القاعدة ترهب أهالي وسط وشمال العراق ليلاً

فيما يشيد قادة عسكريون أميركيون ومسؤولون عراقيون بتحسن الأمن كثيرا في بغداد ومناطق جنوبيها ومحافظة الأنبار غربي العراق، مما سمح للسكان بالخروج ليلاً للتسوق في الأسواق وارتياد المطاعم والمقاهي، تتحول مدن في وسط وشمال العراق إلى مدن أشباح مع حلول الظلام، حيث يسارع السكان للعودة الى منازلهم قبل غروب الشمس خوفاً من متشددي تنظيم ''القاعدة''· فقد طردت القوات الاميركية العراقية ووحدات مسلحي ''مجالس الصحوة'' لعشائر العرب السنة أتباع ''القاعدة'' من معاقلهم في محافظة الأنبار والمناطق المحيطة ببغداد مؤخراً· لكن المتشددين مازالوا يزرعون الخوف في سامراء بمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد وبعقوبة عاصمة محافظة ديالى شمال - شرقي بغداد والموصل عاصمة محافظة نينوى بشمال العراق· وقال البقال نهاد حميد في سامراء الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد، ''إننا نعود الى المنزل في الساعة السابعة مثل الدجاج· لا أحد يمكنه ان يتحرك بعد ذلك''· وأضاف ''عندما لا أرى أعضاء القاعدة يتجولون في أنحاء سامراء ويوجهون أسلحتهم إلى وجوه العراقيين ويقتلون ويخطفون، فسأقول إن الأمن تحسن''· وفي بعقوبة، قالت الطبيبة ندى عمار ''كل شيء في بعقوبة يتوقف في اللحظة التي يحل فيها الظلام·'' وقال تاجر السيارات علي محسن داود إنه يفكر في الانتقال إلى مدينة اخرى· وذكر المتحدث باسم القوات الأميركية في الشمال الكابتن ستيفن بومار وهو إن عنف المتشددين في المحافظات الشمالية شكل 60% من مجمل الهجمات في العراق خلال العام المنصرم· وقال ''لم يعد هناك ملاذ آمن لهؤلاء المسلحين في أي مكان ويُعتقد أن تحركهم غير المنظم الى الشمال هو المحاولة الأخيرة لإلحاق ضرر بالشعب العراقي بطريقة عشوائية، لكن الأمور تتحسن كل يوم في الشمال''· غير أن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس اعترف الاسبوع الماضي بأن الهجمات زادت بالفعل أنه في نينوي وهي المكان الوحيد في العراق الذي حدث فيه ذلك· وتعتبر الموصل المعقل الأخير لتظيم ''القاعدة'' في المدن العراقية ووعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشن معركة ''حاسمة'' أخيرة ضد التنظيم هناك، لكن قادة أميركيون حذروا من أن العملية يمكن ان تستغرق عدة أشهر· وتنتشر المخاوف والشائعات وسط الأهالي ومعظمهم عرب سنة ويخشون خصوصاً من حظر التجول وحملات الاعتقال الواسعة النطاق وقام سكان بتخزين الأطعمة استعداداً لقتال ممتد· ووعد قائد العمليات العسكرية في نينوي اللواء رياض توفيق بأن تستند الاعتقالات الى معلومات استخبارات محددة وبعدم فرض حظر تجول· ويقر القادة العسكريون والمسؤولون المحليون في المحافظات الشمالية بوجود بواعث قلق لدى السكان ولدى عدد منهم أنفسهم، وإن كانوا يؤكدون أن الموقف الأمني يتحسن·