الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوروبا.. حلول بطيئة لأزمة اللاجئين

29 أغسطس 2015 22:29
ارتفع عدد الوفيات بسبب أزمة اللاجئين في أوروبا، يوم الجمعة الماضي، بعد أن رفعت السلطات النمساوية تقديراتها لعدد الجثث التي عُثر عليها في شاحنة مهجورة لما يزيد على 70 شخصاً؛ وجاء هذا في وقت كان يجري فيه انتشال جثث أخرى من البحر قبالة، الساحل الليبي بعد غرق قارب يحمل مهاجرين، ومصرع ما يقدربـ 200 شخص منهم. وقد راحت الحقائق تتكشف تدريجياً في مسرحي الجريمتين، اللتين تبعدان عن بعضهما بمسافة 2000 ميل. ففي النمسا، أعلن المسؤولون هناك أنه قد تم احتجاز ثلاثة أشخاص في المجر، للاشتباه بعلاقتهم بالجثث المتحللة التي عثر عليها في مؤخرة شاحنة متوقفة على جانب طريق سريع، يربط بين فيينا وبودابيست، يوم الخميس الماضي. والثلاثة المقبوض عليهم بلغاريو الجنسية، بحسب «هانز بيتر دوسكوزيل»، قائد شرطة مقاطعة بيرجنلاند بالنمسا، الذي قال: إن بلاده تتواصل مع المجر من أجل ترحيل المشتبه بهم إليها. وأدلت وزيرة الداخلية النمساوية«يوهانا ميكل لايتنر» بتصريح أعربت فيه عن أسفها للجريمة البشعة.. وقالت أيضا: «نحن بحاجة ماسة لإيجاد حل لتدفق المهاجرين ولحمايتهم، والطريقة المثلى في نظري هي إيجاد طرق قانونية لدخول أوروبا». في الآن ذاته، وفي مدينة زوارة الليبية، كان المسؤولون يضعون عشرات الجثث في أكياس برتقالية، ويحمّلونها على ظهر عربة «بيك اب». وحسب السلطات الليبية كان القارب الغارق يحمل حوالي 400 شخص. ومن المعروف أن ليبيا تعتبر واحدة من نقاط الانطلاق للمهاجرين اليائسين الذين يحاولون الوصول لأوروبا. وهذه المشاهد الشنيعة على البر والبحر، أدت مرة أخرى إلى تشديد الضغط على السلطات الأوروبية، التي تواجه انتقادات بسبب خطواتها البطيئة، في التعامل مع أكبر موجة من المهاجرين تتدفق على أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. يُشار إلى أن ما يقرب من 300 ألف مهاجر يائس قد وصلوا إلى أوروبا بحرا من بداية هذا العام حتى الآن. والكثير من هؤلاء المهاجرين من طالبي اللجوء الذين قطعوا المسافة من نقاط الدخول الجنوبية، كاليونان نحو الاراضي الموعودة، مثل ألمانيا والنمسا والسويد أملاً في الحصول على عمل، والانتفاع بما توفره هذه البلدان من مزايا. لكن الدول الأوروبية بشكل عام، مازالت منقسمة على نفسها بشأن نطاق المسؤولية التي يجب على كل منها تحملها لضمان المرور الآمن للاجئين، وتحديد الدول التي تستقبلهم على أراضيها. يوم الثلاثاء الماضي، تفاعلت النمسا مع المأساة بإعلان خطط موجهة نحو حظر طالبي اللجوء أكثر مما هي موجهة لمساعدتهم، وتعهدت بزيادة الضوابط الحدودية، وفرض عقوبات أشد على المهربين. وفي تصريح لها من فيينا، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إنها «قد صدمت جراء الأنباء المؤلمة المتعلقة بمصرع ما يقرب من 50 شخصاً، لأن الحال انتهى بهم إلى موقف لم يأبه فيه المهربون بحياتهم». وكانت ميركل تشير في تصريحها إلى التقديرات الأصلية لعدد الوفيات قبل أن تقوم السلطات النمساوية برفعها يوم الجمعة. وأضافت المستشارة: «هذا يذكرنا بأننا يجب أن نعالج مسألة الهجرة بسرعة، انطلاقاً من الروح الأوروبية القائمة على التضامن، من أجل إيجاد حل». ولكن أوروبا في الحقيقة لايوجد لديها سوى القليل من الأدوات التي تساعدها على تخفيف تدفق المهاجرين. ففي مايو، على سبيل المثال، وافق القادة الأوروبيون على شن عملية عسكرية لاعتراض وتدمير سفن المهربين في البحر الأبيض المتوسط. ولكن هذا العملية تعطلت، بعد أن علقت في المفاوضات التي جرت في مجلس الأمن، وإحجام روسيا عن الموافقة على قرار مقترح من المجلس يمنح تفويضاً لشن تلك العملية. وكرد فعل على مأساة الثلاثاء، وجه المستشار النمساوي «فيرنر فايمان» انتقاداً للمجر لشروعها في بناء «جدار» على حدودها. في هذا الصدد، قال المستشار في تصريح لإذاعة «إن 24» الألمانية: «ليس من المتوقع أن تقوم كل دولة ببناء جدار مزود بأبراج مراقبة، لمجرد أنها فقدت الثقة في قدرة أوروبا على التكيف مع هذا الوضع، بطريقة موحدة». كما كشفت النمسا أيضاً، عن خطة مكونة من خمس نقاط لمعالجة أزمة المهاجرين من جذورها، تشمل إنشاء مراكز استقبال في أفريقيا والشرق الأوسط، يمكن أن تقوم الدول الأوروبية من خلالها بتقييم طلبات اللجوء. في موضوع ذي صلة، يحاول المسؤولون الأوروبيون الوصول إلى إجماع بشأن خطة لإيجاد نظام للحصص يتم بموجبه اصطحاب اللاجئين بأمان من نقاط الدخول لأوروبا مثل اليونان، إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. وحتى الآن، فإن ما رشح بشأن هذه الخطة من أنباء يفيد أنها قد أحبطت من قبل عدة دول من بينها بريطانيا. أنتوني فايولا- برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©