الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

منازل بنجلاديش الحديثة تأكل المدينة المحصنة

23 أغسطس 2012
ماهاستانجار (بنجلاديش) (أ ف ب) - عندما بنى عبد الستار منزله في قرية ماهاستانجار في شمال بنجلاديش، استخدم مواد من مدينة أثرية كانت من الأقدم والأعظم في العالم. وقال عبد الستار (38 عاما) “حفرت في الأرض وأحضرت الحجارة واستخدمتها لبناء منزلي الجديد”. وأضاف أن “غرف المنزل الثلاث مصنوعة كلها من الحجارة القديمة التي عثرنا عليها داخل القرية”. وتقع قرية ماهاستانجار في مدينة بوندراناجار (المدينة المحصنة) التي بنيت قبل 2500 سنة، وتعتبر أقدم موقع أثري في بنجلاديش. وتعد موقعا سياحيا بارزا لكن الخبراء يخشون زوالها قريبا. ويهدد المدينة المحصنة بناء مبان سكنية بحجارة المدينة الأثرية ونهب تحفها الفنية، ما يعرض ما تبقى من هذه المدينة التي صمدت آلاف السنين إلى الفناء. وأدرج صندوق التراث العالمي في شهر مايو الماضي مدينة ماهاستانجار على لائحة المواقع الآسيوية العشرة الأكثر عرضة للخطر. وبعد أن أصدرت محكمة في بنجلاديش أمرا بحظر المساكن غير الشرعية مطلع العام، بدأت الدولة تدمر عددا من المنازل من بينها منزل عبد الستار. لكن علماء الآثار يعتبرون أن الضرر الذي ألحق بالقرية لا يمكن إصلاحه. وقال شفيق العلم المدير السابق لمكتب الآثار الحكومي إن “القرويين دمروا بعض الآثار تدميرا كبيرا، ما أدى لزوال كثير من الهضاب المذكورة على الخرائط”. وأضاف أنه رغم الأمر القضائي “لا يزال التدمير مستمرا، والقرويون يسرقون التحف القديمة والحجارة لبيعها في السوق”. وتشير التحف القديمة التي عثر عليها في الموقع الأثري إلى أن المدينة بنيت في القرن الرابع قبل الميلاد وبرزت في عهد سلاسلة ماوريا. وامتد عصرها الذهبي من القرن الرابع إلى القرن السابع عندما كانت من المدن الكبرى في العالم ومركزا رئيسيا للتعاليم والدراسات البوذية. وبقيت المدينة المحصنة نابضة بالحياة حتى القرن الثامن عشر لكن تأثيرها تراجع فهجرها أهلها وغطتها الأعشاب. إلا أن عالم الآثار البريطاني ألكسندر كانينجهام اكتشف موقعها مجددا سنة 1879. وقال كبير علماء الآثار صادق الزمان إن المباني السكنية بدأت تتعدى على الموقع منذ 50 عاما تقريبا. وأقر بأن إشارات التدهور الأولى قد تم تجاهلها. وقال صادق الزمان “بنيت المنازل قبل أن تقرر الحكومة جديا الحفاظ على الموقع. تأخرنا في التحرك. لو حاولنا التصرف في وقت أبكر لتمكنا من إنقاذ الكثير من التحف الفنية القيمة”. وبنيت خلال هذه الأعوام نحو 500 منزل في المدينة القديمة نفسها، وقرى حولها. ويعتبر سكان ماهاستانجار الحاليين، مثل عبد الستار، أنهم تعرضوا لمعاملة غير عادلة وينكرون أنهم احتلوا الأرض بطريقة غير شرعية. ويقول عبد الستار إن والده اشترى الأرض من مزارع، مضيفا “بنيت مئات المنازل بهذه الحجارة. لم نسرقها. ولم يمنعنا أحد من فعل ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©