الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات يقررن عدم الإنجاب لمواجهة غول الأسعار

أمهات يقررن عدم الإنجاب لمواجهة غول الأسعار
3 مارس 2009 00:15
''لا تنسى····· أن تمر على الجمعية وتشتري الحليب والحفاظات والملابس والشامبو، لأن أغراض البيبي خلصت''·· ''ولا تنسى أن تشتري أغراض البيت، التي قد تكفي استهلاكنا لمدة أسبوعين''·· وهكذا أصبح هذا الحوار كثيرا ما يتكرر بين كل زوجين فى كل بيت، فمن لديه مولود جديد أو أطفال آخرون، يحتاجون في الأسبوع على الأقل أن تتوفر لهم هذه الاحتياجات أكثر من مرة باعتبارها متطلبات ضرورية لا غنى عنها· ومع موجة ارتفاع الأسعار، أصبح الكثير من الأسر ذوات الدخل المحدود تستغني عن بعض المواد التي كان يعتمد عليها في الحياة المعيشية·لذلك، ومع هذه المعاناة قررت بعض الزوجات عدم الإنجاب، وفى مقابل ذلك بعض الأزواج طالبوا زوجاتهن بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية والاستغناء عن الحليب الصناعي والتقشف في توفير كافة الاحتياجات من أجل التوفير· هذا ما فعلته فاطمة ميرزا ـ ربة بيت، إذ أصبحت تعتمد على الرضاعة الطبيعية، أما بالنسبة إلى الحليب الصناعي فأصبحت تعتمد عليه أثناء الليل فقط، موضحة أنها تتمنى أن تقتصد في الحفاظات أيضاً، إلا أنها لا تستطيع، منوهة إلى أن العديد من الأمهات أمسين يشتكين من ارتفاع الأسعار، كما أن هناك العديد من النساء توقفن عن الإنجاب بسبب عدم قدرة أزواجهن على تلبية احتياجات أبنائهم''· ولم يكن حالها أفضل من حال سعاد جابر، التي تشهد المعاناة نفسها، فهي لديها طفلان أحدهما رضيع والآخر عمره عامان ونصف، إذ أوضحت أن طفلها الرضيع تكلفها احتياجاته ما يقارب ''2000 درهم'' في الشهر من حليب وحفاضات ومواد غذائية· كما أشارت إلى أنها لا تفكر في الإنجاب مرة أخرى وذلك خوفاً من ألا تكون قادرة على توفير احتياجات الطفل الجديد· طوفان الغلاء على الجانب الآخر، استقالت سارة عبدالله، التي لديها ثلاثة أطفال أحدهم رضيع، من عملها لعدم قدرتها على دفع التكاليف وتقول ''فضلت الاستقالة من عملي والجلوس مع طفلي الجديد في المنزل، وذلك حتى أعتمد على الرضاعة الطبيعية بصورة كلية ولعدم قدرتي على شراء الحليب كل أسبوع· مؤكدة ''أني لا أفكر في الإنجاب أبداً؛ وذلك بسبب الظروف المعيشية للعائلة، وخصوصاً مع ارتفاع سعر الحليب والحفاظات وباقي المواد الغذائية ومستلزمات الأطفال التى لاغنى عنها''· بينما أمل المهيري، عن معاناتها فتقول ''هذا طفلي الأول، وعلى رغم من ذلك فنحن لسنا قادرين على تحمل تكاليف مستلزماته، وخصوصاً في ظل غلاء الأسعار، فسعر الحليب يشهد ارتفاعاً والحفاظات كذلك، إلى جانب بسكويت الأطفال الذي يتم إعطاؤهم إياه في الشهر الخامس دخل في دائرة الغلاء أيضا''· أما هالة أمين فحالها لا يسر، إذ بدأت قولها ''إذا كانوا لا يستطيعون شراء الحليب لواحد، فكيف لي وأنا لدي توأم، فهما يكلفاني الضعف؛ فإذا كانت العوائل العادية تشتري الحليب خلال أسبوع واحد بـ 25 درهما، فأنا أشتريه بـ 50 درهما في الأسبوع، وهذا في حال أعطيتهم الحليب ذا الجودة المنخفضة''· كما أكدت هالة قائلة ''لم أشهد هذا الارتفاع من قبل وخصوصاً أني كنت أشتري مثل هذه الاحتياجات لأطفالي في السابق بسهولة وذلك لرخصها''· الغلاء شبح برغم أن الغلاء أصبح شبحا يهدد كل بيت، ويلتهم أية ميزانية، فحسب ميادة عضيمة كما تقول ''لدي طفلان مازالا يحتاجان الحليب الصناعي والحفاظات، ورغم غلاء احتياجاتهم، إلا أنني أحاول توفير طلباتهم، وبفضل الحنكة التي أمتلكها أصبحت أدير بيتي بحكمة أبي وأمي اللذين ربياني على القناعة والرضا بالقليل، والشكر لله على كل حال، فكلما ضاقت بي الظروف وكاد الشيطان يفسد علاقتي بزوجي، تحت وطأة الغلاء، تذكرت نصيحة أبي وأمي ''على قد غطاك مد رجليك''، فأعود إلى حالة الرضا، والتدبير حسب المتاح من الدخل، فأتغلب على الشيطان ولسان حالي يقول: لست وحدي في هذه الورطة، فأحمد الله على كل حال''· زوجي حصل على التقاعد بسبب ظروفه الصحية هذا ما تؤكده مريم سعيد قائلة ''هذا الأمر أثر على قيمة المعاش، فكان يكفي بالكاد ضروريات البيت، لكنه لم يكن يعطيني مالا لشراء ملابس لأطفالي، أو تجديد أثاث غرفة الأطفال، أو صيانة التالف منه، فأحس أنني أقل من بقية أخواتي، وهذا يشعرني بالحرج، وفي نفس الوقت أحيانًا يدخل الشيطان في علاقتي بزوجي لأتمرد عليه، لأنه لا يغطي احتياجات البيت بسبب الغلاء وقلة المعاش، لكنني سرعان ما أعود إلى رشدي، وأقول لنفسي ماذا يفعل وهو مريض، وليس باليد حيلة· موجة استهلاكية علي الجانب الآخر، تتهم رقية صالح التليفزيون والإعلانات بأنهم أعداء، فكما تقول ''يتآمرون عليَّ وعلى أولادي، ويزيدون من حدة معاناتي، فمن خلالهم تتصاعد طلبات الأولاد بغض النظر عن ظروفنا المادية، فهم يطلبون وعلينا التلبية، وإذا تأخرنا أو تعللنا بالغلاء، وضيق الميزانية، فإنهم يتهموننا بالتقصير في حقهم، ويقارنوننا بأصحابهم الذين عندهم كذا وكذا، ويأخذون مصروفًا كذا وكذا، فأصاب بحالة من الحزن لموقف الأولاد، وعدم تقديرهم لظرفنا، لكنني أعود وألتمس لهم عذرا في تأثرهم بالموجة الاستهلاكية السائدة حولهم
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©