بيروت - الاتحاد : مبادرات الخير الاماراتية في لبنان، لم تعد تقتصر على المشروع الاماراتي لدعم واعمار لبنان، تنفيذاً للمبادرة التي اطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة '' حفظه الله '' لبلسمة جراح الشعب اللبناني النازفة بفعل العدوان الاسرائيلي الاخير، بل تعدتها الى مبادرات خيرية غير رسمية، تتفاعل مع المبادرة الأم، أجادت بها كوكبة من طالبات كلية دبي الطبية للبنات وكلية دبي للصيدلة لإعادة البسمة للاطفال اللبنانيين اليتامى ·
فالطالبات الاماراتيات خلال متابعة يوميات العدوان الاسرائيلي على لبنان، قمن بمبادرة خاصة في كلية الطب رغم ضآلة عددهن، واستطعن في فترة وجيزة توفير ما تيسر من تبرعات اقتصرت على طالبات الكلية بهدف مساعدة الاطفال المرضى والايتام من ابناء الشعب اللبناني ·
حضرت الطالبات الى بيروت بما توافر لديهن من مساعدات، وهي باكورة جهودهن لاعادة الابتسامة الى اطفال غدر بهم العدوان، وحولتهم الحروب الى مشردين في وطنهم ·
وتحت رعاية سعادة سفير دولة الامارات العربية المتحدة في لبنان محمد سلطان السويدي، وادارة المشروع الاماراتي لدعم واعمار لبنان، والمسؤولين في السفارة انطلقت الطالبات من مقر السفارة في صبيحة يوم حمل في طياته حبهن وشعورهن بأهمية مبادرتهن الى الهدف المحدد، وكانت لهن أربع محطات لإنجاز المهمة ·
وبعد انتهاء الجولة عادت الطالبات الى دار السفارة وكان لهن لقاء مع سعادة السفير السويدي، حيث شرح لهن ما تقدمه دولة الامارات من مساعدات للبنان في مختلف المجالات·
وعلى هامش هذا اللقاء كان لـ ''الاتحاد'' دردشة مع مديرة الحملة الدكتورة مايا محمد عباس التي شرحت بإسهاب كيف تولدت الفكرة، ولماذا خصت طالبات كلية الطب هذه الفئة من الاطفال المرضى والايتام بهذه التبرعات·
وقالت: تولدت الفكرة من شعور اخوي واحساس قومي بضرورة تقديم يد العون للمحتاجين من الاخوة اللبنانيين، لاسيما الاطفال المعوزين منهم، وقد قوبلت هذه المبادرة بالترحيب والاكبار من جميع طالبات الكلية، وبدأ العمل لتشمل كل العائلات المنكوبة والتي هي بحاجة الى مساعدة، لأن الخير في قناعتنا يجب ان يعمم على كل من هو بحاجة، ونحن لا نفرق بين منطقة واخرى في هذا البلد الشقيق·
وكشفت الدكتورة مايا عن مبادرة كريمة للمهندس يحيا سعيد لوتاه تحملها لعرضها على مسؤولي دور الايتام والعجزة في لبنان تقضي برعاية عدد من الاطفال قد يحدد لاحقاً وهو يتجاوز الثلاثين، يتم نقلهم الى الامارات، وتوفر لهم الرعاية الكاملة من مأوى ومأكل وتعليم·
اما المشرفة على الحملة الدكتورة دعاء سلطان، فاوضحت لـ''الاتحاد'' بأن وفد الطالبات سعيد بعمله، والمبادرة هي مجرد مساهمة متواضعة للاطفال المرضى في دار العجزة الاسلامية حيث يوزعن الهدايا على 25 طفلاً فضلاً عن التبرعات·
واضافت ان المكرمات للاطفال لا تقتصر على دار العجزة بل تشمل دار الايتام الاسلامية في محلة الطريق الجديدة، حيث خصصت الطالبات لهؤلاء الاطفال الايتام 150 هدية اضافة الى التبرعات، وكذلك لمؤسسة الدكتور محمد خالد الاجتماعية خصصن لها 150 هدية فضلاً عن التبرعات المادية والعينية للاطفال اليتامي في محلة الاوزاعي مدخل بيروت الجنوبي·
وتحدثت الطالبة ابرار علي لـ ''الاتحاد'' عن اهمية هذه المبادرة التي ولدت عفوياً خصوصاً وان طالبات كلية الطب كن يشاهدن بأم العين عبر شاشات التلفزة ما تعرض له اطفال لبنان من جرائم ·
وعبرت الطالبة مروة البلوشي عن سعادتها بهذه المبادرة الكريمة، وقالت لـ''الاتحاد'' ان طالبات كلية الطب يقمن بالحد الادنى من واجبهن الانساني تجاه اطفال ايتام ومرضى هم ضحايا العدوان وبحاجة الى مساعدة ولو كانت رمزية·
عدد اليوم
