الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سازان».. تنفتح على السياحة بطابع عسكري

«سازان».. تنفتح على السياحة بطابع عسكري
29 أغسطس 2015 21:00
سازان (أ ف ب) بدأت جزيرة سازان القاعدة العسكرية الأكثر سرية في ألبانيا الشيوعية سابقا و«حارسة» بوابة البحر الأدرياتيكي، تستقبل الأفراد لزيارة ملاجئها وأنفاقها المضادة للأسلحة الذرية فيما تأمل السلطات تحويلها إلى مقصد سياحي كبير. وتقع سازان عند مدخل خليج بلورا في جنوب غرب ألبانيا وفي نقطة استراتيجية من قناة أوترانتو التي تفصل بين البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني. ولا تتخطى مساحة الجزيرة العشر كيلو مترات مربعة، لكنها أثارت على مر القرون مطامع الجيش الروماني والعثماني واليوناني والإيطالي والألماني. وعند انتهاء الحرب العالمية الثانية، صارت الجزيرة تحت حكم النظام الشيوعي الألباني بزعامة أنور خوجا في الخمسينيات، وانفتحت على الحلفاء السوفيات الذين اتخذوها موقعا لمراقبة الأوضاع في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقال الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف، خلال زيارة قاعدة عسكرية في خليج بلورا سنة 1958 كان من المقرر أن تنصب فيها صواريخ طويلة المدى وسفن حربية، «من هنا يمكنني مراقبة البحر الأبيض المتوسط حتى جبل طارق». وبعد ثلاث سنوات، أحبطت القطيعة مع موسكو هذا المشروع ليقوم تحالف جديد مع الصين دام حوالى عشر سنوات. ويتذكر ميهال لولي أن «الحياة على الجزيرة كانت جد فرحة مع الروس والفودكا وهي أصبحت أكثر صرامة مع الصينيين. لكن الوحدة كانت خانقة بعد رحيلهم تحت قبضة النظام الشيوعي». وينتشر في سازان أكثر من 3600 ملجأ محصن، وكيلومترات من الأنفاق والمنشآت تحت الأرض، ولا سيما قاعة سينما ومدرسة ومستشفى. وتعتبر هذه الجزيرة الصغيرة بطبيعتها الوافرة إحدى أجمل مناطق البانيا، لكنها في وضع يرثى له. فقد انهارت سطوح منازل، فيما تنتشر صناديق الذخيرة والذخيرة الفارغة وأقنعة الغاز والأثاث القديم والأسرة على الأرض. إلا أن هذا الوضع لن يستمر لأن السلطات قررت جعل الجزيرة مقصدا سياحيا، وهو مشروع سيوضع بالتشاور مع مرصد الساحل الفرنسي. ويوضح مدير الوكالة الوطنية الألبانية المكلفة تطوير السواحل اورون تار، أن الجزيرة ستبقى قاعدة عسكرية، لكنها ستكون مفتوحة أمام الزوار. ويؤكد: «المهمة هائلة إلا أن إرادتنا صلبة. فنحن نخطط خصوصا لبناء متحف ومركز أبحاث علمية حول الحياة البحرية وحول علم الآثار البحري». وبدأت طلائع الزوار تتوافد إلى الجزيرة التي تكسوها أشجار الصنوبر والغار الزهري والتين البري، فيما مياه البحر لازوردية. ويؤكد تار «سازان تقدم للسياح أسرار ألبانيا الشيوعية وإرث المتوسط التاريخي والثقافي الغني».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©