر برلمان كوسوفو امس باكثرية 84 نائبا ومعارضة اثنين وامتناع اثنين عن التصويت أول قوانينه كبرلمان دولة مستقلة والتي نصت على انشاء وزارة للخارجية واصدار جوازات السفر وانشاء جهاز شرطة وتأمين حماية خاصة للمناطق المربوطة بالإرث الثقافي ذي الطابع الديني والاديرة والكنائس الارثوذكسية، والحكم الذاتي المحلي للبلديات وتحديد حدودها· وقال رئيس الوزراء هاشم تاجي للنواب قبل التصويت ان وزارة الخارجية ستكون مؤسسة جديدة في كوسوفو وستساعد على انشاء روابط مع الدول الصديقة وعلى تنمية الاقتصاد·