الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدمغة المتوحدين خارج حسابات «تنظيم الوصلات العصبية»

أدمغة المتوحدين خارج حسابات «تنظيم الوصلات العصبية»
18 سبتمبر 2014 21:45
مع مراحل تطور عقل الرضيع، تتفجر الوصلات العصبية أي الوصلات التي تسمح للخلايا العصبية بإرسال واستقبال الإشارات، ولكن خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، يكون العقل بحاجة إلى البدء في تنظيم هذه الوصلات وتقليص عددها حتى يمكن لأجزاء العقل المختلفة تطوير مهام معينة وعدم الاكتظاظ بالمحفزات . وحسب «موقع NewYork Times»، ترى إحدى الدراسات الحديثة أنه في الأطفال المصابين باضطراب التوحد يحدث شيء ما بشكل خاطئ في هذه العملية مما يسبب وجود الكثير جداً من الوصلات العصبية على الأقل في بعض أجزاء العقل، وهذه النتيجة تشير إلى كيفية تطور التوحد من مرحلة الطفولة فما بعدها، وقد تساعد في تفسير بعض الأعراض مثل فرط الحساسية تجاه الضوضاء أو الخبرات الاجتماعية، وكذلك سبب إصابة العديد من المتوحدين بنوبات صرع، كما يمكن أن تساعد العلماء في البحث عن طرق علاجية إذا استطاعوا إيجاد علاجات آمنة لضبط النظام الذي يستخدمه العقل في التخلص من الوصلات العصبية الزائدة، وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة Neuronوتضمنت نسيجاً من أدمغة أطفال ومراهقين توفوا في عمر يتراوح بين « 2- 20 عاماً»، وكان نصفهم يعاني من اضطراب التوحد. عدد الشوكات ووجد عدد من الباحثين مزيداً من الشوكات لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وتتفرع هذه الشوكات من خلية عصبية واحدة وتستقبل إشارات من الخلايا العصبية الأخرى، وقد فحص العلماء من جامعة كولومبيا بالمركز الطبي بشكل دقيق، جزء من الفص الصدغي للدماغ المتضمن في السلوك الاجتماعي والتواصل، وبتحليل نسيج من 20 مخاً، قاموا بعد الشوكات أي النتوءات العصبية الدقيقة جدا التي تستقبل الإشارات عن طريق الوصلات العصبية، ووجدوا مزيداً من هذه الشوكات في الأطفال المتوحدين، بالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء أنه في مراحل العمر المبكرة لا يختلف عدد الشوكات بشكل كبير بين مجموعتي الأطفال، غير أن المراهقين المتوحدين كان لديهم العدد أكبر كثيراً من المراهقين الطبيعيين، ويكون لدى المراهقين الطبيعيين ذوي 19 عاماً عمراً 41% وصلات عصبية أقل من الأطفال الأكبر سناً، أما من هم في السنوات الأخيرة للمراهقة والمصابون باضطراب التوحد فلديهم 16% فقط نسبة أقل من الأطفال الصغار المصابين باضطراب التوحد. يقول ديفيد سولزر أخصائي البيولوجيا العصبية وكبير الباحثين المشاركين في الدراسة : «إن هناك طفلا واحدا متوحدا كان يبلغ ثلاثة أعوام ولديه وصلات عصبية أكثر من أي طفل طبيعي من نفس العمر، وقال الخبراء: إن حقيقة أن الأطفال الصغار في المجموعتين كان لديهم تقريباً نفس عدد الوصلات العصبية - تدل على وجود مشكلة إزالة هذه الوصلات العصبية بشكل أكبر من مشكلة الإنتاج الزائد لها». تصفية الوصلات العصبية فيما تقول ليزا بولانجر عالمة الأحياء الجزيئية بجامعة برينستون والتي لم تشترك في البحث: «إن الكثير من الوصلات العصبية ليس بالأمر الجيد بالتأكيد لذا من الضروري تصفيتها وتنظيمها. فإذا كانت هذه الوصلات العصبية تنمو بشكل زائد، سيكون من المتوقع أن تكون مختلفة عن وقت بدايتها ولكن لأن اختلافها يحدث في وقت متأخر فيمكن تصفيتها والتخلص من الزائد منها». ووجد فريق دكتور سولزر أيضاً مؤشرات حيوية وبروتينات في أدمغة المصابين بالتوحد مما يدل على وجود اختلالات في نظام إزالة الوصلات العصبية القديمة والفاسدة وهي عملية تسمى الالتهام الذاتي. ويشير رالف أكزيل مولر عالم الأعصاب بجامعة ولاية ساند ييجو إلى أن هناك الكثير من الأدلة على زيادة الوصلات العصبية بما في ذلك أدلة من دراسات تصوير الدماغ التي أجراها، ويقول: «تحدث الإعاقات التي نراها عند المتوحدين إلى حدٍ ما لأن هناك أجزاءً مختلفة من العقل تتصل بشكل مفرط ببعضها البعض، لذا يجب إزالة هذه الترابطات حتى يمكن وجود نظام دقيق من شبكات الدماغ لأنه إذا كانت جميع أجزاء الدماغ تتحدث إلى ببعضها البعض، فكل ما ستشعر به هو الضجيج». (ترجمة : عزة علي يوسف)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©