الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إنهيار هدنة هشة في طرابلس والحصيلة 12 قتيلاً و100 جريح

إنهيار هدنة هشة في طرابلس والحصيلة 12 قتيلاً و100 جريح
23 أغسطس 2012
مصطفى ياسين، وكالات (بيروت) - تواصلت امس لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السوري بشار الأسد في طرابلس شمال لبنان، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 12 قتيلاً وأكثر من 100 جريح بعد انهيار اتفاق هش لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه، في وقت اعرب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عن تخوفه من محاولات توريط لبنان أكثر فأكثر في الصراع الدائر في سوريا، وطالب جميع المسؤولين التعاون لإبعاد البلاد قدر المستطاع عن النار المشتعلة من حوله وحمايته من الأخطار. وعقد اجتماع في منزل النائب محمد كبارة في طرابلس حضره عدد من النواب والفاعليات والقادة الإمنيين ورجال الدين، وتم خلاله الاتفاق على وقف لإطلاق النار اعتبارا من الخامسة عصرا. إلا أن مصادر أمنية أكدت استمرار تردد أصوات تبادل إطلاق النار والانفجارات بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية المعارضة للأسد وجبل محسن المؤيدة له، حيث سقط قتيلان وعدد من الجرحى لترتفع الحصيلة خلال 3 أيام إلى 12 قتيلاً واكثر من 100 جريح بينهم 15 جنديا. وأشارت المصادر إلى ان التوتر يعم أنحاء طرابلس، لافتة إلى أن مسلحين جابوا بعض الشوارع في وسط المدينة بالسيارات عند الظهر وهم يطلقون النار في الهواء، لكن تبين انهم كانوا عائدين من تشييع مقاتل سقط في الاشتباكات العنيفة امس الأول التي استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية. وتجددت الاشتباكات مساءً عند محوري السنترال والسوديكو، استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وسجل اطلاق نار كثيف في ساحة عبد الحميد كرامي، خلال تشييع زكريا الحصري الذي توفي متأثراً بجروح اصيب بها في الاشتباكات. كما أفيد عن تعرض مقر “المجلس الاسلامي العلوي” في جبل محسن لرصاص القنص، مما أدى إلى إصابة شرطي بجروح. وكانت طرابلس شهدت ليل الثلاثاء أعنف المعارك التي استمرت حتى الفجر، حيث استخدمت فيها قذائف الهاون داخل المناطق السكنية مما أدى الى احتراق العديد من المحال التجارية وانقطاع التيار الكهربائي. بينما رصدت حالات نزوح حيث شوهدت ارتال السيارات تنقل عشرات العائلات من طرابلس الى الضنية. وبقيت المحال التجارية مقفلة في ظل الانتشار الكثيف للمسلحين داخل الاحياء. وقال شهود عيان لـ”رويترز” انه بعد فترة هدوء اهتزت طرابلس بأكثر من 20 انفجارا في الفترة ما بين الثانية فجرا والسادسة صباحا بالتوقيت المحلي ناجمة عن مقذوفات صاروخية. واشار هؤلاء الى ارتفاع حصيلة القتلى الى 12 بينهم فتى في الثالثة عشرة من العمر والجرحى الى اكثر من 100 بينهم عدد من الاطفال. وعزز الجيش اللبناني امس انتشاره في باب التبانة وجبل محسن لضبط الوضع عند كل تدهور، وعمل على الرد على مصادر اطلاق النار. وأصدرت قيادة الجيش، مديرية التوجيه، بيانا قالت فيه “ان قوى الجيش لم تنسحب لحظة واحدة من مناطق الاشتباكات او محيطها، وإنها تؤدي واجبها التام في التصدي للمخلين بالأمن والرد بحزم وقوة على مصادر النيران من أي جهة كانت”. واضاف البيان “ان الجيش يتعامل مع الوضع بحكمة وتبصر لمنع تحويل طرابلس الى ساحة للفتنة الإقليمية، ونظرا الى خطورة الوضع ومنعا لمحاولة جر الفتنة الى لبنان كله يعلن عن مبادرة لإجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسؤولة في المدينة، وخصوصا في باب التبانة وجبل محسن، من أجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير”. وإذ دعت الأحزاب والقوى السياسية التي اجتمعت في منزل النائب كبارة في طرابلس الى وقف فوري لاطلاق النار، وطالبت الجيش اللبناني بالدخول الى مناطق المواجهات. أعلنت المجموعات المسلحة في باب التبانة والحزب العربي الديمقراطي العلوي في جبل محسن عن الالتزام بوقف اطلاق النار وبما يقرره الجيش. إلى ذلك، جدد رئيس مجلس الوزراء امس تخوفه من محاولات لتوريط لبنان أكثر فأكثر في الصراع الدائر حاليا في سوريا، مشيرا الى ان المطلوب من الجميع، مسؤولين وقيادات، التعاون لإبعاد لبنان قدر المستطاع عن النار المشتعلة من حوله وحمايته من الأخطار”. وقال ميقاتي امام زواره “ان الاحداث الدموية الجارية في طرابلس، هي في بعض جوانبها، محاولة جديدة لزج لبنان في الصراع الخارجي على نطاق واسع”. واشار الى توجيهات اعطيت للجيش اللبناني والقوى الأمنية لضبط الوضع بحزم، ومنع كل مظاهر الإخلال بالأمن وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث. وطالب ميقاتي كل القيادات المعنية بدعم الجيش فعلياً في مهامه، إذ لا يمكن لأي فريق سياسي ان يعتبر نفسه غير مسؤول عن الأحداث ونتائجها، وما يترتب عليها من قتل وخراب ودمار ينعكس ليس على المدينة وحسب بل على لبنان الدولة والكيان. وشدد على أن الأولوية الآن ليست للحديث عن استقالة الحكومة او تشكيل حكومة جديدة بل لقطع دابر الفتنة. وكان عضو كتلة المستقبل النائب خضر حبيب دعا امس ميقاتي الى عقد اجتماع حكومي عاجل لمعالجة ما يجري في طرابلس وإلا الاستقالة، مطالباً الوزراء بملازمة منازلهم ومعتبراً ان هذه الاشتباكات لا تخدم سوى “حزب الله” والنظام السوري الذي اتخذ القرار بتحويل ازمته الى لبنان. واعتبرت الأمانة لقوى “14 مارس” المعارضة ان هذه الاحداث تندرج ضمن مخطط واضح لتفجير لبنان بالتزامن مع انهيار النظام السوري بقرار سوري- إيراني. وطالبت الحكومة بإصدار اوامر صريحة للجيش وقوى الامن بالتدخل الحاسم، للافراج عن المختطفين السوريين والتقدم بشكوى أمام الجامعة العربية ومجلس الامن ضد الحكومة السورية، وطرد السفير السوري من لبنان بعد ان تحولت السفارة السورية الى ما وصفته بـ”مركز لإدارة عمليات الخطف والتفجير وزرع الفتن الطائفية في لبنان”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©