السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فنانان كنديان يعرضان تصورين للعالم والإنسان

فنانان كنديان يعرضان تصورين للعالم والإنسان
24 يناير 2012
في معرض “دعنا نبقى معك”، المقام حالياً في دبي، تشترك الفنانة الكندية جوهان كورنو والفنان الكندي سيلفين ترمبلي في موضع الجسد البشري في مقاطع مختلفة، فالوجه يمثل الحالة الأساس في عمل كورنو، بينما يشتغل ترمبلي على مقومات الجسد وملامحه عامة، ولكن في صورة تنطوي على قدر كبير من التغريب. والفنانان كما جاء في الكتالوج من الفنانين الكنديين الذين يملكون حضورا مميزا في سوق الفن العالمي، وخصوصا في أميركا التي تشهد انفتاحاً لسوق فن البوب آرت الذي يشتغل عليه هذا الفنان وتلك الفنانة. المعرض الذي يقام في غاليري أوبرا في مركز دبي المالي العالمي، ما بين السادس عشر والثلاثين من يناير الجاري، افتتح ضمن إطار احتفالية “أمسية الفن” الشهرية التي تقيمها عدد من الغاليريهات في دبي. وتظاهرة فنية ثقافية شاملة تمزج الفن التشكيلي بالموسيقى، وغيرهما. وقد اخترنا الوقوف أمام هذا المعرض لتميزه ومستواه الرفيع. يضم المعرض أكثر من ثلاثين لوحة موزعة بين الفنانين تقريباً، وبخصوص مجموعة أعمال كورنو فهي تمثل الوجه البشري في حالات ومشاعر إنسانية مختلفة، فالفنانة ترصد عبر عمل شبه فوتوغرافي ضخم، وبمواد مختلفة ومختلطة، وألوان حادة، ترصد الكثير من التعبيرات المتمثلة في الغضب والحزن والعنف، سواء كانت الوجوه نسائية أم ذكورية، وإضافة إلى التعبيرات المتداخلة أحيانا، ثمة ألوان صاخبة في أعمال كورنو، ألوان عنيفة تلتقي مع عنف مشاعر الشخصية التي ترسمها. فهي تحاول منح المساحة المتاحة أكبر قدر من الأحاسيس بالألوان. ومما يميز أعمال كورنو أيضاً تضخيم ملامح الوجه لتمنح مشاعر غريبة، بما في ذلك العيون التي تمنح مشاعر الفرح واللذة في مساحات متقابلة. الفنان ترمبلي صاحب تجربة تتميز على صعيد استخدام المواد، والتي يغلب فيها الخزف بألوانه، والصدف بأشكاله، ثم تأتي اللوحة لترصد أشكالاً بشرية غريبة من حيث التكوين، فالكائنات في عمل ترمبلي تتخذ أطوالاً غير عادية، لكنها كائنات شديدة النحول، كانت تواجه بنحولها عالماً من الوحشة والتغريب، كما يبدو من هزالها، حتى لتبدو مثل عود يابس، لكنه برأس صغيرة، وملامح لاتشير إلى إنسان. نحن أمام فنان تجريدي يحاول استخدام التجريد في التعبير عن أفكار إنسانية مختلفة. وهنا يفترق عن زميلته الفنانة التي تقدم تعبيرية مباشرة ووحشية، ولكن كليهما يستخدمان كل الوسائل الممكنة للتعبير عن هامشية الإنسان أو قوته. فما بين المادة الصدفية الصلبة لدى ترمبلي واللغة اللونية المكثفة جدا لدى كورنو، نتنقل في غابة من المواد الفنية والألوان التي تستوقف المشاهد للتأمل، فأسلوب رسم الوجه وملامحه ليس هو الأسلوب الكلاسيكي المألوف في رسم البورتريه، وكذلك الأمر في ما يتعلق بأسلوب رسم الجسد والخلفية التي تبرز منها ألوان باردة جداً. التجربة المشتركة غنية بألوانها الحارة بل المشتعلة في أعمال ترمبلي والباردة في أعمال زميلها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©