السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلسات القهوة العربية.. استراحة تراثية من صخب الحياة العصرية

جلسات القهوة العربية.. استراحة تراثية من صخب الحياة العصرية
18 سبتمبر 2014 21:51
مع اقتراب موسم الشتاء، يبدأ الاستعداد لطلعات البر وما يصحبها من عادات تراثية إماراتية أصيلة، ترتبط بوسائل عيش أهل الإمارات في الزمن القديم، وكيفية الاستمتاع بقضاء أمسيات الشتاء، في أجواء مفتوحة وجلسات سمر يتبادلون فيها الحكايات. حيث يترابطون بشكل أوثق بماضيهم الجميل، ويأخذون فسحة بعيداً عن صخب الحياة العصرية وما يتخللها من مواقف وضغوط يومية تجعل من جلسات القهوة العربية متنفساً إماراتياً أصيلاً في طقس شتائي رائع. إلى ذلك، يقول جاسم الحمادي، الخبير التراثي بنادي تراث الإمارات، إن جلسات القهوة من أبرز العادات التراثية التي يمارسها أبناء الإمارات أثناء فصل الشتاء خلال طلعات البر، كون الطقس يكون معتدلاً ما يشجع الأسر والأفراد إلى الخروج والاستمتاع بتلك الأجواء المميزة. ويلفت إلى أن جلسة القهوة لها أدوات لابد من توافرها، في مقدمتها الدلال بأحجامها وأنواعها المختلفة، والفناجين، إلى جانب شبة النار التي تتم تسوية القهوة عليها، لافتاً إلى ضرورة وجود التمر مصاحباً لتقديم القهوة، باعتباره يرمز إلى كرم الضيافة، وفي الوقت ذاته يمنح شارب القهوة العربية الشعور بطعمها، لأنه وتبعاً للموروث، يعتبر التمر من «جناد» القهوة، أي من ضروريات تقديمها في جلسات السمر والمناسبات المختلفة. وحول أنواع الدلال التي استخدمها الإماراتيون قديماً، يوضح الحمادي أنها كثيرة واسم كل منها ارتبط بالمكان الذي كانت تصنع فيه، ومنها البغدادية، وكانت تجلب من العراق، والنجدية والحيلية من نجد وحائل بالمملكة العربية السعودية، أما الأكثر شعبية وانتشاراً في المجتمع الإماراتي آنذاك فهي الدلة العمانية كونها كانت متوسطة السعر ومتقنة الصنع قياساً إلى غيرها من سائر الدلال. ويذكر أنه من الدلال التي شاعت في المجتمع الإماراتي القديم، «الخمرة» وهي الدلة الكبيرة، و«اللقمة» متوسطة الحجم، و«المزلة» صغيرة الحجم، ويتم غلي الماء في الخمرة، فيما توضع القهوة في اللقمة، أما المزلة فيتم استخدامها في صب القهوة داخل الفناجين، مشيراً إلى أنه تنتشر في الأسواق حالياً أنواع مختلفة من الدلال وأسعارها عادية جداً، ولا تتجاوز الـ 200 درهم في الغالب، إلى جانب مجموعة الفناجين التي يستخدمها الراغبون في طلعات البر، وعمل القهوة العربية، وفق الطقوس التراثية الجميلة مستخدمين «شبة» النار، بدلاً من المواقد الكهربائية، والتي من المستحيل أن تعطي مذاق القهوة العربية التقليدية. ويلفت الحمادي إلى أن الإماراتيين اعتادوا وضع إضافات تمنح القهوة مذاقها المعروف، ومنها حب الهيل والقرنفل والزعفران. ويذكر الحمادي أن جلسات شرب القهوة، من أجمل الأنشطة التي يمارسوها الإماراتيون في الشتاء، كونها تتيح لهم الجلوس بحرية وبالشكل التقليدي الذي اعتاد عليه الآباء والأجداد بعيداً عن الكافيهات وأماكن الطعام والشراب داخل المراكز التجارية، التي يذهبون إليها مضطرين كونها الأقرب، لافتاً إلى أن تلك الجلسات تبدأ بعد تأدية صلاة المغرب، وتستمر إلى منتصف الليل في إجازات نهاية الأسبوع، أو كلما تيسرت الفرصة ووجد عدد من الأصدقاء لديهم الرغبة في الخروج إلى الهواء الطلق، واستعادة واحد من أهم الموروثات الشعبية الجميلة التي تركها الأجداد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©