الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تطور الطب والخوف من المخاض والحفاظ على الجمال تزيد الإقبال على الولادة القيصرية

تطور الطب والخوف من المخاض والحفاظ على الجمال تزيد الإقبال على الولادة القيصرية
31 أغسطس 2013 20:20
تؤكد إحصاءات ومؤشرات تزايد إقبال الحوامل على العمليات القيصرية في السنوات الأخيرة، طلباً للجمال وتجنباً لآلام المخاض، حيث باتت الأمهات يفضلن العملية القيصرية، ويحجزن تاريخ الولادة بشكل استباقي غير مباليات بالمشكلات المستقبلية التي قد تترتب على ذلك، فما سر الإقبال على العمليات القيصرية؟ وما محاسنها ومضارها؟ وما رأي السيدات فيها؟ تؤكد الدكتورة نوال الخالدي، استشارية نسائية وتوليد بالمركز الأوروبي الكندي الطبي، أنها عندما بدأت ممارسة عملها قبل 25 عاما، لم تكن العمليات القيصرية إلا حلا اضطراريا، ولم تكن الأم تتدخل في اختيارها، كونها تفضل الولادة العادية، موضحة أن أساليب العلم تطورت كما تطور طب التخدير ما شجع السيدات على طلب العملية القيصرية التي كانت في السابق تسبب الخوف والقلق لهن. ليست ظاهرة تؤكد الخالدي أن الإقبال على هذه العمليات أصبح في تزايد، موضحة أنه لا يشكل ظاهرة إلى الآن. وتوضح أن استسهال بعض السيدات للعملية والإلحاح على طلبها بات يحاكي مقتضيات العصر كطلب الـ»فاست فود». وتشرح «تزايد الإقبال لا يشكل ظاهرة، ولكنني قلقة من تزايد النسبة، حيث تدل المؤشرات على أن هناك تزايدا مطردا». وتعرف الخالدي العملية القيصرية بأنها إخراج الجنين عن طريق فتح البطن، ومن أبرز الأسباب المعروفة لإجراء العمليات القيصرية، هي أن يكون الطفل في وضعية غير مناسبة، كوضعية الجلوس، أما بالنسبة للأسباب الأخرى، كنزول المشيمة أو المشيمة المتقدمة، أو وجود ضيق في الحوض، أو خضوع الأم لعمليات سابقة، يتعذر معها أن تلد بصورة طبيعية، أو عدم توسع الرحم رغم اكتمال مدة الحمل، مؤكدة أن هذه الأسباب الاضطرارية التي تدفع لإجراء العملية القيصرية. أما الأسباب الأخرى التي أصبحت تقرر على إثرها السيدات العمليات القيصرية ويلححن في طلبها فتتلخص في التخوف من الولادة العادية وآلام المخاض، بالإضافة إلى الجانب الجمالي، كما ساهم تطور الطب وسهولة تحديد موعد الولادة واختيار تواريخ معينة تماشيا مع بعض المناسبات والأعياد في انتشار الظاهرة. وعن أسباب لجوء بعض السيدات إلى العمليات القيصرية، تقول الخالدي «هناك نساء يلجأن إليها بسبب اعتقادات بأن الولادة الطبيعية تحدث ارتخاء في المهبل وتؤثر على الحياة الزوجية، وهناك من عانت من تجربة قاسية خلال الولادة الطبيعية، وحسب تجربتي فهناك من يصيبها الرعب والفزع من الولادة الطبيعية بسبب تجارب مع الولادات التي حضرتها أو اختبرتها بنفسها، وهناك من السيدات من تأخر زواجها وليست لها فرصة تكرر الولادات المتعددة فتطلب العملية حفاظا على الطفل، وهذا يطلق عليه «الطفل الغالي». خطورة آنية ومستقبلية تشير الخالدي إلى أن هناك من السيدات من تقبل على العملية القيصرية على الرغم من التحذيرات، وتلح عليها، مؤكدة أنها في هذه الحال تعمل على شرح كل التفاصيل للسيدة الحامل ولزوجها لتوضيح إيجابياتها وسلبياتها ومضاعفاتها المستقبلية. وتضيف «بالنسبة للعملية القيصرية هناك مشكلات آنية وأخرى مستقبلية، أما بالنسبة للمشكلات الآنية فهي قد تتسبب في نزيف أثناء العملية، كما تطرح مشكلات في التخدير، وتنجم عنها التهابات وجروح أحيانا، تجلطات الدم في الساقين، ونادرا ما تتسبب القيصرية في وفاة الأم، أما بالنسبة للمشكلات المستقبلية فإنها تتمثل في التصاقات في الرحم، والبطن، ويمكن أن تصبح المشيمة متقدمة أو عالية، وقد تخترق المشيمة العالية جدار الرحم وتصل إلى المثانة، وقد يتسبب ذلك في إزالة الرحم أحيانا، خاصة إذا تجاوزت السيدة أربع قيصريات أو أجرت قيصريات متعددة، ومن مشكلاتها أيضا أن الجنين يمكن أن يجلس على الجروح، وتزداد العملية القيصرية من واحدة إلى أخرى تعقيدا، بحيث يتعرض المكان نفسه للفتح والخياطة، وتعاني بعض السيدات صعوبة في الحمل بعد العملية القيصرية». وإذا كانت بعض السيدات تقبل على العمليات القيصرية من دون أسباب فإن هناك من يخضعن لها لسبين أساسين واضطرارين، إلى ذلك تقول الخالدي «هناك نوعان من العمليات القيصرية، منها الاختيارية والإجبارية والمستعجلة، وهذه الأخيرة كأن تصاب السيدة بطلق مفاجئ، لا يتوسع معه الرحم، وهنا يخشى على تعب الجنين وإنهاكه، وتعسر الولادة، أما بالنسبة للاختيارية فإنها تتعلق بالسيدة المريضة أو مشيمتها متقدمة، وإزالة ألياف، وإذا كانت السيدة تعاني جروحاً في الرحم، وإذا كان الجنين في الوضع المقعدي أو بالعرض، وإذا كانت الأم حاملاً بتوأم والأول في وضعية الجلوس، حيث إن 2% من هؤلاء الأطفال يموتون إذا لم يتم إنقاذهم بالعملية القيصرية، وإذا سبق للأم أن كانت ولاداتها الأولى قيصرية، حيث يمكنها في الولادة بشكل طبيعي لكن بعد ذلك تعد مغامرة كبيرة، حيث لا ننصح أبدا بولادة عادية بعد ثاني قيصرية». الولادة بعد القيصرية ينصح بعض الأطباء الأمهات بعد الولادة القيصرية أن تؤخر الحمل إلى سنتين، ما يسبب قلقا عند النساء الكبيرات في السن واللواتي تأخر زواجهن أو إنجابهن أو اللواتي يرغبن في تقارب فترات الولادة. في هذا الإطار، تؤكد الخالدي أن جرح المريضة بعد العملية الأولى يشفى بعد أربعة أشهر من تاريخ الولادة، وبالتالي يمكنها الحمل بعد هذه المدة، موضحة أن ما ينصح به الأطباء في صالح الوليد حتى يأخذ حظه الكافي من العناية والاهتمام، ويحظى بفرصة الرضاعة الطبيعية، ولكن طبيا ترى الدكتورة أن حالة المريضة الصحية بعد أربعة أشهر من الولادة هي نفسها بعد أربع سنوات، نافية أن تكون هناك أخطار يسببها الحمل. وتضيف «ليس من المعقول أن أنصح سيدة أصبح حظها في الحمل قليلا، كالمتزوجة في سن متأخرة وتريد أن تنجب أطفالا في مدة وجيزة، وأقول لها لا يمكنك الحمل إلا بعد سنتين، بالعكس أوجهها إن كانت ترغب في ذلك بالإسراع في الحمل، لتكون لها فرصة الإنجاب في حالة كانت حالتها الصحية تسمح بذلك». وعن تحديد عدد القيصريات، توضح الخالدي أنه خلال عمرها المهني أجرت عملية القيصرية الخامسة والسادسة والسابعة، مؤكدة أن هؤلاء النساء كن في حالة صحية جيدة. وتتقيد بعض السيدات بأربع ولادات قيصرية مطبقات ما يروج من نصائح، لكن وفق تجارب الخالدي في هذا المجال لمدة فاقت الربع قرن؛ فإنها تؤكد أن السيدة يمكنها أن تنجب عن طريق العملية القيصرية أكثر من 7 مرات، لكن بشرط أن تكون الأم بصحة جيدة، ولا تعاني مضاعفات بسبب العمليات السابقة، مشيرة إلى أن أشهر سيدة ولدت عن طريق القيصرية أم الرئيس الأميركي جون كندي التي أنجبت ثلاثة عشرة مرة عن طريق العملية القيصرية. تجارب نساء تمر بعض السيدات بتجارب قاسية خلال الولادة الطبيعية، ما يجعلها تتخوف منها، وتطلب العملية القيصرية تجنبا للآلام الآنية التي تحدثها الولادة، في هذا الصدد، قالت سامية عبدالرحمن التي مرت بتجربة كادت تودي بحياة جنينها إنها لن تكرر تجربة الولادة الطبيعية، وتفضل القيصرية مهما كانت مضاعفاتها سيئة. وتوضح «منذ بداية حملي كانت الطبيبة المختصة تؤكد أن كل الأمور تسير بشكل طبيعي، إلى أن حان موعد الولادة، دخلت المستشفى ومكثت 24 ساعة انتظر الولادة، وبعد آلام مخاض عسيرة نزل الجنين وظهر رأسه، لكن استحال إخراجه بكل الطرق، مما استدعى إجراء عملية قيصرية بأقصى سرعة، بعد العذاب والطلق، ولكن الحمد لله تم إنقاذ الطفل بعد آلام مضاعفة، لهذا لا أخضع للولادة العادية أبدا». من جهتها، تقول موزة الراشدي (أم لثلاثة أبناء) إنها تفضل العملية القيصرية، كونها تحدد موعد ولادتها وتجهز نفسها وتدخل للمستشفى مستعدة لاستقبال وليدها، موضحة أن تجاربها السابقة مرت كلها بسلام، مبدية رغبة في ولادة سبعة أولاد إن سمح لها الطبيب بذلك. أما محمودة سعيد فتشاطر هؤلاء السيدات الرأي وتقول إن العملية القيصرية أرحم بكثير من الولادة الطبيعية، حيث تؤكد أنها اختبرت الولادتين، وقررت الإنجاب عبر القيصرية برغم ما عانته من آلام بعد الولادة. وإذا كان الإقبال على العمليات القيصرية يعرف تزايدا، فإن هناك من السيدات من تفضل الولادة الطبيعية. في هذا الإطار تقول سميرة الليلي (أم لتوأم وثلاثة أطفال) إنها تفضل الولادة الطبيعية على القيصرية، مؤكدة أنها ولدت كل أبنائها بطريقة طبيعية، وتعبر عن سعادتها كونها لم تتعرض لأي وعكات صحية، خاصة أن أختها عانت بعد العملية من تخثر في الدم في إحدى ساقيها، ناهيك عن صعوبة إرضاع ابنها بالشكل الطبيعي، خاصة في الأيام الأولى. وتوضح شما الحوسني أنها مع الولادة الطبيعية، مؤكدة أنها تشعر الأم بطعم الأمومة، وتزيدها ارتباطاً بأولادها وبوالدتها. مؤشر محلي تؤكد إحصاءات صادرة عن مستشفى الكورنيش بأبوظبي أن الطلب على العمليات القيصرية في تزايد، حيث أجريت 6527 عملية قيصرية ما بين عامي 2011 و2013 إلى غاية شهر يوليو. اختصار الوقت يفضل بعض الأطباء العمليات القيصرية على الولادة الطبيعية، لأنها أسرع، حيث لا تستغرق العملية القيصرية أكثر من 45 دقيقة، منها 10 دقائق على الأكثر لإخراج الجنين من الرحم، والوقت المتبقي لتنظيف الجرح والخياطة التجميلية، فيما تستغرق الولادة الطبيعية من 5- 8 ساعات. أرقام ودلالات ? وفق إحصاءات منشورة؛ تجاوزت نسبة الولادات القيصرية في الدولة 17 في المائة من إجمالي الولادات التي يبلغ عددها 2500 حالة سنوياً. ? هناك قلق المنظمات والهيئات الصحية العالمية، من تزايد حالات إجراء العمليات القيصرية من دون أسباب طبية، حيث وصلت النسبة في أميركا إلى قرابة 30 في المائة، وكندا 24 في المائة، وشرق آسيا 30 في المائة، فيما باتت نسبتها في المنطقة العربية تتجاوز 30 في المئة، علماً بأن المسموح به لا يتجاوز حسب منظمة الصحة العالمية 25 بالمائة. ? أظهرت إحدى الإحصاءات التي أجريت في بريطانيا أن 21% من الأطفال الذين ولدوا عام 2001 في إنجلترا وويلز، ولدوا ولادات قيصرية. بينما تقول منظمة الصحة العالمية إن هذه النسبة يجب أن تكون بين 10 و15%، وتتراوح نسبة الأطفال المولودين في جراحات قيصرية بين 18 إلى 25% حسب الإقليم الذي يولدون فيه، ولكن نسبة المستشفيات الخاصة تتراوح بين 6 إلى 66% والسبب يرجع إلى أن هذه المستشفيات تشهد ولادات أكثر تعقيداً من غيرها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©