الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثة محاور رئيسية لإعداد الطلاب في مستهل العام الدراسي

ثلاثة محاور رئيسية لإعداد الطلاب في مستهل العام الدراسي
5 سبتمبر 2011 00:17
(أبوظبي) - تفتح المدارس أبوابها لاستقبال الطلبة، وإلى جانب الاستعدادات المادية كشراء القرطاسية والملابس وما إلى ذلك من احتياجات المدرسة لا بد من إعداد الطلبة وتحضيرهم للانخراط في العام الدراسي وصولا إلى تحقيق أفضل النتائج الأكاديمية التي يرجوها الأهل والطلبة كما المدرسة. وتشمل تلك الاستعدادات الاستعداد المادي والسلوكي والإداري. عن تهيئة الطلبة للعودة للمدارس، ذكر المستشار الأسري عيسى المسكري أن عملية إعداد الأبناء لهذه المرحلة الجديدة والمهمة في حياتهم، تنطلق من ثلاثة محاور رئيسية، وأي خلل في أحد تلك المحاور يؤدي إلى حدوث اضطرابات ومشاكل في عملية التحصيل لدى الطلاب، بل أنها في بعض الأحيان تتسبب في حرمان البعض من الدراسة من الأساس. الاستعداد النفسي عن أول المحاور وهو تهيئة الطلبة للعودة للمدارس، يقول المسكري إنه يتمثل في الاستعداد النفسي للطلاب، شرح “لا بد أن نهيئهم نفسياً بأن ضيفا كريما سيحل، وعلى الجميع أن يحسن استقباله، وهو العام الدراسي الجديد، ويتم تنفيذ عملية الاستعداد النفسي تلك عبر مجموعة من الرسائل الإيجابية الموجهة للأولاد، بحيث تؤدي إلى تحبيبهم في العملية الدراسية وتشويقهم للبدء فيها، وذلك عن طريق سرد الذكريات الجميلة عن الدراسة وأيامها، والجوانب الترفيهية المتضمنة في العملية التعليمية من مسابقات وألعاب مختلفة”. وتابع “على الوالدين أن يرسخا لدى أبنائهم أن المدرسة مكان ممتع وروضة للثقافة والمعرفة، وهي واحدة من أهم الرسائل التي ينبغي على الأهل توصيلها لأبنائهم”. وضرب المسكري مثلاً للاحتفاء بالعام الدراسي، ما تقوم به المراكز التجارية من وضع الدعايات الجميلة ذات ألوان مدهشة، احتفالاً بعودة العام الدراسي، وهذا ما ينبغي على كل من الأسرة والمدرسة عمله عند بدء الموسم الدراسي. ومن ثم يجب على المدارس، وفق المسكري، أن تقوم بعمل بالونات وغيرها من أشكال الاحتفالات لإشعار الطلاب بأن العودة للمدارس هي فرحة كبرى وكأنه يوم عيد، بحيث يشعر الطلاب وكأنهم ذاهبون إلى حفلة أو نزهة جميلة أو مهرجان، وهنا لابد أن يكون أول ثلاثة أيام من الدراسة بعيدة بشكل كبير عن المواد الدراسية، ويتم التركيز على التعارف بين الطلبة والمدرسين، والجوانب الترفيهية من رياضة وألعاب مختلفة، وبعد انقضاء هذه الأيام الثلاثة يظهر استعداد الطالب للموسم الدراسي. وأكد المسكري أن الذهاب إلى المدرسة يشبه الذهاب إلى حفل، والنقص في أي عنصر في العرس يجعله فاشلاً وغير سعيد، مثل أن يذهب الضيوف ولا يجدون عشاءً أو إضاءة أو غيرها من الأمور الأساسية، الحال ينطبق تماما على المدرسة، بمعنى أن وجود أي خلل في أدوات العملية التعليمية ينعكس سلباً على الموسم الدراسي بالكامل. ثاني المحاور التي يشدد عليها المسكري في إطار الإعداد الشامل للطلاب قبل بدء الموسم الدراسي، هو الاستعداد السلوكي، والذي يبدأ قبل حلول موعد المدرسة بحوالي أسبوع، ويكون بأن تبدأ الأسرة في تعويد أطفالها على النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر، على ألا نجعل الأبناء ينامون بعد الصلاة، حتى ينسوا ما اعتادوا عليه من السهر في ليالي الصيف حتى الصباح، ويكون لديهم الاستعداد للانتظام في الدراسة بدون أي أعراض للتعب والإرهاق. وفي إطار الإعداد السلوكي، يوجه المسكري الآباء إلى أهمية اطلاعهم على المواد الدراسية التي سيدرسونها العام المقبل، بعد أن يحاولوا الحصول على نسخ ولو قديمة من الكتب التي تدرس تلك المواد. وعلى الآباء أيضاً تعزيز قيمة القراءة والاهتمام بالثقافة، والهوايات المفيدة التي تصنع علاقة إيجابية مع العملية التعليمية مثل هواية الرسم. وأكد المسكري أهمية ضلوع الأسرة بدورها في هذا الصدد، على أن يأتي دور المدرسة والمدرسين تالياً بعد انطلاق العام الدراسي، فهناك من المدرسين من يبدأ العام الدراسي بخلق توتر لدى الطلاب بتخويفهم من مواد دراسية معينة بالقول إنها صعبة ويصعب النجاح فيها. وهناك من يتبع أسلوب التهديد والوعيد. وهي جميعاً أساليب خاطئة تخلق فجوة بين الطلاب والعملية التعليمية برمتها، ناصحا المدرسين باستخدام أسلوب التشويق وتحبيب الطلاب للمادة التي يدرسونها، وعلى المدرس أن يسعى لعمل علاقة ودية مع أبنائه الطلبة والبعد تماما عن السب والتوبيخ وكأنه في معركة مع الطلبة. التحضيرات الإدارية قال المسكري إنه “على المدرس أن يقوم بتحفيز طلابه على الدراسة بأساليب محببة إليهم، بأن يقول على سبيل المثال: مادة الرياضيات مادة رائعة تجعلك تشعر وكأنك تحلق في الفضاء، واللغة العربية هي لغة القرآن ولغة آهل الجنة وينبغي الاهتمام بها، واللغة الانجليزية مادة شيقة تجعلك تعرف عن العوالم الأخرى وتزيد ثقافتك واطلاعك. وهكذا في باقي المواد التي يتم تدريسها على الطلاب ما يخلق جوا تفاعليا بينهم وبين المدرسة والمواد التعليمية التي يتلقونها داخل جدرانها”. فبهذا الأسلوب وحده فقط، يكون الاستعداد للمدرسة إيجابي ومميز، وفقاً للمسكري. وفيما يتعلق بإدارة المدرسة لفت المسكري إلى ثلاثة جوانب مهمة ينبغي على إدارة أي مدرسة مراعاتها قبل البدء في الموسم الدراسي، أول تلك الجوانب هو استعداد الطاقم التربوي مثل توافر المدرسين، وسد أوجه النقص في أي وجه داخل المدرسة، حيث أن هناك من المدارس من يبدأ عامه الدراسي ولديه عجز في بعض كوادره ما يؤثر سلباً على نجاح العملية التعليمية. وثاني تلك الجوانب، أوضح المسكري أنه على إدارة المدرسة توفير الكتب، التي يتسبب تأخيرها في حدوث مشاكل دراسية لكثير من الطلبة. وعليها أيضا توفير الزي المدرسي قبل انطلاق الموسم الدراسي وغيره من المعدات والأدوات التي تحتاجها العملية التعليمية، والتي تمتد إلى احتياجات وأعمال الصيانة في المدرسة، وكافة الأعمال المساعدة في العملية التعليمية من سائقين وفراشين وخلافه، كون حدوث عجز في أي من تلك العناصر يؤدي بلا شك إلى خلل في العملية التعليمية، مثلا نقص السائقين قد يؤدي إلى غياب نحو خمسين طالباً دفعة واحدة، وغيرها من الأمور التي تنجم عن وجود عجز في أي من نواحي العمل داخل المدرسة. وأشاد المسكري بجهود القيادة الرشيدة وأولي الأمر الذين يدعمون التعليم بجانبيه التربوي والعلمي بأقصى درجة إلى الحد الذي جعل من كثير من المدارس تتطور هندسيا وعمرانياً لتوفير أفضل المناخات لإنجاح العملية التعليمية. ثالث المحاور التحضير للعودة إلى المدارس، يتمثل في ضرورة الاستعداد المالي، كون الأبناء في بداية العام الدراسي يحتاجون مستلزمات دراسية متعددة، ومنها الزي المدرسي الذي يصل سعر الواحد منها لمئات الدراهم. أحياناً، وهناك من أولياء الأمور من لديهم خمسة أبناء أو أكثر، وهو ما يمثل عبأ ماديا. بالإضافة للاحتياجات الأخرى. ومن مسببات المشكلات المادية التي أشار إليها المسكري، وجود أولاد ملتحقون بمدارس خاصة ما يتطلب ذلك مصروفات أعلى. كما أن بعض الرسوم التي تدفع من قبل الشركات لتغطية مصروفات الدراسة للآباء، تكون أقل من المطلوب، ما يتطلب استعدادا ماديا من جانب الأهل قبل بدء الموسم الدراسي. وهناك من الأسر من يحتاج إلى سائق للقيام بتوصيل الأبناء، ما يعني مصاريف إضافية. وأكد المسكري أن الاستعدادات المادية للأسرة قبل الدراسة، يجب التعامل معها بميزان دقيق، كون الدراسة تبدأ في غالب الأحيان بعد فترة حرجة في أعقاب شهر رمضان والعيد، بما يتطلبانه من مصروفات إضافية، وشراء ملابس العيد ما يسبب ضغطاً على ميزانية معظم الأسر، حيث أن هناك من الأسر من ينفق مبالغ كبيرة قبل حلول العام الدراسي ما يؤثر سلباً على تهيئة أبنائهم للعملية التعليمية، مشددا على أهمية ضبط الأسرة لعملية المصاريف، حتى تتجنب أي اختلال أو أزمات تؤثر على مستقبل أبنائهم الدراسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©