لعبة الجولف .. عندما تتحول إلى معزوفة تجمع بين الأناقة والهدوء

يدفع المظهر الخارجي المبتكر لنادي دبي للجولف، إلى النظر عن قرب حول ملامح هذه التحفة الرياضية المستوحاة من تفاصيل لعبة الملوك والأثرياء، حيث ترتكز حول محور لتمنح المكان التفافة هندسية دائرية الشكل توحي بالحركة ولحظة دوران وتحرك كرة الجولف، بدءاً من الشكل الخارجي للمبنى وصولا إلى الفراغات الداخلية التي جاءت لتعكس التصميم الخارجي وتنتهج الروح والاتجاه ذاته. ونجد فيه جليا ذلك التماسك بين اللون والخامة والخطوط والتفاصيل متمثلة في الفراغات المفتوحة التي جعلت من هذه المساحة وحدة متكاملة لا يمكن تجزئتها. (دبي) - لعل الملاحظة الأولى التي يلمسها الزائر وهو يلج بوابة هذا النادي هو ذلك التدفق الهائل للضوء الطبيعي المنبعث من مساحات واسعة من الحوائط الزجاجية، والقبة الدائرية التي حوطت بزجاج عاكس، تتخلله أشعة الشمس الذهبية الذي يصبح على أفنية ومرافق المكان يوميا. ليجدد المكان، ينشر دفئه في فراغاته ومساحته المفتوحة. وخير تعبير عن روح التصميم الهندسي هو ذلك الدرج الملتوي الرخامي والذي يحده من جهة درابزين من المعدن أما الجهة الاخرى فهو يتكئ على حائط زجاجي يكشف المنظر الجمالي الخلاب للطبيعة الساحرة التي تحيط بالمبنى. هذه الالتفافة البديعة للدرج الذي يطل على فراغ بمساحة محدودة تم شغله بآلة البيانو الكلاسيكية وتحد هذه القطعة مجموعة من الاعمدة المصنوعة من الحجارة وقد وضعت في تراكبيب هندسية بديعة كطبقات متراصة الواحدة فوق الاخرى، يتخللها فراغات بسيطة، لتشكل أيقونة وتحفة هندسية رائعة. ونجد ردهة الاستقبال الواسعة التي تتوسط المبنى، وقد تم التغلب على المساحة المفتوحة والواسعة منه، بتقسيمه إلى فراغات متباينة ومختلفة، من خلال عمل بعض الحواجز التي لم تخل من اللمسات والمظهر الجمالي الفخم، هذه الحوائط الخشبية التي تم وضعها لتمنح قيمة وظيفية وجمالية في المكان من خلال التغلب على المساحة المفتوحة، ووضع هذه الحوائط التي وزعت بطريقة هندسية بحيث تحتضن جلسات مختلفة ومتنوعة، يمكن أن يركن إليه المرء للراحة أو لتناول بعض المشروبات الخفيفة أو الجلوس مع الأصدقاء لتبادل الأحاديث الودية. وقد تميزت هذه الجلسات بالبساطة والراحة مما يغرق المرء في جوها وتدفعه دفعا إلى الاستمتاع بتلك اللحظات بعد يوم حافل من اللعب والمجهود البدني والذهني الذي قد استنزفه في لعب رياضة الجولف. وفي زاوية أخرى من المكان الذي نجد فيه الحيطان الدائرية وقد فرضت على مفردات الأثاث بأن تصمم على سجيتها، وشكلها، حيث يمكن أن تلمح في أماكن متفرقة، كنبات مخملية شكلت بنصف دائرة ملتفة حول طاولة سوداء صغيرة، وقد استغلت هذه الأماكن لتناول بعض المأكولات الخفيفة، ونظرا لضيق المساحة تم تسليط إنارة متدلية تتوسط الجلسة. أما الانارة المخفية فنجدها تنبعث من خلف الجلسة الدائرية مما منح وهج جماليا تزيينيا أكثر من كونه عنصرا وظيفيا. هذا ما يمكن ملاحظته في تفاصيل المكان الذي نجده يغرق نهارا في الاضاءة الطبيعية التي تتخلل المكان من كل حدب وصوب. في حين تم اعتماد الإنارة المخفية والسبوت لايت الذي حول المكان إلى أجواء ساحرة مستفيضة بالجمال، الذي نجده معقودا بالرقي والفخامة، الذي شكل به عناصر المكان، على اختلاف خاماته وتشكيلاتها، وقد وزعت بطريقة فنية مدروسة، مما خلق نوعا من التناظر بين فراغات المكان وما تختزنه من تفاصيل يبرز فيها التناغم والتمازج الصريح بين الالوان التي لم يحد مساحة من المكان وإنما منحت المكان المزيد من الرحبة والاتساع المتوج بالراحة والهدوء والاسترخاء. كما يمكن أن يشد الزائر بعض المنحوتات الفنية العملاقة المصنوعة من المعدن منها قطعة على شكل مزهرية مستندة على جدار مكسو من الخشب، ساهم في الحد من ارتفاع السقف واتساع المكان، فلم يخل المكان من الراحة والمعقودة بالأناقة الحاضرة في ردهات المكان.