الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمامة الآخرين في اللا وعي

31 أغسطس 2013 20:26
قال أحد المحللين من خلال دراسة جديدة اطلعت بمهام العقل الباطن أو اللا وعي إن العقل يقسم إلى شقين: الواعي واللا واعي، وشرح أن أسماء اللا واعي تعددت بين اللا شعور، الباطن التحتي، مستدلاً بقول العالم النفسي جورج أ. ملر من جامعة هارفارد، في الدراسة التي أجراها عام 1956 الذي توصل إلى أن العقل الواعي قادر على استيعاب أكثر من سبع معلومات إيجابية، سلبية في لحظة ما، أي أن سعة العقل الواعي محدودة. أمّا العقل اللا واعي فهناك إمكانية لاستيعاب ما يزيد على 2 بليون معلومة في الثانية، بحيث يحتوي العقل اللا واعي على جميع الذكريات والبرامج منذ أن كان الفرد جنيناً في الرحم، أي أن للعقل اللا واعي له قدرة على استيعاب لا محدودة على الإطلاق، مؤكداً أن كيفية برمجته للاتصال خلال فترة الصبا والشباب ما زال موجوداً في العقل اللا واعي، خلال المراحل المتقدمة من العمر وستظل طوال الحياة. وشرح هذا الباحث من خلال فيديو قصير الذي ظهر فيه في البداية طفل يتجول بين العديد من الشاشات التي تبث ألعاباً كارتونية وأفلام رعب، ولقطات من أفلام حركة «أكشن»، أن كل ما نتعلمه يومياً يمر أولاً من العقل الواعي، وضرب مثالاً بتعلم القيادة، بحيث يكون الشخص متوتراً وقلقاً، ولا يستطيع الحديث مع الجالس جنبه، ولا يمكنه الاستماع إلى الموسيقى، وبعد اجتياز هذه المرحلة، وبالتعود فإن كل المعلومات تنتقل إلى العقل اللا واعي، وبالتالي تخزن ويصبح يتصرف بطريقة سلسة ويمسك المقود بيد واحدة بكل أريحية، وتصدر عنه ردود فعل دون تفكير أحياناً، موضحاً أن العقل الباطن تتخزن فيه هذه المعلومات والمهارات التي يكتسبها المرء، وبالتالي تفرز على شكل سلوكيات وردود فعل ومهارات تظهر تميز الشخص، كما توضح سوء تصرفاته أو ضعفها، نظير ما تلقاه، وما خضع له من تدريب في الحياة. فالتساؤل اليوم ووفق ما يروج في المجتمع من وسائل تكنولوجية التي تغزو البيوت، والتي سهلت التوصل للمعلومة دون البحث عنها، وطرق التعليم التي باتت تضع في يد الطفل كل ما يحتاجه دون عناء، فتغيب عنه القواعد، وأسس الصحيح للحساب من خلال حفظ جداول الضرب، وتعلم قوته، والتدريب على قواعد الإعراب ومعرفتها وحفظ القصائد رغم طولها، بحيث كان يعتمد التعليم في السابق على التدريب، ثم التدريب على حل المعادلات الرياضية، وحضور التجارب الفيزيائية، ويتم تشريح الحيوانات لتعليم الطلبة وتمكينهم من التجريب، بينما يفتقد هذا الجيل لعدة مهارات حياتية بل أبسطها، فكيف يتصرف هؤلاء أمام عراقيل الحياة، وماذا يحتويه عقل هؤلاء الباطن، غير استهلاك كميات كبيرة جداً من العنف عن طريق الألعاب الإلكترونية والأفلام الكارتونية، وشبه هذا المحلل أن ذلك كمن يلقي بقمامته أمام بيتك، وتصدر منه رائحة دون أن تتحدث، بحيث قال إن أولادنا يستقبلون مؤثرات خطيرة على عقولهم، وبالتالي لا يخزن عقلهم اللا واعي أي معلومات مفيدة تظهر على شكل ردود فعل في المستقبل. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©