التنشئة الاستهلاكية للطفل تحميه من السلوكيات المنحرفة

أكدت منينة الطنيجي مسؤولة تنسيق قسم البرامج بمركز التنمية الأسرية بالذيد أن المصروف الزائد للمراهق أحد أهم أسباب انحرافه السلوكي والأخلاقي، حيث يمكنه من شراء ما لم يكن يستطيع شراؤه بالمصروف العادي كالسجائر والمخدرات. وأوضحت لـ”الاتحاد” أن المصروف الزائد قد يلجأ الطفل والمراهق للسرقة ليتمكن من تحقيق مزيد من الرغبات المنحرفة، وأنه بالمقابل يُشعر المصروف القليل الطفل بالحرمان ويولد لديه الغيرة والحقد من زملائه. وأكدت الطنيجي ضرورة التنشئة الاستهلاكية للطفل حيث أن مسألة التربية المالية وغرس السلوكيات الاقتصادية في سن مبكرة للأطفال والأجيال الناشئة من الوسائل الفعالة والأساسية لإنشاء جيل واع وناضج فكرياً ومادياً واجتماعياً وكذلك من الأفضل الاتفاق مع الطفل على قيمة المصروف واطلاعه على حدود ميزانية الأسرة. وشددت على أهمية تشجيع الطفل على البدء في ممارسة عملية الشراء ودفع ثمنه كما يستحسن أن تتاح للطفل فرصة شراء الملابس والألعاب والغذاء في مرحلة الابتدائي حتى يدرك أن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة، فضلاً أن ذهاب شراء الطفل حاجياته بنفسه يشعره بالارتياح والثقة في النفس والاستقلالية وبالتالي يقوي شخصيته. ونصحت الوالدين بعدم إظهار الثراء والغنى أمام الأبناء أثناء التسوق والحرص على عدم الصرف فيما لا يجدي حتى لا يقتبس الأبناء هذه الصفة. كما دعت إلى حث الأبناء على العمل بالمنزل حتى لو بأجر قليل كي يتعلموا أن النقود لا تأتي من الفراغ بل بالجهد والسعي. ويمكن البدء في منح الطفل مصروفه خلال مرحلة الروضة ويختلف اسلوب منح المصروف حسب المرحلة العمرية ففي مرحلة الحضانة يكون الطفل غير حريص على أشيائه وبالتالي يمكن أن يفقد نقوده بسرعة أما في المرحلة الابتدائية فيمكن أن يكون مصروفه اسبوعيا وعندما تنضج شخصيته ويصبح قادرا على تحمل المسؤولية وتحديد أولوياته في وفي المرحلة الإعدادية يمكن أن يمنح مصروفا شهريا كما أنه بمصروف ثابت لكل سنة حتى يتمكن الطفل من إدارة أمواله بشكل جيد مع عدم إهمال منحه نقوداً إضافية في الأعياد والاحتفالات