الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجمهوريون» ضد تدفقات الهجرة

29 أغسطس 2015 22:29
تكدر المشاعر المعادية للهجرة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حيث يتخذ معظم المرشحين مواقف عدوانية ضد الهجرة غير الشرعية، بينما يؤجج المترشح «دونالد ترامب» هذه المشاعر من خلال الحديث عن خطة لوضع قيود شديدة على الدخول الشرعي إلى البلاد، وبصرف النظر عن القيود التي من المرجح أن يفرضها ذلك على جهود الجمهوريين لاستمالة الناخبين اللاتينيين والآسيويين، فإن هذا الوابل من الديماغوجية السياسية يبدو أنه يأتي في توقيت سيئ للغاية. وقد أدى الحديث، في السابق، عن الترحيل الجماعي والقيود على الدخول وبناء جدار كبير على الحدود إلى خلق جمهور متحمس في فترات معينة من التاريخ الأميركي، وبدءاً من تذمر «بنيامين فرانكلين» بشأن القادمين الجدد الذين يهددون بجعلنا «نكتسب الخصائص الألمانية» إلى الخوف من «الطوفان الآسيوي»، يعتبر العداء للهجرة متكررا في الحياة الأميركية، وفي تسعينات القرن الماضي، وفقاً لتتبع معهد «جالوب»، كان ثلثا الأميركيين يؤيدون خفض معدلات الهجرة. ومنذ عام 2009، نما التأييد للهجرة، ويظهر تتبع معهد «جالوب» أنه خلال شهري يونيو ويوليو من هذا العام، أيد 65% من الأميركيين الهجرة إما بالمستويات الحالية أو أكثر. في حين أن 34% فقط هم الذين كانوا يريدون خفض هذه المعدلات. فلماذا إذن كان كثير من الأميركيين يميلون إلى الترحيب بالهجرة؟ لقد تغيرت التركيبة السكانية بشكل كبير، ما أدى إلى تغيير تركيبة الأمة، بيد أن هذا حدث من قبل، أيضاً، حيث سرعان ما أثبت القادمون الجدد من مختلف الوجهات حرصهم على إغلاق الباب وراءهم. وفي رسالة إلكترونية، استشهد «مارك روزنبلوم»، نائب مدير برنامج سياسة الهجرة الأميركية في معهد سياسات الهجرة «بالظروف الاقتصادية وتدفقات الهجرة الأخيرة» باعتبارهما العاملين الأساسيين اللذين يؤثران على الرأي العام بشأن الهجرة، إنها حكمة تقليدية أن الاقتصاد الناشط يخفف من مقاومة القادمين الجدد، ولكن «تدفقات المهاجرين الأخيرة» يمكن أن تكون أكبر زخماً، وعندما تشهد معدلات الهجرة عادة زيادة، فإن المقاومة والسلبية تجاهها تأخذ في الارتفاع. واعتبر «روزنبلوم» أن الاتجاه الصعودي الطويل في «تراجع» الخط الفاصل بين منتصف ستينات القرن الـ 20 وبدايات تسعينات هذا القرن تتوافق مع ثالث موجة كبيرة من الهجرة إلى الولايات المتحدة: زيادة تدفقات المهاجرين من أصل إسباني (أو اللاتينيين) والآسيويين، وكان هذا حاداً على الأخص في وقت مبكر من تسعينات القرن العشرين في مناطق جنوب الشرق والغرب الأوسط والسهول الكبرى، وتأتي على رأس دواعي القلق المعتاد من المهاجرين الجدد الموجة الأخيرة وهي الأولى التي تعد في معظمها غير مصرح بها بصورة رسمية. ومع انخفاض عدد المعابر الحدودية غير الشرعية منذ فترة ما قبل تنصيب أوباما، ربما يشعر الأميركيون، رغم ذلك، بأنهم باتوا أكثر تسامحاً. ووفقاً لنظرية «ديفيد مارتن»، أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة فيرجينيا ونائب المستشار العام الرئيسي السابق لوزارة الأمن الداخلي في إدارة أوباما، فإن «المعارضة تتأجج بسبب تدفق المهاجرين». وأضاف في رسالة إلكترونية: «إن صافي تدفقات الهجرة غير الشرعية كان منخفضاً لعدة سنوات (واقتربت من الصفر في سنوات كثيرة)، ومعظم المواطنين توصلوا إلى تفاهم مع الجيران الأجانب المقيمين منذ فترة طويلة». إن تحليل المعتقدات حول الهجرة ليس دائماً بالأمر السهل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الحقيقة والاعتقاد يمضيان في مسارين مختلفين. ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» و«أو آر سي» في شهر يوليو، فإن 29% من الأميركيين يعتقدون أن عدد المهاجرين القادمين بصورة غير شرعية إلى الولايات المتحدة قد زاد «في السنوات القليلة الأخيرة»، على رغم أن معظم البيانات والخبراء يؤكدون أن العكس صحيح. ومهما كان ما يرونه بشأن تدفق المهاجرين، فإن أغلبية الأميركيين لا يعبرون عن عداء شديد تجاههم، وفي عام 2006، أجرى معهد «جالوب» استطلاعاً حول ما إذا كان الأميركيون يريدون ترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين، أو السماح لهم بالبقاء مؤقتاً في الولايات المتحدة للعمل، أو منحهم الطريق للحصول على الجنسية؟ ولم يحصل خيار الترحيل على أكثر من 24%، أما خيار منح الطريق للحصول على الجنسية فقد حصل على 65% هذا الصيف. وهكذا، فإن صيف 2015 يبدو كلحظة محرجة للجمهوريين وهم يسعون لتغذية القلق من المهاجرين الذي هو ديباجة سياسية شائعة عادة في «حزب الشاي». ولكن يمكن لهذه المشاعر أن تتغير، بطبيعة الحال، في الفترة المقبلة من الحملة. فرانسيس ويلكنسون* * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©