الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تهيئة الأبناء لاستقبال العام الجديد تتطلب تكاتف الأسرة مع إدارة المدرسة

تهيئة الأبناء لاستقبال العام الجديد تتطلب تكاتف الأسرة مع إدارة المدرسة
5 سبتمبر 2011 12:44
تفاعل عدد كبير من قراء ملحق دنيا مع تحقيق العودة إلى المدارس الذي نشر أمس في الصفحة الثانية، وطالبوا بخطة دراسية يتبعها أبناؤهم خلال العام الدراسي الذي يبدأ الأسبوع المقبل، في إشارة منهم إلى أن البعض يواجه الكثير من المصاعب خلال الأيام الأولى من الدراسة حتى يستطيع التكيف مع الأضاع الجديدة، من الاستيقاظ مبكراً والاستذكار بعد طول فترة خمول في الإجازة الصيفية.واستجابة لذلك تم طرح استفساراتهم للنقاش، حيث أكد مختصون أهمية تهيئة الأبناء على اختلاف أعمارهم لاستقبال العام الدراسي بدءاً من تغيير العادات السلوكية اليومية التي كانت متبعة خلال الإجازة مروراً بالاستعداد النفسي والتحضير الذهني، وتقييم أداء السنة الماضية، مشددين على أهمية تكاتف جهود الأسرة مع الإدارة المدرسية.كما أكدوا أهمية تهيئة أطفال الروضة وطلاب الصف الأول من كل مرحلة على تكوين اتجاه نفسي إيجابي نحو المرحلة الدراسية الجديدة التي يدرس بها.ونبه الاختصاصيون أولياء الأمور إلى أن الاستعداد للعام الدراسي لا يكون فقط في الانشغال بشراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم، مؤكدين أهمية تهيئة الجو المناسب وتذكير الأبناء تدريجياً ببدء العام الدراسي، وأنه ليس كابوساً سيعكر عليهم صفو راحتهم، وألا تكثر الأمهات من الكلام عن صعوبة الموقف مما يجعل جميع أفراد الأسرة في أزمة نفسية، بسبب القلق والتوتر الذي تعيشه. انتهت العطلة الصيفية، ويبدأ عام دراسي جديد يحمل معه كثيرا من الآمال والطموحات والأحلام لأجيال عديدة جديدة من مختلف المراحل والأعمار، وما بين أيام الإجازة الصيفية والعام الدراسي الجديد كثير من الاختلافات والمفارقات والأهداف التي يسعى كل منا لتحقيقها سواء على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي، أو على المستوى العلمي والتعليمي. لعل هذا الوقت من السنة يعد الأصعب على الآباء والأمهات الذين أنهكهم الانشغال بالاستعدادات اللازمة لاستقبال عام دراسي جديد، من شراء تجهيزات مدرسية وأزياء رسمية لأبنائهم وبناتهم قبيل بداية السنة الدراسية الجديدة. ويمثل الاستعداد لبداية الدراسة الشغل الشاغل لمعظم فئات المجتمع من أبناء وبنات أو آباء وأمهات أو معلمين ومعلمات أو مسؤولين في المؤسسات التربوية، كما أن هناك أبعاداً أخرى أكثر أهمية، تتعلق بالعملية التعليمية نفسها، فبالإضافة إلى الطالب نفسه، وأسرته، هناك المدرسة والهيئة التعليمية، والمناهج الدراسية. فماذا أعدت هذه الأطراف من أهداف وخطط وإجراءات واجبة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة؟ التهيئة النفسية يؤكد عدنان عباس، مدير مدارس النهضة الوطنية للبنين في أبوظبي، أهمية تهيئة الأبناء ـ باختلاف أعمارهم ـ نفسياً لاستقبال عام دراسي جديد، بدءاً من تغيير العادات السلوكية اليومية التي كانت متبعة أثناء الإجازة الصيفية، ومروراً بالاستعداد النفسي والتحضير الذهني، ومراجعة الأهداف، وتقييم أداء السنة الماضية بسلبياتها وإيجابياتها، من قبل الطالب نفسه وأسرته، والوقوف على ما كان يكتنفها من مشاكل أو معوقات أو منغصات أو سلبيات، والعمل على تجنبها وإزالتها، وهنا تبرز أهمية التوقف عند الجوانب السلبية ومراجعتها والعمل على تجنبها، وتعزيز ودعم الجوانب الإيجابية، ومن ثم تباشر الأسرة في إشاعة مناخ جديد عنوانه الالتزام والانضباط، فقبل كل ذلك لا ننسى أو نهمل تعديل عادات السهر والنوم التي تعود عليها الأبناء في الإجازة، وتعويدهم على العودة إلى النوم والاستيقاظ مبكرا، وعلى الوالدين أن يكونوا نموذجا يحتذي به في هذا الجانب، فلا يعقل أن يطلب من الأبناء النوم مبكراً، بينما يبقى البيت يعج بالنشاط والحركة والسهر، ومن الأهمية مساعدتهم على التخلي عن البقاء لساعات طويلة أمام التلفاز، وممارسة ألعاب الفيديو أو الكمبيوتر أو قضاء الوقت مع الأصدقاء لساعات طويلة خارج المنزل، أو ترك الحبل على الغارب والانخراط في هوايات معينة لمعظم ساعات اليوم، والتحدث مع الأبناء عن أهمية هذه التهيئة، وأن الوقت لم يعد مناسباً لذلك، وتبصيرهم بأضرار السهر، وكل ما يشتت الانتباه، أو الانشغال عن الدراسة وعدم التركيز لأي سبب، فضلاً عن أهمية إشراك الأبناء أنفسهم في اختيارات ما يحتاجونه من ملابس وأدوات وتجهيزات مكتبية ودراسية. الخطط والمناهج يضيف عباس: «الجانب الآخر من الاستعداد للعام الدراسي الجديد باعتباره الشغل الشاغل لمعظم فئات المجتمع من أبناء وبنات أو آباء وأمهات أو معلمين ومعلمات أو مسؤولين في المؤسسات التربوية، فيتم على صعيد المدارس، حيث يتم وضع وتوزيع الخطط والمناهج الفصلية والشهرية، وجداول الحصص، وتزويد المدارس بالكتب المدرسية المقررة والانتهاء من توزيعها، وتجهيز الصفوف والمرافق والمعامل والمقاصف، بالأجهزة والمعدات والأدوات اللازمة وذلك بالتعاون مع الإدارات التعليمية. كما يتواجد المعلمون في مدارسهم للتحضير لبدء العام الدراسي والتخطيط له قبل بداية الدراسة بفترة كافية، وتحضير الجداول وخطط الأنشطة اللاصفية، والاستعداد لتنفيذ برامج التهيئة والبرامج الإرشادية للطلاب، وآلية العمل والتنسيق والتواصل مع أولياء أمور الطلاب، والانتهاء من خطط وسيلة النقل والمواصلات، وضرورة الانتهاء من أية عمليات ترميم أو صيانة في المباني التعليمية ومرافقها وأثاثها، ومراجعة إعداد المقاعد والسبورات والطاولات واللوازم والوسائل التعليمية، وأعمال النظافة وصيانة الأجهزة التعليمية وأجهزة التكييف والأعمال الميكانيكية والزراعية أو غيرها». الإرشاد التربوي من ناحية أخرى، تشير الأخصائية الاجتماعية موزة المنصوري، إلى جانب مهم من جوانب الاستعداد للعام الدراسي الجديد، يتمثل في برامج الإرشاد التربوي المكملة لبرامج التهيئة، وتقول: «تنقسم برامج الاستعداد لبداية العام الدراسي بصفة عامة إلى نوعين، برامج التهيئة، وبرامج الإرشاد التربوي في المدارس، فالمقصود من التهيئة هو إعداد المتعلمين «الطلاب» للحياة الدراسية بحيث يألفونها ويتكيفون ويتوافقون معها، والتهيئة تشمل جميع المستويات وجميع الفرق والمراحل، فهناك تهيئة للأطفال المستجدين في الصف الأول الابتدائي، والصف الأول بالمرحلة المتوسطة، والصف الأول بالمرحلة الثانوية والسنة الأولى من التعليم الجامعي، وهناك التهيئة للطلاب في باقي صفوف المراحل الدراسية. وتهدف برامج مساعدة الأطفال الجدد على تكوين اتجاه نفسي إيجابي لديهم نحو المدرسة، وتيسير انتقالهم من محيط البيئة التي ألفوها إلى محيط المدرسة تدريجياً بما يخفف شعور الخوف والرهبة في نفس الطفل، ويحل محلة شعور الألفة والطمأنينة، كما تهدف هذه البرامج إلى توفير الفرصة للمعلم للتعرف على شخصية كل طفل وأنماط سلوكه المختلفة. كما تهدف إلى تعريف الأطفال بمناخ ومرافق المدرسة ونظامها». دور المعلم تكمل المنصوري: «يفضل ألا يبدأ المعلم بشرح دروس المنهج في أول لقائه بالطلاب، بل يفضل أن يخصص الدرس الأول ليحفز المعلم التلاميذ ويرفع من درجة استعدادهم لتقبل وتعلم مادته الدراسية، والإشارة إلى جوانب وأهمية وفائدة المقرر الدراسي، ويمكن أن يبدأ المعلم لقاءه مع الطلاب بحوار عام مفتوح يناقش فيه بعض القضايا والأحداث الجارية المحيطة، والتي تتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بمادته الدراسية، ويستكشف تفضيلات التعلم لديهم، وكذلك تفضيلات التقويم لكي يوظف ذلك عند القيام بعمليات التدريس والتقويم، ومن ثم فإنه يعزز ويدعم اتجاهاتهم الإيجابية نحو الدراسة والإقبال بشغف على المقرر المدرسي. كما يمكن للمعلم أن يستثمر هذا اللقاء في الإعلان عن بعض الموضوعات الشيقة التي سوف تتم دراستها هذا العام مع ربطها بما يناسبها من تطبيقات حياتية مشوقًا التلاميذ إلى القراءة عنها والاستعداد لمعرفة التفاصيل. ويستطيع المعلم أيضاً أن يضع بنود عقد للتعامل بينه وبين تلاميذه طوال العام الدراسي، وتحديد أساليب التعامل المفضلة لديه، وأسلوبه في تناول الدروس، والأوقات التي تناسبه في تلقي التساؤلات والرد عليها، وكيفية لقائه خارج وقت الحصة، كما يمكنه الإعلان عن الأنشطة التي تتضمنها المادة الدراسية لهذا العام وتسجيل أسماء التلاميذ الراغبين في الاشتراك في هذه الأنشطة». أما نغم الهاشمي «مدرسة اللغات»، فترى أن الإرشاد التربوي في المدرسة، ولا سيما مع بداية العام الدراسي الجديد، يعد واحداً من أهم وسائل مساعدة الطلاب للاندماج في البيئة التعليمية وتحقيق أعلى معدلات التحصيل العلمي، وتهدف برامج الإرشاد التربوي بصفة أساسية إلى متابعة مستويات تحصيل الطلاب وتقديم خدمات تحقق الأهداف التعليمية، كما تساهم في التأكد من المسيرة العلمية الصحيحة للطلاب من حيث تطبيق الخطة الدراسية واختيار المقررات وتقديم المشورة فيما يتعلق بأدائهم ومستواهم العلمي في مختلف المقررات. فللإرشاد التربوي دور كبير في متابعة مشاكل الطلاب، وتقديم المشورة والتعاون مع الأسرة وأولياء الأمور خاصة في مساعدة طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية نظراً لحساسية المرحلة العمرية للطلاب والطالبات خلال عملية الانتقال التدريجي من مرحلة دراسية إلى أخرى، أو حتى من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية التي يعتمد فيها الطالب بشكل أكبر على نفسه في اتخاذ قراراته وتحديد تخصصه وتطوير مستواه العلمي والسلوكي، لذلك فإن المدارس مطالبة بتنظيم أسبوع لإرشاد الطلاب مع بداية العام الدراسي بهدف تهيئة الطالب نفسياً من خلال تعريفه بنظام الدراسة والمنهج الدراسي والتخصصات العلمية والخدمات المتاحة التي تقدم للطلاب، والاطلاع على المرافق المدرسية، وكيفية الاستفادة منها، وسبل التعاون والتواصل بين المدرسة والأسرة، والوقوف عند أي مشكلة قد تواجه الأبناء على صعيد الأسرة أو المدرسة». تهيئة الطلاب القدامى أيضاً إذا كان الغرض من تهيئة التلاميذ الصغار هو عقد الصلة بين البيت والمدرسة، وإشعار التلميذ بالاستقرار النفسي بقصد جعله مستعداً للتعلم بشكل طبيعي متدرج، الأمر الذي يجعل ما يتعلمه أكثر ثباتاً ويجعله مقبلاً على العملية التعليمية، فإن الهدف العام لتهيئة التلاميذ القدامى هو جعلهم راغبين في الاقتناع بأهمية الاستمرار في التعليم، وإشعارهم بأنهم حققوا إنجازاً مهماً لكونهم انتقلوا إلى سنة دراسية أعلى، وأنهم أخذوا مكان من كانوا أكبر منهم في العام الماضي، وأنهم سيقومون بتحمل المسؤولية في تنظيم وممارسة الأنشطة المدرسية كالإذاعة والصحافة وجماعات الكشافة وغيرها، كما تهدف برامج تهيئة التلاميذ إلى إتاحة الفرصة للمعلمين للقيام بعمل دراسة حول شخصية التلاميذ من حيث أعمالهم وخصائصهم ومستواهم الدراسي.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©