الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الدعوة للتفاوض بشأن استقالة الأسد مناورة لإضاعة الوقت

23 أغسطس 2012
بيروت (أ ف ب) - يرى محللون ومعارضون سوريون أن اقتراح التفاوض حول استقالة الرئيس بشار الأسد، على طاولة حوار داخلي الذي عبر عنه قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري في موسكو أمس الأول، لا يملك حظوظاً في التحول بالتزامن مع مواجهة التطور الدامي في النزاع الذي وصلت إليه البلاد. ويقول توما بييريه، الأستاذ في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في جامعة أدنبره باسكتلندا، “إنها مناورة جديدة لإضاعة الوقت.. لقد اختار النظام الحل العسكري ولن يتخلى عنه حتى سقوطه. أما بالنسبة إلى روسيا، فلا تبدو مهتمة فعلاً بمثل هذا المخرج السلمي”. ويضيف “لقد دعمت روسيا أولا الخيار العسكري، معتقدة أنه سينجح، كما حصل في الشيشان. وعندما ادركت خطأها، كان الوقت تأخر جداً، إذ إن النظام بات محكوماً بالسقوط”. وأعلن جميل في موسكو أن سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس الأسد في إطار حوار بين الحكومة والمعارضة. وقال المسؤول السوري في مؤتمر صحفي عقده في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “على طاولة الحوار لا شيء يمنع بحث أي قضية يمكن أن يفكر فيها أو يطلب بحثها أحد المتحاورين، حتى هذا الموضوع (الاستقالة) يمكن بحثه”. لكنه تدارك بقوله “وضع التنحي كشرط قبل بدء الحوار يعني ضمناً إقفال طاولة الحوار قبل بدئها”. وقالت مصادر سياسية في دمشق إن جميل زار موسكو لمناقشة مشروع قد تتقدم به روسيا إلى العلن بموافقة سوريا، ويقضي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بإشراف دولي يشارك فيها من يرغب من المرشحين بمن فيهم بشار الأسد. وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة وأوروبا ترفضان مشاركة الأسد في هذه الانتخابات. ويقول بييريه، وهو صاحب كتاب عن حزب البعث والإسلام في سوريا، “لا يمكن للنظام أن ينظم مثل هذه الانتخابات لأن النتيجة ستأتي مهينة للأسد، وإعداماً سياسياً حقيقياً”. ويضيف “لا يمكن أن نأمل بإجراء انتخابات نزيهة بعد تدمير معظم المدن في البلاد”، مشيراً إلى أن “تنظيم الانتخابات يفترض أن النظام يسيطر على معظم الأراضي الوطنية، لكن الوضع لم يعد كذلك”. وترى ريما علاف، الخبيرة في الشؤون السورية من مركز “شاتهام” للدراسات الذي يتخذ من لندن مقراً له، “قدري جميل إما ارتكب خطأ، واما يندرج كلامه في إطار الدعاية السياسية ليقول إن النظام يريد إنقاذ البلاد، وكل ذلك من أجل كسب الوقت”. وتضيف “لطالما قامت سياسة النظام على الإعلان بأنه يريد الحوار، لكن لا يمكن المس بالأسد. في كل الأحوال، هذا الطرح يأتي متأخراً. الحوار غير ممكن بعد كل هذه المجازر”. وترفض المعارضة السورية أي حوار مع نظام الأسد. ويقول عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون “كلما أراد النظام أن يربح وقتاً، يتحدث عن الحوار، لكنه لا يفكر لحظة واحدة في وضع حد للحرب على شعبه”. ويضيف الرئيس السابق للمجلس رداً على أسئلة فرانس برس “لو كان النظام جدياً في اقتراح الحوار، لكان أوقف الحرب. كل ما يقوله يهدف إلى غش الرأي العام الدولي عبر جعله يصدق أن هناك إصلاحا ممكناً. لكن في الواقع، يستمر الجيش في قصف المدن السورية وارتكاب المجازر”. ويتابع غليون “على الأرض، لا مجال للعودة إلى الوراء بالنسبة إلى المعارضة”، مشيراً إلى أنه لا يصدق مقولة إجراء انتخابات رئاسية تعددية مبكرة. ويرى عمر إدلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية الناشطة على الأرض أن “الحديث عن انتخابات مبكرة بعد سقوط آلاف القتلى، وفي وقت يحتاج فيه آلاف الجرحى إلى عناية في المستشفيات، أمر مهين تماماً”. ويضيف “لا نثق بتاتاً بهذا النظام. يجب أن يرحل النظام وكذلك ممثلوه. هذا أقل ما يمكن للمعارضة أن تطلبه بعد سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء”. وأبدت واشنطن أيضاً شكوكها بطرح التفاوض، وجددت طلبها من الأسد التنحي. فيما أكدت فرنسا أن لا حل سياسياً في سوريا دون رحيل الأسد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©