الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلي تشهر سلاح التراث في وجه صرعات الموضة

حلي تشهر سلاح التراث في وجه صرعات الموضة
5 سبتمبر 2011 00:22
لا تعترف د. وهاد سمير بالقيود أو الحدود لما يمكن أن تستخدمه من عناصر وخامات جديدة لتطوير وتصميم أشكال مبتكرة من الحلي اليدوية المتفردة، فهي ترى أن صناعة الحلي ترتبط دائما بالتجدد والقدرة على إبداع موديلات غير مسبوقة، وتحتاج إلى جرأة وفكر متحرر في التصميم والتنفيذ لذلك لا تتوقف عن طرح الجديد في الأساليب الفنية الحديثة في كل مجموعة. (القاهرة) - طرحت وهاد سمير أحدث مجموعاتها للحلي اليدوية من الفضة والذهب والأحجار نصف الكريمة مؤخرا، مستخدمة الجلود والخيوط في بعض قطع الحلي. وسمير فنانة بالفطرة تجمع بين الإبداع الفني اليدوي، والعمل الأكاديمي كأستاذ بالمعهد العالي للفنون التطبيقية. تذوقها للفن والجمال صاحب نشأتها وطفولتها وقدمت العديد من المعارض الخاصة للحلي ما جعلها أحد أبرز الأسماء، وشاركت في عدة معارض دولية ونالت العديد من الجوائز وشهادات التقدير في مجال تصميم الحلي والمجوهرات. فنون وأساليب ضمت مجموعة سمير الأخيرة تصاميم متنوعة لكوليهات وأساور وأقراط وبروشات وخواتم من الفضة والذهب ومرصعة بالأحجار نصف الكريمة منها الفيروز والعقيق بكل ألوانه والاونكس والاماتيست والزبرجد والأصداف. وعن انجذابها لعالم الحلي، تقول “فنون الحلي في مقدمة الفنون التي برع فيها الفنان المصري القديم، وقد توارث الفنانون المصريون هذه الصناعة وتنوع أسلوب الأداء عبر العصور، وقد وجدت نفسي مشدودة لهذا العالم وبعد تخرجي من قسم التصوير بدأت أقرأ وأبحث في الحلي، ووجدت أن الحلي ترتبط بالمعتقدات المتنوعة طبقا للتركيبة الاجتماعية، وأن الحلي من الفنون التي ترتبط بشكل وثيق بالمجتمعات وعادة تكون أشكالها ومدلولاتها مستمدة من رمزية المعتقدات أو من عناصر الطبيعة المنتشرة في البيئة”. وتضيف أن الفنان المصري برع في تصميم روائع الحلي وتصنيعها بأساليب فنية متقنة ودقيقة مثل اللحام والطرق والكبس والحفر والنقش والتفريغ والتشكيل والشفتشي المفرغ أو الملحوم على قاعدة. حيث كانت صناعة الحلي من أكثر الفنون ازدهارا، وكانوا يشكلونها بمهارة فائقة في التصنيع والتطعيم بالعجائن الزجاجية والمينا، وفي العصر القبطي اعتمدوا على التشكيل البارز والغائر، بينما في العصر الإسلامي استخدموا أسلوب التكفيت بالذهب على الفضة أو العكس أو الفضة مع النحاس، وبالنسبة للحلي الشعبية استخدموا تقنية البارز والغائر وتركيب الأحجار، وحتى الآن رغم ظهور الأجهزة الحديث لا تزال الأساليب اليدوية مستخدمة في تصنيع الحلي. روح التصميم عن الطرز التي تنتمي إليها مجموعتها الأخيرة من الفضة والذهب والأحجار، تقول سمير “كل طاقم له روح وطابع خاص وكثيرا ما أجد أن قطعة الحلي تحمل أكثر من طراز وأسلوب فني بعضها مستوحى من الفن الإسلامي، وآخر من الفن الشعبي، وثالث يجمع الاثنين معا وبعضها مستوحى من المصاغ الفرعوني والإسلامي والشعبي معا، أنا لا أضع قيودا على أفكاري لكني أبحث عن التجديد في الشكل والتكنيك، وأراعي اختلاف الأذواق والشخصيات التي تبحث عن حلي متفردة لها قيمة جمالية وفنية عالية، إلى جانب قيمتها المادية”. وتضيف “فن الحلي يرتبط بطريقة اختيار الأزياء والملابس ولذلك يجب أن يكون هناك انسجام وتجانس بين قطع الحلي أو الاكسسوارات و”ستايل” الملابس، وكما يبدع الفنان في قرط أو بروش أو كوليه لابد أن تجتهد المرأة لتوظيف الحلي والمجوهرات المناسبة لها ولطبيعة تكوينها الجسماني والمناسبة للملابس التي ترتديها. وتشير سمير إلى التقنيات الجديدة التي حاولت تطويرها في مجموعتها الحديثة من الحلي، قائلة “هي تقنيات قديمة جديدة بمعنى أن الأبحاث والدراسات في مجال صناعة الحلي لا تتوقف، وكل يوم هناك جديد وكل فنان يجتهد بأسلوبه الخاص، وقد استخدمت تقنيات قديمة وحاولت تطويرها بإحساس وأسلوب تعاملي مع المعدن من ذهب أو فضة وكذلك مع الأحجار بأنواعها المختلفة”. الاتجاهات العالمية تقول سمير “عندما أضع تصميما لقطعة حلي لا أحدد الأساليب التي سأتعامل بها من الناحية الفنية، لكن أثناء تنفيذ التصميم ألجأ إلى عدة تقنيات فنية ليخرج التصميم بالصورة التي تخيلتها، فقد استخدم اللحام والتفريغ أو طريقة الشفتشي، وأحيانا أميل لاستخدام طلاء المينا في بعض القطع وأساليب الطلاء تطورت وتنوعت، وحتى طرق تركيب الأحجار متعددة ويتم تفضيل طريقة على غيرها وفقا لإحساس الفنان بالتأثير الجمالي الذي ينشده واختيار الأحجار الطبيعية شبه الكريمة ذات القيمة العالية يزيد قطع الحلي بهاء وبحكم الخبرة لدي القدرة على انتقاء الأحجار الأكثر نقاء وجمالا والتي تلائم الموديل”. وحول تأثرها بالاتجاهات العالمية للموضة، تقول “أرقب كل جديد في عالم الموضة والأناقة والأزياء وأراعي متابعة الجديد في الألوان والخامات ولكني أصمم حليا لها طابع خاص فهي مزيج من التراث والمعاصرة ومستوحاة من البيئة والطبيعة وبعضها يكون التصميم من الفضة الخالصة أو الفضة مع الذهب وأحيانا تكون مطعمة بالأحجار التي لا تفقد جمالها مع تغير الموضة في كل موسم وهذه أهم مميزات الحلي والمجوهرات اليدوية أنها أشبه بعمل فني تزداد قيمته بمرور الزمن، والمهم العناية بها بطرق مناسبة، وعدم تعريضها للعطور ومستحضرات التجميل بصورة مباشرة. والتعامل معها برفق أثناء ارتدائها وحفظها في علب خاصة مبطنة بالقطيفة أو الشامواه أو الحرير حتى لا تتعرض للخدش أو الأكسدة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©