الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مايا أبو الحيّات ترصد الخبرات الشخصية للفلسطيني في حياته المعيشية

مايا أبو الحيّات ترصد الخبرات الشخصية للفلسطيني في حياته المعيشية
3 سبتمبر 2011 23:27
صدر حديثاً للشاعرة والروائية الفلسطينية مايا أبو الحيّات رواية بعنوان “عتبة ثقيلة الروح” في مائة وإحدى عشرة صفحة من القطع المتوسط. تحكي “عتبة ثقيلة الروح” الصادرة عن منشورات مركز أوجاريت الثقافي برام الله وبدعم من شهرية “دبي الثقافية”، عن الخبرات الشخصية للفرد الفلسطيني في العيش اليومي التي يمتلكها شيئا فشيئا من انخراطه في الفعل الاجتماعي بأبعاده السياسية والاقتصادية وكل ما يحيط به من مؤثرات تنعكس عليه سلبا وإيجابا، وكذلك على موقفه من العالم المحيط به. واللافت في الأمر هنا أن الروائية مايا أبو الحيات تتحدث عن تلك الخبرات الشخصية أثناء ما تكون في أطوار تشكلها لدى الفرد وليس عند اكتمالها، بل لعل هذا الأمر هو ما يتيح لقارئ بعيد أن يطلّ من شرفة الرواية على نوع من أنواع التفكير الذي من خلاله يمكن رصد جانب من جوانب الحراك الاجتماعي في فلسطين الآن، حيث تجري الأحداث في الرواية كما في الواقع في الزمن الراهن. غير أن الشخصيات كما الأحداث تجيء مكثفة إلى حدّ بعيد وخالية من الفائض ويتم رسم الشخصيات ليس بأبعادها النفسية وحدها إنما عبر تفاصيل الواقع والبيئة وحاضنتهما الاجتماعية وما تقبل به أو ترفضه، خصوصا في ما يتعلق ببعض القِيَم العامة التي بات الإجماع الاجتماعي حولها بأقل مما كان في السابق. وتتميز هذه الرواية الثانية لأبو الحيّات، بعد روايتها الأولى “حبّات السكّر”، بأنها أقرب إلى الصوت الخافت للفرد الفلسطيني غير مسموع الصوت. صحيح أن الرواية ما من فعل احتجاج فيها لكنها لجهة تقنية الرواية واستخدام ضمير الأنا في الزمن الحاضر وكذلك لجهة موضوعها وما تتناوله فيها هي فعل احتجاج على كتابة روائية سائدة بلغت حدّ التنميط لدى البعض بل تحنّطت لدى البعض الآخر من الكتّاب. من أجواء الرواية نقتطف: “في بيته، تبدو الأشياء أجمل من حقيقتها. ترخي ثقلها على إصبع قدمها الكبيرة وهي تخطو حافية من غرفة إلى أخرى. لا تجهد نفسها في البحث: الأشياء طافحة مكتنزة وتنتظر من يفضّ عنها بكارة الدهشة. تزاوجٌ في اللون والتكوين: الجدار السماويّ واللوحة الصفراء؛ الكرسيّ المعلّق على الجدار البنفسجيّ، يتدلّى من أسفله خيط ينتهي بوردة جوريّة مجفّفة. الغرفة التي لا تبدو كذلك، لوحة بمساحة خمسة أمتار طولاً وثلاثة عرضاً، ملوّنة بكل شيء في تداخل لا هو مبهر ولا هو غير مبالٍ، كانعكاس لشخصية رتبت بعضاً من فيضها في مساحة فراغية حوّلت صفاتها أثاثاً وألواناً ومسافات. “الإحساس أقوى من العقل، العقل أقوى من المنطق”. تتلبّس الأشياء الفكرة ذاتها، القوة ذاتها تتوالد في مجالها المغناطيسيّ، ومن المقطوعة الصادحة في الأذن التي تركها خلفه وخرج - لا أجمل من رجل يترك خلفه الموسيقى ويخرج من البيت- تخرج روحي لتنظر إلى جسدي الفاعل الذي خلا فجأة من إدراك ما يصيبه”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©