بيروت (الاتحاد) - يعدّ الفستق مصدراً غني بالبوتاسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والألياف الغذائية، كما أنه ذو قيمة مرتفعة لنوعية الغذاء الذي يحتويه، فضلا عن أنه لا يسبب ارتفاع نسبة السكري في الدم. وهو منجم فوائد إذ إنه يحتوي على مواد مضادة للأكسدة بكميات وفيرة تفوق ما يحتويه الشاي الأخضر، كما يحتوي على أحماض أمينية تساهم في الحفاظ على سلامة القلب والشرايين.
كميات كبيرة
إلى ذلك، تقول اختصاصية التغذية سيتا باليوزيان في مستشفى مار يوسف الطبي الجامعي إن ارتفاع محتوى الفستق الحلبي من كميات المواد المضادة للأكسدة وخلوه الطبيعي من مادة الكوليسترول تجعل نوعية الدهون الموجودة فيه من الأنواع عالية الجودة من الناحية الصحية.
وتتابع “من المؤكد احتواء الفستق الحلبي على مواد “فايتوستيرول” أي أنه غني بالألياف الغذائية الطبيعية، وهو يولد الطاقة للجسم، وينشط الدورة الدموية في الكلى، كما أنه يساعد على تفتيت الحصى والرمل ما يزيد في حجم الكلى ويساعدها على وظائفها”.
وتفيد الهيئات العلمية بوزارة الزراعة الأميركية أن الفستق الحلبي هو من المواد المضادة للأكسدة، فإن الأونصة من الفستق تحتوي على كمية أعلى مما هو موجود في كوب من الشاي الأخضر، وأنه بعد مراجعة كمية المواد المضادة للأكسدة لأحد أهم أنواعها، وهو نوع مركبات “فينول”، في 100 صنف من أنواع الأغذية الشائعة التناول، وجدوا أن الفستق هو من بين مجموعة الأغذية الأعلى احتواءً لها. وتشير دراسات علمية إلى أنه بالمقارنة مع بقية المكسرات، يحتوي الفستق على كمية من مادة “ليوتين” المضادة للأكسدة، بمقدار يفوق 13 ضعف الكمية الموجودة في البندق، الذي هو المرتبة الثانية بعد الفستق. ومعلوم أن تناول هذه النوعية من مضادات الأكسدة يُقلل من احتمالات مخاطر الإصابة بتدهور سلامة البقعة الداكنة في شبكية العين لدى التقدم في العمر، وهذا النوع من الإصابات هو السبب الرئيس بالعمى لدى من تجاوزوا عمر 65 سنة في الدول المتقدمة.
جملة فوائد
الفستق غني بنوع أرجنين من الأحماض الأمينية. ومعلوم أن البروتينات تتكون من مجموعات متراكمة للأحماض الأمينية. ووفق باحثين من قسم التغذية بجامعة هارفارد فإن المكسرات ليست مفيدة للقلب بسبب أنواع الدهون غير المشبعة فيها، بل إن محتواها من نوع أرجنين للأحماض الأمينية هو آلية أخرى لحماية شرايين القلب. والفستق يحتوي كميات جيدة من هذا الحمض الأميني. وفائدته تنبع من أنه هو المُستخدم في إنتاج مركب أوكسيد النيتريك الذي هو المادة الفاعلة في العمل على توسعة الشرايين المتضيقة، ولذا تُسمى أحياناً “عامل ارتخاء”. وللتقريب فإن الحبة الوردية الصغيرة التي يضعها مرضى شرايين القلب تحت لسانهم حال شعورهم بالألم، تصنع من المادة نفسها.
حول فوائد الفستق الحلبي، تقول باليوزيان “من فوائد الفستق الحلبي أنه يشد اللثة والأسنان، ويعالج أمراض الصدر، وخصوصاً السعال المزمن، وهو من أغنى المكسرات بالعناصر الغذائية الفوسفور، والبوتاسيوم، الصوديوم ، وبفيتامين (أ) و (ب). كما يساعد الفستق في إدرار الحليب عند الأم، ويغنيه بالدسم والمعادن، فيكون مغذياً وكثير الفوائد”. وتضيف “الفستق مهم للمرضى الذين يعانون الأمراض التناسلية، كما أنه نافع للمرضى المصابين بالسكري، حيث يعمل على خفض مستوى السكر في الدم. وقد وجدت دراسة جديدة أن الفستق الحلبي غير المقشر هو رفيق من يحافظون على وزنهم، إذ إن من يتناولون الفستق الحلبي يستهلكون سعرات حرارية أقل بـ 40% من الأنواع الأخرى من المكسرات المقشرة، حيث إن مشهد قشر الفستق الفارغ يجعل الأشخاص يشعرون بأنهم استهلكوا الكثير منه، وبالتالي يمتنعون عن تناول المزيد”.
وتنصح باليوزيان بمضغ الفستق جيداً، لأنه بدوره صعب الهضم، ومن المستحسن تناوله بعد 3 ساعات على الأقل من الطعام، ليتسنّى للجهاز الهضمي القيام بوظيفته.
عدد اليوم
