الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعدادات أسرية لإعادة «برمجة» الأبناء للعودة إلى المدارس

استعدادات أسرية لإعادة «برمجة» الأبناء للعودة إلى المدارس
24 أغسطس 2012
نسرين درزي (أبوظبي) - بدأت بعض الأسر الاستعداد مبكراً للعودة إلى المدارس، وسط محاولات لتنظيم الوقت والاستيقاظ مبكراً، حتى يستعيد الطلبة نشاطهم، بعد أن شارفت الإجازة الصيفية على الانتهاء، وستبدأ قريباً السنة الدراسية الجديدة. إلى ذلك، أشارت الأخصائية التربوية منى الخليل إلى أهمية تعويد الابن على الالتزام بالوقت في مختلف المراحل العمرية والدراسية. وذلك بجعله يفرق بين اللهو والدراسة، وعدم المزج بينهما لما فيه مصلحته، موضحة أن حال الفوضى التي يعيشها الطلبة خلال أي إجازة تجعلهم يفرغون أذهانهم من المعلومات الأكاديمية، ليملؤوها في المقابل بمفردات اللعب والمشاهدات التلفزيونية التي تشغلهم عن كل شيء. وتذكر أنه عند فرض مواعيد معينة في البيت، سواء للمذاكرة أو اللعب والمشاهدة، يشعر الابن براحة أكبر، بحيث يكون على بينة من أمره عن جدول يومه، وماذا لديه من نشاطات يقوم بها على مدى ساعات اليوم داخل البيت وخارجه. وتشرح الأخصائية أن عدم وضع ضوابط للابن يؤدي إلى تشتت في تركيبته الشخصية، لأنه بذلك يحسب أنه قادر على فعل ما يحلو له ساعة يشاء، وأن بإمكانه أن يقوم بأكثر من عمل في آن واحد، وهو في المقابل لا يبذل أي جهد للتركيز على أمر واحد. وتؤكد منى الخليل أنه خلال العطل المدرسية لابد من تنبه الأهالي إلى ضرورة حث أبنائهم على المذاكرة في البيت لعدم نسيان المسائل الأكاديمية الأساسية. كما تذكر أن الابن كما يتمتع بذاكرة جيدة، إذ بإمكانه أن يحفظ بسرعة، فهو معرض للنسيان بالسرعة نفسها. وتلفت إلى أن معظم الطلبة يعانون تشتتاً في أفكارهم، مع العودة إلى المدرسة بعد الإجازة، لأنهم يكونون قد ابتعدوا كلياً عن الكتب المدرسية وما فيها من مواد وقواعد وأبحاث. وتورد أخصائية النطق والقراءة كالين فتال أنه مع الاختلاف الكبير بين طالب وآخر بحسب التقييم العلمي الدقيق، فإنه من المفيد التنبه إلى مناهج التدريب والمساعدة خلال الإجازة الصيفية، مشيرة إلى أن الأطفال عموماً يحتاجون دائماً لأن يبقوا ضمن أجواء اكتساب المعلومات الموجهة كي يتمكنوا من تنشيط ذاكرتهم، والقدرة على التحليل والتمييز. وتوضح كالين فتال أنه مع احترام ضرورة الترفيه عن الطلبة خلال الصيف، غير أن هنالك الكثير من النشاطات الرياضية والترفيهية المنوعة التي تحقق الاسترخاء والتعلم عن طريق المرح والترفيه، وبهذه الطريقة يصبح الابن أكثر قدرة على استيعاب الأمور وتحليلها، وذلك بالنسبة للواجبات المدرسية والحياة اليومية على حد سواء. ويذكر الموجه الأسري ياسر عبد المولى أنه من الخطأ ترك الطلبة يقررون كيف يمضون أوقاتهم خلال الصيف، ويرفض التعميم بجواز تعلق الأطفال بأي شكل من أشكال اللعب أو العكس، ويقول إنه من غير المقبول أن نصدر أحكاماً قاطعة تنتقد تعاطي الصغار مع الشاشات الإلكترونية، كما أنه من غير المنطقي أن نجيز لهم ذلك في أي وقت من اليوم، وعلى عدد مفتوح من الساعات، وألا نراقب تفاعلهم الحسي معها وما ينتج عنه من ردود أفعال وسلوكيات. ويورد أن الدراسات تثبت فاعلية أن ينفتح الابن منذ الصغر على عالم الكرتون ومواكبة تطورات العصر. وأنه بذلك يكون أكثر قدرة من سواه على فهم الأمور الأكاديمية والتعامل معها، وهو في المقابل يلفت إلى أنه من الضرر أن يمضي الطلبة كل إجازتهم الجلوس بالبيت، واللعب على الأجهزة الناطقة، أو مشاهدة الأفلام والدخول إلى الإنترنت. ويشدد على أهمية التوفيق بين الرياضات والمطالعة من جهة، وبين اللهو من جهة أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©