الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع تكنولوجيا المعلومات يبحث عن خريطة طريق

قطاع تكنولوجيا المعلومات يبحث عن خريطة طريق
18 نوفمبر 2006 22:34
دبي - الاتحاد: تأتي المنطقة العربية في ذيل القائمة العالمية في مجال تصنيع التكنولوجيا وتصديرها، رغم امتلاكها لكل المقومات اللازمة من أموال وعقول وكفاءات تطاردها الشركات والدول الأجنبية لاستقطابها، وتطارد محليا لتهجيرها· ورغم ما تنفقه الدول العربية من مليارات على استيراد التكنولوجيا، فانها تفتقر الى وجود رغبة واضحة لتوطين هذه الصناعة والاستثمار فيها ليكون لديها يوما شركة عالمية تنافس الشركات العريقة في هذا المجال عالميا، او ان تسعى لاستقطاب اللاعبين الرئيسيين في الحقل التكنولوجي ودعوتهم لتأسيس صناعة تكنولوجية فعلية في المنطقة دون استضافتهم فقط لاتخاذ دولنا مقارا اقليمية لتسويق وتوزيع منتجاتهم· وفيما ترى هذه الشركات العالمية ان لها دورا مهما في نشر الثقافة التكنولوجية في الدول العربية من خلال تواجد مراكز التطوير التي تنشئها وخدمة العملاء وتشغيل العقول العربية، يؤكد مسؤولو شركات تكنولوجيا عربية انه لن يكون هناك انتاج تكنولوجي عربي خالص، ما لم تقف الحكومات وراء الشركات المحلية الخاصة بدعمها والاقتناع بها وبامكانياتها بدلا من الاتكال كليا على الشركات العالمية التي يصعب منافساتها· وكما يؤكد مازن الجرف رئيس منتدى صناعة البرمجيات في سوريا والذي يشارك في معرض جيتكس، فان الدول العربية لن تسطيع يوما ان تنافس في مجال تصنيع التكنولوجيا، مادمنا غير مقتنعين بما لدينا من كفاءات يتسابق العالم عليها وتحتل مناصب مرموقة في اكبر الشركات· وقال ''لدينا مبرمجون على اعلى مستوى لكن لا يجدون الدعم اللازم حكوميا لابتكار البرامج التي تحتاجها الحكومات المؤسسات، هذه البرامج التي تستسهل الحكومات استيرادها بدلا من ان تستثمر فيها محليا''· ويلفت الى ان مستوى صناعة البرمجيات العربية مقبول وجيد ومع ذلك نحن بحاجة لان نحرز تقدما اكبر والا نظل تابعين لما يأتينا من تكنولوجيا مستوردة''· ويعترف الجرف باتكالية الشركات العربية التي تنتظر الخطوات الغربية لتقليدها، بالإضافة الى افتقارها لصناعة التوجهات التقنية، ورغم ذلك لم يخف تفاؤله بإمكانية تجاوز ذلك من خلال مساندة الحكومات لبرامج البحث والتطوير التي تحتاج في العادة الى رؤوس اموال ضخمة، محملا الحكومات الجزء الاكبر لغياب استراتيجية تصنيعية للتكنولوجيا في الدول العربية وعدم بزوغ شركة عربية بحجم اوراكل او أي بي ام وغيرها من الشركات· ويتوافق هذا الرأي مع ما ذهب اليه صبري الطباع المدير التنفيذي لجمعية تكنولوجيا المعلومات في الاردن، والذي دعا بدوره شركات التكنولوجيا العربية الخاصة الى السعي نحو الاندماجات والاستحواذات فيما بينها لتشكيل كيانات قوية تستطيع المنافسة في غياب الدعم الحكومي· وقال ''هناك حكومات عربية غير مقتنعة بالقطاع الخاص المحلي وبالكفاءات العاملة به وقدراتها الانتاجية، لهذا فإن ما نحتاجه وما بدأنا فيه فعليا هو الاندماج والاستحواذ، مشيرا الى ان اول اندماج سوف تشهده الاردن قريبا في مجال التكنولوجيا سوف يفرز عنه تشكيل شركة تعتمد على 700 كفاءة عربية''· ولفت الى ان الاردن يعمل على تعزيز برامج البحث والتطوير في المجال التكنولوجي من خلال تحصيل 1% من عائدات الشركات الخاصة لهذا الغرض، داعيا إلى ضرورة وضع خارطة طريق لصناعة التكنولوجيا العربية التي يتوقع ان تمثل الطفرة الثالثة في الاقتصاد العربي بعد الاسهم والعقارات· الشركات العالمية والتصنيع وبعيدا عن معوقات ميلاد شركات عربية خالصة لتصنيع التكنولوجيا الدقيقة، يدور الحديث عن الدور السلبي للشركات العالمية التي تتخذ من المنطقة سوقا لتصريف منتجاتها دون المساهمة في بناء قاعدة صناعية تكنولوجية حقيقية، وهو الحديث الذي رفضته شركات كبيرة كليا مثل اوراكل و مايكروسوفت وسامسونج، حيث اكد مسؤولون فيها ان شركاتهم تنفق استثمارات كبيرة على عمليات التطوير والاستثمار في العقول البشرية وهو العامل الرئيسي في نمو الصناعة· ويقول بهاء عيسي المدير الاقليمي للتسويق والعلاقات في مايكروسوفت الخليج، ان الشركات العالمية كانت تتواجد في المنطقة في السابق للتسويق فقط ولكن مع نمو السوق وتوسعه ونمو الطلب على التكنولوجيا في المنطقة، بدأت الشركات تدرك اهمية توسيع تواجدها من خلال فتح اقسام للتطوير، ومنها مايكروسوفت التي تمتلك قسما عالميا للتطوير والدعم الفني في المنطقة· وحول عدم اتخاذ الشركات العالمية الكبرى دول المنطقة مقارا تصنيعية، قال ان المنطقة يجب ان تصل الى منافسة اسواق مثل الصين والهند من ناحية رخص العمالة واعداد العقول لتجبر هذه الشركات على التواجد بها، لافتا الى ان المنطقة على الطريق نحو ذلك·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©