الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: الإرهاب جزء من مؤامرة كبرى ضد الإسلام

علماء: الإرهاب جزء من مؤامرة كبرى ضد الإسلام
18 سبتمبر 2014 21:57
حالة من الجدل الشديد أثارتها التقارير التي أكدت انضمام عدد كبير من الشباب لجماعات التكفير والإرهاب، ومشاركة هؤلاء في الجرائم التي تنفذها تلك التنظيمات ضد كل من يخالفها في الرأي أو العقيدة أو الفكر وهي وترفع لواء الإسلام، وهو ما يطرح عددا من الأسئلة حول سبب تطرف هؤلاء الشباب بهذا الشكل وكيف نحمي شبابنا من الفكر المتطرف الذي لا علاقة له بالإسلام؟ حول أهم أسباب تأثر أبنائنا بالفكر الضال، أشار الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الازهر إلى إهمال الهيئات والجهات المسؤولة عن التربية في مجتمعاتنا لما يعرف باسم المنهج الخفي وهو مصطلح يطلق على الثقافة التي يكتسبها الطلاب سواء داخل المدارس أو الجامعات من المعلم والمعلمة بعيداً عن المنهج الدراسي المعتمد. وقال: باختصار فإن المنهج الخفي هو ذلك المتكون من السلوك والقيم التي تنقل للطلبة بواسطة المعلم أو المدرسة أو الأستاذ الجامعي وللأسف فإن كثيرا من معلمينا اليوم يعتنقون أفكارا لا علاقة لها بصحيح الدين ونحن نترك لهم فلذات اكبادنا ليبثوا في أدمغتهم تلك الأفكار دون مراقبة أو محاسبة وهو ما أدى في النهاية إلى انتشار تلك الأفكار الضالة فيحدث أن تفاجأ الأسرة بأن ابنها أصبح تكفيريا ارهابيا يستحل الدماء رغم أن تلك الأسرة وسطية وليس من بين أفرادها من يعتنق ذلك الفكر الضال لهذا علينا ونحن نواجه تلك الظاهرة أن نبدأ من المدرسة ولابد من الالتفات إلى مخاطر ذلك المنهج المستتر. مؤامرة خفية ويرى الدكتور عبدالله النجار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن حماية أبنائنا من شر تلك الأفكار تستلزم قيام العلماء بدورهم في كشف حقيقة فكر تلك التنظيمات لأن مشكلة الإنسانية مع هؤلاء الإرهابيين هو تمسحهم بالدين الإسلامي وارتكابهم لجرائمهم مستغلين الدين استغلالا خائنا بزعم أنهم يجاهدون في سبيل الله وهذا ليس بجهاد بل هم جزء من مؤامرة كبرى ضد الإسلام والمسلمين ولهذا يجب أن يعلم كل داعشي أنه عدو لله ورسوله وللإسلام وللمسلمين. ولفت إلى أن المشكلة التي يجب أن ندركها ونحن نواجه ذلك الإرهاب الغاشم هي أن الإسلام احتوى على اختلافات فكرية ومذهبية وهي اختلافات تصب في صالح الدين وليس العكس، لكن للأسف فهناك من حول تلك الاختلافات إلى خلافات يكفرون بها الناس جميعا ولكنني أقول لهؤلاء إنكم فقدتم عقولكم حتى تتخيلوا أن ما تفعلونه جهاد والحقيقة أن قلوبكم بها مرض وللأسف فإن بعض من ينتسبون للعلماء تم استدراجهم للوقوع في هذا المستنقع. ويضيف أن المواجهة الفكرية للتنظيمات الإرهابية التي تتمسح بالإسلام أصبحت أمرا في غاية الاهمية لأن المواجهة العسكرية والأمنية لن تكون ناجحة بدون كشف زيف افكارهم التي ترفع لواء الإسلام، والإسلام منها بريء لهذا فإن محاولة التصدي لأي تنظيم إرهابي لابد أن يصاحبه محاولات تقوم بها المؤسسات الدينية . خطة متكاملة أما الدكتور أحمد كمال أبوالمجد -المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية- فأوضح أن التغاضي عن أسباب تحول عدد من الشباب المسلمين مهما قل عددهم من الاعتدال والوسطية إلى ذلك التطرف المقيت الذي أصبح أمراً في منتهى الخطورة لأن استمرار الصمت وعدم دراسة أسباب هذا التحول ومعالجتها سيؤدي إلى استفحال تلك الظاهرة بشكل سنعجز مستقبلاً عن مواجهته، فما يحدث اليوم يؤكد أن المؤسسة التعليمية والدينية قصرت في بث ونشر أدب الاختلاف وثقافة الحوار في أوساط الشباب والشابات بل حتى من يقومون بالدعوة إلى الإسلام في الغرب طالتهم أفكار التطرف الضالة فأصبحوا ينقلونها لمن يدعونهم إلى الإسلام، فأصبحنا نرى إرهابيين من بين المسلمين الجدد وهذه طامة كبرى تستلزم منا وبسرعة ضرورة العمل على ترسيخ قيم التفاهم والتسامح، وإلى قفل أبواب التآمر على الإسلام وتحسين صورة الدين والمتدينين ولابد من وضع خطة متكاملة تشكل نقطة انطلاق للوقوف على أسباب التطرف والإرهاب ومنابعهما ومخاطرهما وطرق التصدي لهما وبيان الضوابط الشرعية . التطرف العلماني فيما يقول الدكتور المختار المهدي -عضو هيئة كبار العلماء- إن فضائيات اللهو هي أحد أسباب نجاح التنظيمات الإرهابية في جذب الشباب المسلم لأفكارها المتشددة، فعلى سبيل المثال عندما نفاجأ في شهر رمضان الماضي بدلا من أن تخصص الشاشات أوقاتا لتثقيف المسلم وتعليمه شؤون دينه فإنها خصصت أموالها للإنفاق على ما يلهون به المسلمين في أهم شهور السنة وفي خير أيامها وبدلا من أن يسعوا لدفع الناس لأداء الصلاة في مواعيدها يخصصون تلك الأوقات لعرض البرامج التي تشغل الناس عن دينهم والمتابع سيكتشف أن حجم اللهو خلال شهر رمضان كان مبالغاً فيه وأنفق عليها من جيوب المسلمين ?فساد الصيام عليهم، والصد عن سبيل الله بل لم يكف القائمون على تلك الأعمال التي يصفونها بالفنية فقاموا باستيراد أعمال من خارج العالم الإسلامي. تحصين الشباب المسلم عن سبيل المواجهة، وكيفية تحصين الشباب المسلم تجاه تلك الأفكار المتطرفة، سواء في الترفيه الزائد على الحد أو في الفكر المتطرف دينياً، دعا الدكتور المختار المهدي -عضو هيئة كبار العلماء، المؤسسات الدينية إلى توجيه رسائل واضحة لمنتسبيها، وأن تبادر بالعمل على أن تبين للناس حقيقة الإسلام وأثره في تقدم البشرية، وفي رقي الحضارة وكفالة الأمان والسلام والرخاء للناس جميعا‏ً، وأن توضح أن الإسلام دين اليسر الذي لا تفريق معه ودين السماحة التي لاتعرف الذلة‏، ‏ دين العدالة التي لايشعر معها أحد بظلم أو جور‏، ‏ ودين الوفاء الذي لا يعرف الغدر أو الخيانة، أو نقض العهود،‏ ‏وأن تبين للناس أن الإسلام قد جاء لهم بما يسعدهم في عقائدهم ومعاملاتهم وسلوكهم، وأن جميع تشريعاته إنما جاءت لرعاية مصالح الناس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©