الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدروس الخصوصية فيروس ضد المضادات

18 نوفمبر 2006 01:36
رأس الخيمة - مريم الشميلي: ظاهرة الدروس الخصوصية مشكلة قديمة تتجدد سنويا، ورغم أن الوزارة تؤكد قضائها على هذه الظاهرة واصدار القوانين والعقوبات على ممارسيها الا أن هناك فئة تستطيع التعايش مع هذه القوانين والعقوبات وتمارس الدروس الخصوصية بشكل علني وسري وأصبحت تجارة يستغلها المعلمون لزيادة دخولهم التي يقولون إنها متدنية جدا ولا تكفي لمواجهة متطلبات الحياة، وتتفاوت أسعار الدروس الخصوصية حسب المراحل الدراسية ويتم إبرام اتفاقيات الدروس الخصوصية مع أولياء الأمور الذين يخصصون ميزانيات خاصة للدروس الخصوصية لأبنائهم· حول هذه الظاهرة أسبابها وآثارها والمشاكل الحقيقية التي تسببها وكان لـ''الاتحاد'' هذا التحقيق: الخطر قال عبدالله حميد ولي أمر طالب :الدروس الخصوصية اصبحت ظاهرة على مدى العام الدراسي ولكن تزداد حدتها في نهاية العام الدراسي خصوصا لطلاب الثانوية العامة وتعلن بالمنازل حالة التأهب ويعاد ترتيب الأولويات وفق احتياجات قائمة المدرسين والمدرسات للدروس الخصوصية للأبناء وتخصيص ميزانية مستقلة للمصروف، لقد اصبحت قضية الدروس الخصوصية تؤرق كل المنازل بعد أن امتهنها المدرسون على اعتبارها تجارة لن تبور، على الرغم من المصاريف الجبارة التي تنفقها الدولة على ميزانيات التعليم ولكن الخلل يتزايد وقال إن الدروس الخصوصية تحدث خللا في معظم الأحيان في العملية التربوية وضعف التحصيل والتركيز والمتابعة من قبل الطالب وعدم قدرة الطالب على الاستيعاب تتحمل مسؤوليتها الدروس الخصوصية، لافتا الى دور التربية في اختيار العنصر الجيد من المدرسين لأنه العنصر الاساسي في العملية التعليمية والتربوية· وقال عبدالله حميد إن الطالب يتحمل ايضا المسؤولية، والطالب المجتهد هو محور العملية التعليمية والتربوية· ظاهرة غير صحية وقال خالد سفيان موجه مواد اجتماعية بمنطقة رأس الخيمة التعليمية: إن العملية التعليمية في نظريات التعلم تشتمل على جانبين·· التعلم الجمعي أي مع تشكل جماعات والتعلم الفردي أي الفرد لوحده وهنا يجب مراعاة الظروف الفردية بين الطلاب في قضية الدروس الخصوصية، ويعتمد الأمر على المدارس التي تتوافر فيها اساليب التعلم الفردي لحماية الطالب من الدروس الخصوصية· وأكد على ان الدروس الخصوصية ظاهرة غير صحية، لأن الطالب طوال العام الدراسي يكون مستهترا بالمواد ويهملها ومع اقتراب امتحانات نهاية العام يلجأ بتشجيع من أولياء الأمور الى الحل السريع وهو الدروس الخصوصية متناسين مردودها السلبي على الطالب وعلى المعلم ايضا لأن المعلم الذي يقوم بالدروس الخصوصية طوال اليوم يأتي في صباح اليوم الثاني الى المدرسة وهو مرهق ولايستطيع ان يعطي للمادة حقها، بالاضافة الى نقطة مهمة وهي ذهاب المعلم الى منزل الطالب ينقص من قدر المعلم في نظر الطالب وتنهار هذه القدوة امامه· سلعة عبر عبدالعزيز الهاجري موجه مجال العلوم والرياضيات للمرحلة الاساسية في أم القيوين عن استيائه الشديد من الدروس الخصوصية وقال: من المؤسف أن يصبح العلم يباع ويشترى، لافتا الى ان هناك بعض الاشخاص لا يدركون معنى العلم، موضحا ان ظاهرة الدروس الخصوصية ظاهرة قديمة تتجدد كل عام هدفها في المقام الأول المادة ''المال'' فهؤلاء المدرسون يخدعون الطلاب ضعاف ومتوسطي المستوى بل والاذكياء في محاولات رخيصة لابتزازهم تحت لافتة العلم، ولا يدرك الآباء والأمهات ان هذه الفئة من المعلمين ما هم إلا تجار في السوق السوداء همهم كسب المال، واضاف الهاجري: للأسف هذه التجارة بدأت تروج وتتطور وتنتشر في مجتمعنا· المناهج ويرجع الهاجري الى اسباب انتشار تلك الظاهرة الى المناهج التعليمية لما تحتويه من حشو وكم هائل من المعلومات التي تفوق قدرات الطالب، الى جانب عدم قدرة الوالدين على متابعة الابناء في المنزل بأنفسهم أو عدم توفر الوقت الكافي لديهما، وصف الكفاءة لدى بعض المعلمين مما يسبب ضعفا في مستوى الطالب مما يضطر بالوالدين الى اللجوء للدروس الخصوصية، وناشد الهاجري كل أم وأب بأن لا تخدعهم شعارات الدروس الخصوصية وان يعيدوا النظر في هذه المشكلة ويبحثوا لها عن حلول جذرية بالتعاون مع المدرسة· مشكلة محدودة احمد ربيع·· مدرسة شمل للتعليم الاساسي برأس الخيمة يقول: إن المدرسة توفر للطالب اساليب عديدة وتسعى جاهدة لتحسين مستوى الطلاب الدراسي، سواء من خلال دروس التقوية أو التعلم الذاتي باشراف المعلمين طوال العام الدراسي وعمل حصص مراجعة لكل المواد الدراسية الى جانب توفير الجو المناسب للطالب لتلقي المعلومة بشكل واف وصحيح، وقال احمد ربيع: يجب ألا ننسى دور المعلم في المدرسة باعتباره المرجع الذي يلجأ اليه الطالب للاستفسار عن المعلومة أو ايضاح بعض النقاط الصعبة، فلماذا يلجأ الطالب للدروس الخصوصية؟ واجابه أحمد ربيع: هناك مجموعة من الطلاب الذين يتعاملون مع الدروس الخصوصية ويروجون تلك الفكرة فيما بينهم لتشجيع الباقين عليها بل انهم يؤكدون على اهمية العمل للحصول على تلك الدروس لتحسين المستوى الدراسي وتحصيل افضل الدرجات في المواد لتحقيق النجاح· آفة عبدالله حماد نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية للشؤون التربوية بالوزارة استنكر بشدة الدروس الخصوصية وقال: لقد اصدرت الوزارة قرارات وعقوبات للحد من المشكلة كما هو منصوص عليه بلائحة قوانين الخدمة المدنية، بل ان المنطقة تكثف خلال هذه الفترة الرقابة المتشددة لرصد كل من يتجاوز للقوانين التعليمية· ولكن لظهور هذه المشكلة اسبابا عديدة اولها هرولة اولياء الأمور للدروس الخصوصية لحرصهم الشديد على تحسين مستوى ابنائهم الى جانب قلة الوعي لدى اولياء الأمور بالأخطار الجسيمة التي قد تترتب على المشكلة، فبعض المعلمين يتقمصون تخصصات مغايرة لتخصصاتهم لتحقيق مكاسبهم المادية متناسين دورهم الاساسي كتربويين وانهم قدوة لهؤلاء الطلبة· المنطقة وتقع مسؤولية الدروس الخصوصية على المنطقة والمدرسة والمنزل باعتبارهم الحلقة المشتركة لهدف التعليم، ويأتي ذلك بتوعية وتثقيف الأهل والاسرة على الاثار السلبية لهذه الظاهرة وتكثيف الرقابة على الدروس الخصوصية وتغليظ العقوبات على ممارسيها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©