الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رجال الأعمال.. طيور لا تعرف النوم

رجال الأعمال.. طيور لا تعرف النوم
17 نوفمبر 2006 23:29
استطلاع- قسم الاقتصاد: قال عدد من رجال الأعمال المواطنين إن النمو الاقتصادي الذي تشهده الدولة وسعيها لتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الطفرة التنموية جعلتهم يواصلون الليل بالنهار، وإن ممارسة العمل لا تنقطع حتى في العطلات والإجازات عن طريق وسائل الاتصال الحديثة والهواتف سواء لمتابعة العمل في أو إنهاء الأعمال مع الشركاء الدوليين من المستثمرين· وشبه بعضهم رجال الأعمال بطيور لا تتوقف عن الحركة في الوقت الذي لا تعرف جفونهم طعم النوم إلا لسويعات قليلة يومياً حيث إن المنافسة الشرسة في مجال قطاع الأعمال تجعلهم يبذلون قصارى جهدهم لمواكبة الطفرة وعدم الخروج من المنافسة، التي رفعت الطفرة من درجة حرارتها، الأمر الذي جعل أحد رجال الأعمال يقول إن يومه يتكون من 48 ساعة! وقال رجال أعمال مشاركون في استطلاع ''الاتحاد'' عن التغييرات التي طرأت على حياتهم اليومية خاصة في الفترة الأخيرة، إن العمل مع جهات دولية يتطلب عدم وضع العطلات والإجازات في الاعتبار لأنهم يضطرون إلى القيام برحلات عمل إلى الخارج ويفوت عليهم قضاء العطلات والأعياد مع الأهل· وأشار عدد قليل من رجال الأعمال إلى أن علاقاتهم الاجتماعية لا تتأثر بمشاغل العمل ومشكلاته وهمومه، لكن الغالبية أكدت أن هذه العلاقات تدفع ثمن انشغالهم بأعمالهم بل إنها تتحول إلى لقاءات عمل، مشيرين إلى أن الأمر يصبح أكثر صعوبة للشباب الذين يعملون على مدار الساعة لبناء أنفسهم في خضم منافسة لا ترحم· وأكدوا أن تأخر رجل الأعمال عن الركب يعني أن السفينة ستبحر وتتركه إما على الساحل أو في مهب الريح· وقالوا إن العلاقات الأسرية هي الضحية الأولى في حياتهم رغم محاولاتهم خلق توازن وتوافق بين إنجاز أعمالهم وحياتهم الخاصة· وشدد رجال الأعمال على أهمية المسؤوليات الضخمة التي يجب أن يقوموا بها تجاه وطنهم، وأنهم يظلون مقصرين مهما أطلقوا من مبادرات لأن حجم ما أعطتهم الدولة لن يستطيع أحد تعويضه لكن يبقى على رجال الأعمال الاستمرار في العطاء ودعم العمل الاجتماعي، ومساعدة أبناء الوطن بإيجاد فرص العمل لهم علاوة على القيام بمسؤولياتهم الأخرى تجاه المجتمع· وأكدوا أن القطاع الخاص مطالب برد الدين والجميل للمجتمع، فقد قدمت الدولة العديد من التسهيلات التي ساهمت في تحقيق الأرباح وتوسيع نشاط المجموعات التجارية، واستفادت الشركات الخاصة من الامتيازات التي قدمها الوطن لها وجاء دورها لترد ما عليها من خلال توفير الخدمات وإطلاق المبادرات لخدمة ودعم المجتمع، إضافة إلى المساهمة في التوطين وخلق الوظائف لشباب الوطن· وقال رجال أعمال إن الدولة تزخر بالكفاءات القادرة على الابتكار، نافين أن يكونوا مجرد تجار ووكلاء، مشيرين إلى أهمية الدور الذي يقومون به في مجال التطوير والتنمية، وقالوا إن القطاع الخاص يمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، وهناك شركات ومجموعات خرجت من المحلية إلى العالمية بفضل أفكار أجيال متتالية من شباب ورجال الدولة· وأجمع رجال الأعمال على أن المرأة الاماراتية أصبحت لاعبا رئيسيا في التنمية الاقتصادية، وهناك تجارب ناجحة لسيدات الأعمال في الدولة ويشار إليها بالبنان، وتفوقت بعضهن في المجالات التي يعملن فيها، ما يمثل ظاهرة صحية، حسب رأيهم· وصف عبد الله بالعبيدة رئيس مجموعة بالعبيدة حياة رجل الأعمال بأنها مثل حياة الطائر لا تتوقف أجنحته، ويطير من موقع إلى آخر على مدار الساعة ولا يعرف جفنه النوم إلا سويعات''، ويصبح الأمر أصعب إذا ما كان رجل الأعمال في بداية حياته أو من جيل الشباب حيث يعمل على مدار الساعة ليبني نفسه وسط منافسة لا ترحم· وقال إن ساعات العمل وبدايتها ونهايتها غير محدودة، فساعات النهار والليل تعتبر كلها عملاً ومتابعة، حتى اللقاءات المسائية التي تعتبرها للراحة والتواصل تتحول في مجملها إلى مناقشات ولإنجاز العديد من الأعمال، ويدخل في هذا أيام العطلات الأسبوعية، وإن كان الأمر يقل في أيام الأعياد والمواسم· وأشار بالعبيدة إلى ان عالم الأعمال لا يرحم أحدا، فإذا تأخر رجل الأعمال عن الركب، فسوف تبحر السفينة في أعماق البحر وتترك المتخلف عنها إما على الساحل أو في مهب الريح، لهذا فإن رجل الأعمال عليه عبء ضخم ليواصل أعماله ويتابعها عن كثب· وأضاف: للأسف الشديد فإن حياة رجل الأعمال وأنا واحد منهم تغيب عنها الكثير من الاهتمامات الاجتماعية والتواصل مع الأهل والأسرة، ولاشك أن العلاقات الأسرية هي الضحية الأولى في حياتي، وإن كنت أحاول قدر المستطاع أن أحقق التوافق بين إنجاز أعمالي وحياتي الخاصة· ويتساءل: إذا ما كان الأولاد هم الضحية فإن الحديث عن هوايات يصبح ترفاً، وأركز على أن أكون رجل أعمال ناجح اًومتعدد النشاط، واختيار المجالات الاستثمارية الأفضل والتي تحقق لي أفضل قيمة، واعتقد أنني أسير على خطى واضحة· الرعيل الأول ويشير بالعبيدة إلى أن رجال الأعمال في الإمارات من الرعيل الأول أمثال جمعة الماجد وماجد الفطيم وجمعة النابودة وغيرهم نماذج مهمة للإقتداء بها، ليأتي الجيل الثاني تحت قيادة ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والذي يضم رجالات من أصحاب الرؤى والفكر والتعليم والثقافة وهم نموذج آخر لنقتدي بهم كجيل جديد من شباب رجال أعمال نحاول أن نلحق بالركب ونتعلم منهم· وقال: اعتقد أنني وأبناء جيلي نعمل على أن نكون الجيل الثالث والرابع في بناء الإمارات في عهدها الجديد، ولاشك أن كل جيل له سماته التي يختلف بها عن الآخر حسب مقتضيات كل مرحلة· وشدد على أن رجال الأعمال عليهم مسؤوليات ضخمة تجاه وطنهم، وسيظل رجال الأعمال مقصرين مهما أطلقوا من مبادرات لأن حجم ما أعطتهم الدولة لن يستطيع أحد تعويضه، ولكن يبقى على رجال الأعمال الاستمرار في العطاء ودعم العمل الاجتماعي، ومساعدة أبناء الوطن في إيجاد فرص العمل· من جانبه، قال عبد الله خليفة إن الدولة لا تقصر في تقديم الخدمات والتسهيلات لقطاع الأعمال، كما تمتلك الدولة في نفس الوقت كفاءات ورجال أعمال قادرين على الابتكار، سواء كانوا رجال أعمال أو سيدات أعمال، فليس رجال الأعمال مجرد تجار ووكلاء بل هم مبتكرون ومساهمون في التطوير والتنمية، والدليل على ذلك ان النهضة العمرانية والاقتصادية المتنوعة ساهم فيها القطاع الخاص· وأضاف أن القطاع الخاص يمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، وهناك شركات ومجموعات خرجت من المحلية إلى العالمية بفضل أفكار أجيال متتالية من شباب ورجال الدولة· يوم من 48 ساعة! قال عبد الحكيم البناي، المدير العام لشؤون مجموعة (إيه تي إيه· اسكون): يومي يبدأ من الخامسة والنصف صباحاً ويمتد إلى ساعات متأخرة من المساء؛ لا وقت للغذاء، ودائماً وقت الراحة في الظهيرة يتحول إلى غداء عمل، مشيرا إلى أن حياة رجل الأعمال في الإمارات ودبي على وجه الخصوص جزء من النظام والحياة التي اعتادت الإمارات عليها· وأشار إلى أن متابعة 25 شركة وموقع عمل إضافة إلى القطاع الصحي والتعليمي وعشرات الاجتماعات كل هذا يحتاج إلى وقت ومجهود كبير للمتابعة والإشراف، صحيح هناك فرق عمل تشرف على كل شركة وكل قطاع، ولكن التعرف عن قرب في متطلبات كل شركة أمر في غاية الأهمية، ولو أعطيت كل شركة عشر دقائق فالأمر في النهاية يحتاج إلى ساعات،يضاف إلى هذا الالتزامات الاجتماعية والرياضية· نصيب العائلة وقال البناي إن حياة رجل الأعمال معظمها للعمل لكني وضعت لنفسي قاعدة منذ البداية ففي كل شهر أقضي ثلاثة أيام بعيداً عن العمل وغالباً في السفر، وفي المقابل تضيع الإجازة الأسبوعية في الأعمال، فليس في قاموس عملي ما يسمى بالـ (ويك إند)· وأضاف: زخم حياتي أثر على حياتي الاجتماعية بأشكال مختلفة، فليس لدي الوقت الكافي للمتابعة المناسبة والمطلوبة للأولاد، وبقدر الامكان أقوم بالمتابعة، فلدي ولد يدرس الهندسة في اميركا، وأتابع دراسته عبر موقع الكلية على شبكة الانترنت· أما عن الهوايات فقد ضاعت وسط زحام الحياة، فالتنس كان حبي ولكن لا يوجد وقت لممارسته، ولم يتبق لي سوى السباحة لكن ممارستها تتم في البيت وليس في النوادي، وقد ذهبت الهوايات مع الريح· ويقول البناي: قررت منذ البداية أن أترك للأولاد حرية اختيارهم في الدراسة والمجال الذي يرغبون فيه دون أي فرص من جانبي، ويبقى دوري في التوجيه وتقديم النصائح· وتحدث عبدالحكيم البناي عن دور الشركات الخاصة وقطاع الأعمال في خدمة المجتمع، موضحاً أن هذا الدور مازال محدودا جداً، فالقطاع الخاص مطالب وبقوة لرد الدين والجميل للمجتمع، فقد قدمت الدولة العديد من التسهيلات التي ساهمت في تحقيق الأرباح وتوسيع نشاط المجموعات التجارية، واستفادت الشركات الخاصة من الامتيازات التي قدمها الوطن لها وجاء دورها لترد ما عليها، من خلال توفير الخدمات وإطلاق المبادرات الخدمية، ولدعم المجتمع، إضافة إلى المساهمة في قطاع التوطين وخلق الوظائف لشباب الوطن· وأوضح البناي أن المرأة الاماراتية أصبحت لاعبا رئيسيا في التنمية الاقتصادية، وأصبحت محل منافسة بين الشركات لاستقطاب الكفاءات من بين بنات الإمارات، وهناك تجارب ناجحة لسيدات الأعمال في الدولة ويشار إليها بالبنان، وتفوقت بعضهن على الرجال، وتضم مجموعتنا العديد من السيدات في مواقع وظيفية عالية، ويمثل ذلك ظاهرة صحية مهمة· وقال إن خريطة استثمارات المجموعة تركز في المرحلة الحالية على كل ما يساهم في بناء المجتمع، فالعقارات جزء رئيسي من اهتمامات المجموعة إضافة إلى التعليم والصحة مع إعطاء الأولوية للاستثمار داخل الدولة علاوة على الفرص المتاحة في دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية· قدوة الحكام ويرى عبد الحكيم البناي أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ''حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، هما أهم نموذجين أمام رجل الأعمال الناجح، إذ يتميزان بحسن المتابعة الإدارية والعملية الدقيقة لشؤون الدولة الاقتصادية والاستثمارية والابتكار في كل شيء· وأضاف: انتمي إلى جيل الوسط الذي استفاد من خبرات الجيل السابق أو الجيل الأول الذي اعتمد على تربية وتثقيف نفسه، وحافظ على الأصالة وأخذ بالجديد، وسعينا أن نقدم قيمة مضافة للاقتصاد والاستثمار في الدولة بشكل عام· توازن مثالي قال بشير المحيربي، رجل أعمال: إنه يحاول تنظيم جدول أعماله بشكل لا يؤثر سلباً على الجوانب الأخرى في حياته رغم حرصه على تطوير أعماله ونشاطاته، والسعي الدائب لاكتساب المزيد من الخبرة في كافة المجالات التي تتعلق بقطاع الأعمال والإدارة· وأضاف أن قضاء العطلة يعتبر أمراً ضرورياً لخلق موازنة بين العمل والجانب الاجتماعي فقضاء يوم من الراحة بعد أسبوع عصيب من العمل المجهد والمتتابع يساعد في التركيز، ما يساعد على توجيه دفة العمل بالطرق السليمة· وقال: أبذل قصارى الجهد لاقتناص وقت لقضائه مع الأبناء ومتابعة شؤونهم خاصة ما يتعلق بالدراسة وحياتهم العامة، وأعمل على توثيق علاقاتي الحميمية معهم وعدم الوقوع في خطأ الكثيرين من رجال الأعمال الذين يفتقدون هذه العلاقات مع عائلاتهم· أما بالنسبة للهوايات فلا أجد وقتاً لممارستها· وقال المحيربي: يجب عليّ تنمية مواهب وقدرات أبنائي دون الضغط عليهم كما أن الجانب الترفيهي مهم لصغار السن لكنني أترك لهم حرية الاختيار فيما يتعلق بمستقبلهم وحياتهم· وفيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال، قال: هناك الكثيرون من رجال الأعمال الذين ساهموا ويساهموا في الجوانب التي تفيد المجتمع والوطن، لكنه يرى أن القطاع الخاص يجب أن يبذل المزيد من الجهد في هذا المجال دون الاكتفاء بما قدموه في فترات سابقة أو رفع شعارات ممجوجة فخير هذا البلد يجب أن يكون لأبنائه، فالدولة قدمت لنا كافة التسهيلات، ويكفي عدم وجود ضرائب، وعلى رجال الأعمال رد الدين للوطن· معادلة صعبة قال حمد الهاجري، رجل الأعمال، عضو مجلس إدارة جمعية اتحاد الصناعيين، إن ممارسة العمل لا تنقطع حتى في العطلات والإجازات عن طريق وسائل الاتصال الحديثة والهواتف سواء لمتابعة العمل في المصانع أو إنهاء الأعمال مع الشركاء الدوليين من المستثمرين، مشيرا إلى أن العطلة الأسبوعية تهدف إلى راحة الموظفين والعاملين وتوفير الوقت لهم للاستمتاع مع أسرهم، أما رب العمل فهو لا ينقطع عن العمل خاصة من لديه صناعات متعددة· وقال إن العمل مع أطراف دوليين تتطلب عدم وضع العطلات والإجازات في الاعتبار لأن عادات البلدان في هذا الشأن تختلف، قائلا إنه أحياناً يضطر إلى القيام برحلات عمل إلى الخارج، ويفوت عليه قضاء العطلات والأعياد مع الأهل· وأشار إلى أن علاقاته الاجتماعية تتم على خير وجه رغم مشاغل العمل ومشكلاته وهمومه، مؤكدا أنه يقوم بزيارة أهله وعشيرته بصورة منتظمة ومستمرة ويزور المرضى، معتبرا أن العمل لا يؤثر على العلاقات الاجتماعية لمن يأخذ الموضوع من زاوية دينية ويعتبر التزاور والتراحم فضيلة يثاب عليها فاعلها يوم القيامة· وقال: من يؤثر العمل على علاقته بأقاربه ورحمه فليس لديه رحم لأن ديننا دين رحمة ومودة وتواصل، ومن هذا المنطلق أحرص على زيارة الأهل والأصدقاء· وأوضح الهاجري أن يومه في العمل يبدأ في السابعة والنصف صباحاً بزيارة المؤسسات والمصانع المملوكة له ومتابعة شؤون العمل مع المسؤولين بها حتى أذان الظهر وبعد الصلاة يعود إلى البيت للغداء والجلوس مع الزوجة والأولاد· وبهذا ـ كما يقول ـ تتحقق الثلاثية المطلوبة لأي نجاح في مجال الأعمال وهي طاعة الله ومتابعة شؤون العمل والترابط الأسري، مؤكدا أنه من دون تلك الثلاثية سيعاني رجل الأعمال من عجز نفسي يؤثر سلبا على عطائه وأدائه وتفكيره· وأكد أنه يحرص على نقل هذا المنهج في الحياة إلى أولاده وزوجته وأبنائه متمنيا أن يسيروا عليه في حياتهم، مشيرا إلى أن نمط الحياة الاجتماعية الذي يعيشه رجل الأعمال المواطن يمكنه من السيطرة على سلوكيات وعقلية أولاده ومن ثم دفعهم في نفس الاتجاه، معبرا عن قناعته التامة بالقول القائل: عيالك لازم يكونوا مثلك، ولذا فهو يتمنى أن يكون أولاده رجال أعمال وصناعة مثله· وطالب رجال الأعمال بدفع أولادهم للالتزام بطاعة الله وأداء الصلاة في أوقاتها وفي نفس الوقت الحرص على العمل وتعليمهم بشكل جيد سواء في البيت أو المدرسة فضلا عن ضرورة الكسب الحلال، وقال إنه يفضل استثمار أمواله في الصناعة والتجارة، وأن ضخ الأموال في إقامة المصانع لا يمثل خسارة بأي حال من الأحوال، قائلا: ياما ناس لديها مليارات لكنها محرومة الاستمتاع بحوالي 95 % لأنها تضعها في المصارف كودائع· ورأى الهاجري أن الجيل الحالي من رجال الأعمال يختلف عن الرعيل الأول، مشيرا إلى أنه كل عام يشهد ميلاد جيل جديد من رجال الأعمال يختلف في الثقافة والتوجه والتفكير، قائلا: ما كان يميز الرعيل الأول من رجال الأعمال هو الخوف من رب العالمين في صناعتهم وتجارتهم، أما الجيل الحالي من رجال الأعمال فمنهم من يمارس تجارة فيها شك بهدف تحقيق الربح السريع بغض النظر عن الآثار والتبعات على رجل الأعمال نفسه والمجتمع ككل· البساطة والرياضة يرى عامر احمد بالحصا، المدير التنفيذي نائب الرئيس لمجموعة بالحصا، أن البساطة في كل شيء هي السمة التي يحرص على ترسيخها في نظام حياته مع الحرص على الأخذ بكل التقنيات المعاصرة، مشيراً إلى أن يوم العمل يمتد من ساعات الصباح الباكر حتى السابعة أو الثامنة مساء، لتبدأ بعد ذلك ساعات خاصة يعيشها· وأضاف أن تلقيه التعليم وقضاء سنوات في اميركا ودول أوروبية انعكس على نظام حياته من حيث العلاقات الاجتماعية والانفتاح على الآخر وقبول حضارات وثقافات الآخرين، والاندماج مع الجميع دون قيود أو تحفظات ومع كل الجنسيات· وأشار عامر بالحصا إلى أن ممارسة الرياضة بشكل يومي عنصر أساسي في حياته عقب الانتهاء من العمل، إذ قال: ''اقضي ساعتين يومياً في ممارسة رياضات وهوايات مختلفة مع زملاء وأصدقاء من جيلي، لكني أشعر بالتقصير في متابعة الشؤون والعلاقات الاجتماعية، كما انني ضعيف في متابعة الشأن العام، بل ان متابعة دراسة الأولاد تقع على عاتق الزوجة· وقال: أصبحت الأجازات ترفا فخلال السنوات الخمس الأخيرة لم أسافر في إجازة سوى ثلاث مرات ولعدة أيام محدودة جداً، خاصة أن المجموعة تتطور بشكل كبير ونحتاج إلى بذل أقصى الجهد والتواجد الدائم بل أن يوم الإجازة يدخل ضمن جدول العمل الأسبوعي· ويرى عامر في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والأمير الوليد بن طلال نموذجين يقتدي بهما في التفكير والإبداع في إدارة الأعمال، كما يرى في والده نموذجاً يقتدي به ويعتمد على رأيه في كثير من الأمور والاستشارات· وأشار إلى أن مستقبل أولاده يخضع لتوجهاتهم، فالأجيال الجديدة ستختلف كلياً عن الجيل الحالي، فالتغيير سمة العصر الذي تعيشه، ثم أن التطورات التكنولوجية وعالم الفضائيات والانترنت ستؤثر على مستقبل وثقافات الأجيال الجديدة وأفكارهم وبالتالي من الصعب جداً ان نحدد للأولاد هدفاً نهائيا ومحددا، ولكن الدور مهم في التوجيه والتربية على العادات والتقاليد· وأضاف أن من أهم الأمور التي تقع على عاتق القطاع الخاص ورجال الأعمال المساهمة في خدمة المجتمع، والتواصل مع العمل العام، ورد الجميل، فقد تربى ونما وتطور القطاع الخاص في ظل هذه البلد، واستفاد الكثير منها، وبالتالي فأبسط شيء أن ندفع ما علينا وهذا ما يحثنا عليه الوالد دائماً بالقيام بدورنا المجتمعي كمجموعة وهذا تحد أمام القطاع الخاص ورجال الأعمال· وأشار إلى أن أبناء الإمارات هم أبناء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي رسخ مفهوم العمل الاجتماعي بين أفراد الوطن، فهدف الربحية قائم ولكن في المقابل هناك واجبا وطنيا يجب القيام به والالتزام بأخلاقيات هذا الوطن· وقال: لا أعيش في عباءة أبي بل شخصيتي المستقلة تماماً، ولم أقلد والدي في شيء، وان كنت أرى فيه القدوة واستمع إلى مشورته في كثير من الأمور· ويشير عامر احمد بالحصا إلى أهمية الدور الذي حققته المرأة في الامارات في قطاع الأعمال وإدارة العديد من الإدارات والأقسام والشركات، موضحاً ان المرأة الاماراتية تمتلك قدرات وطاقات يمكن الاستفادة منها، وهي تؤهلها لتدبر وتقود مؤسسات وشركات ان لم تكن أفضل من الرجل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©