السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«صهيل الطين» تمثل الإمارات في مهرجان المسرح الخليجي بصلالة

«صهيل الطين» تمثل الإمارات في مهرجان المسرح الخليجي بصلالة
23 أغسطس 2012
اختارت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مسرحية “صهيل الطين”، من تأليف اسماعيل عبدالله واخراج محمد العامري وانتاج مسرح الشارقة الوطني 2012، لتمثيل الإمارات في الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح الخليجي الذي يقام في مدينة صلالة بسلطنة عمان، في الفترة من الثامن وحتى الخامس عشر من سبتمبر المقبل. ووجد الاختيار قبولا ملحوظا وسط المسرحيين وقال بعضهم إن المسرحية تعكس المستوى المتقدم الذي بلغه المسرح الإماراتي سواء من الناحية التقنية أو الفكرية، وقد استحقت الجوائز العديد التي احرزتها في الدورة الأخيرة من أيام الشارقة المسرحية إذ نالت جائزة “أفضل عرض مسرحي” و”أفضل تأليف” التي ذهبت للكاتب اسماعيل عبد الله، وجائزة “أفضل ممثل دور أول” ونالها أحمد الجسمي، إضافة إلى جائزتي “أفضل ديكور” و”أفضل إضاءة”. وتقوم المسرحية المكتوبة بالفصحى، على خيط مضفور بالثنائيات التالية: (الخير /الشر، الاستبداد/الحرية، الجسد/الروح، الماء/النار) وهي تطرح كل تلك الاسئلة استنادا إلى مواجهة بين مَثَّالُ كهل يقوم بدوره الممثل أحمد الجسمي، وابنته الشابة تقوم بدورها حنان مهدي؛ إذ تجهد البنت حتى تنفك من أسر والدها الذي ظل يقمعها طيلة عشرين سنة؛ فهي تحلم بأن تصنع تمثالا من “طين وماء” اما الأب فيظل على حلمه بأن يصنعه من “طين ونار”، وهو يقول لابنته ليدفعها عكس رغبتها “لو تركتي تمثالك دون أن تمسّه النار سيعيد تشكيل نفسه بفعل الماء الذي بداخله. أمّا النار، فهي الضمان الوفي، تحجّره وتخلّده على السمع والطاعة والولاء”. وتمضي المواجهة بين الاثنين لتكشف لنا ماضيهما المشدود، ولكن الابنة تظل ملحة على خيارها وتغالب الأب الذي يقف حاجزا منيعاً في وجهها إلى ان تصنع تمثالها الخاص، كما شاءته من طين وماء؛ فيتهيّج الأب ويشتد العراك بين الاثنين ليشمل الكائنات الطينية التي يحتشد بها معمل التماثيل من حولهما؛ إذ الأب يحطم ويهشم ما يقع امامه، مصدوماً من خروج ابنته عن ارادته، من جانبها تجهد الابنة حتى تتفاده وفي اللحظة التي يمسك بها ويتهيأ لرميها في فرن النار الذي يشوي فيه تماثيله حتى تتحجر وتخلد، تنفلت ابنته من بين يديه فينزلق هو إلى النار. النص اعتمد اسماعيل عبد الله في كتابته النص لغة شعرية معبرة، مليئة بالمجازات الموحية، بحيث بدت الحكاية البسيطة حمّالة أوجه أو مفتوحة على العديد من التأويلات والاسئلة؛ فثمة الاشتغال على وعي الفنان “المثّال” وعلاقته بقيم اساسية مثل الحرية والعدالة والاختلاف؛ وهناك الحضور الطيفي لعقدة “قتل الأب” ، كما ثمة اشارة رمزية ملفتة إلى الجسد في حالتي “الكهولة” و”الشباب”، ثم وهو في حالتي “الانوثة” و”الذكورة”.. كيف يحيا وعلى أي هيئة يتجلى...؟! الإخراج من جانبه، قابل المخرج محمد العامري هذا المضمون النصي المعقد باسلوب اخراجي قائم على الحلول البصرية المختلفة فوظف الاضاءة، لاعبا بالعتمة والظلال والاستعراض الجسدي خصوصاً وكأنه اراد ان ينطق بالجسد تلك المواضع الصامتة أو المجردة في النص؛ وهو استعان بشاشة في خلفيـة الخشبـة المحتشدة بالتماثيـل ولـوزام صنعة المثّال من طين وماء ونار وغير ذلك، وقد بـدت ـ الشاشـة ـ شبيهـة بمرآة تلمع على سطحها مكونات الخشـبة ولكن ليس كما تبـدو أمـام الحاضرين في صالـة المشاهديـن! العامري شارك في الدورة قبل الماضية من المهرجان الخليجي بمسرحية “اللوال” وحازت جائزة أفضل نص مسرحي وحصل عليها الكاتب إسماعيل عبدالله، وجائزة أفضل سينوغرافيا وحصل عليها العامري ذاته وجائزة أفضل ممثل دور أول للفنان سعيد بتيجة، وجائزة أفضل ممثلة دور أول للفنانة عائشة عبدالرحمن، ناهيك عن جائزة “أفضل عرض متكامل “وجائزة “الشارقة لأفضل عرض مسرحي”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©