ملبورن-(ا ف ب): بدأ وزراء مالية اكبر عشرين اقتصادا في العالم أمس اجتماعا لدراسة المخاطر التي تمثلها القفزة في استهلاك الطاقة على النمو في حين اندلعت حوادث أثناء تظاهرات مناهضة للعولمة· وبحسب وثيقة تمهيدية طرحت على المناقشات، فان الحاجات في مجال الطاقة ستزيد بنسبة الربع في 2015 والنصف بحلول 2030 ويعود أكثر من نصف هذا النمو إلى النفط والغاز·
وستجري مناقشة هذا الموضوع بعمق لان مجموعة العشرين تضم أكثر الدول استهلاكا للنفط مثل الولايات المتحدة وبعض أكثر المنتجين أيضا مثل المملكة العربية السعودية وروسيا·
وستدعو مجموعة العشرين خصوصا الى زيادة الاستثمارات في الانتاج والتكرير بهدف تلبية القفزة في الاستهلاك وانما دون تناسي مكافحة الانحباس الحراري·
وبحسب السلطات، بلغ عدد الناشطين بين ألف وثلاثة آلاف شخص في شوارع ملبورن (جنوب) وهي مشاركة ادنى بكثير من تظاهرة العشرة آلاف شخص التي اعلن عنها المنظمون الذين لم يقدموا اي رقم في ختام مسيرة الاحتجاج·
ووقعت صدامات متقطعة بعد ان تصدت الشرطة لمتظاهرين عمدوا الى ازالة الحواجز والقوا زجاجات البيرة وسلال المهملات على قوات الشرطة·
واعلنت قوات الامن نقل احد عناصرها الى المستشفى للمعالجة اضافة الى اعتقال شخصين·
وكان وسط مدينة ملبورن مشلولا كليا تقريبا بسبب الحواجز التي اقامتها الشرطة على عدد من المحاور المؤدية الى الفندق الفخم الذي يستضيف اعمال القمة السنوية· وهتف المتظاهرون ''انه شارعنا''، في حين ردد آخرون ''لا نريد حربكم العنصرية'' في اشارة الى الحرب في العراق التي تشارك فيها استراليا·
ودعت هيئة تنسيق ''اوقفوا مجموعة العشرين'' الى هذه التظاهرة وهي تضم جمعيات للدفاع عن حقوق السكان الاصليين والتجارة العادلة ومكافحة الانحباس الحراري·
ولم تمنع الاحتجاجات الاجتماع السنوي لمجموعة العشرين والذي جرى بشكل طبيعي· ويدرس اللقاء الذي سيختتم اعماله اليوم خصوصا وسائل ''المحافظة على الازدهار'' العالمي امام الاحتياجات المتزايدة في مجال الطاقة والتي سببتها زيادة عدد السكان وتصاعد النفوذ الاقتصادي لدول كبرى مثل الصين والهند·
واعلن رئيس مجموعة العشرين المالية أمس ان المجموعة ستبذل اقصى ما في وسعها لاعادة تحريك المحادثات حول تحرير المبادلات الدولية في اطار منظمة التجارة العالمية· وقال بيتر كاستيلو وزير الخزانة الاسترالي ورئيس مجموعة العشرين للصحافيين ''بحثنا في دورة مفاوضات الدوحة وتم التوصل الى اتفاق حاسم بشأن الرغبة في بذل اقصى ما يمكننا لاعادة تحريكها''·
واعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي رودريجو راتو ''المسألة ليست مسألة ايمان·· الربط بين انبعاثات غاز الدفيئة وتغيرات الحرارة الارضية بات واضحا''·
لكن ''العواقب اكثر غموضا''، كما قال مشككا بالتقرير الاخير لكبير الاقتصاديين في البنك الدولي نيكولاس شتيرن الذي يتوقع ان يؤدي الانحباس الحراري الى تقليص ما بين خمسة الى عشرين نقطة مئوية من اجمالي انتاجها الداخلي، حسب الدول·
وتمثل مجموعة العشرين المالية قرابة 90% من اقتصاد الكرة الارضية وثلثي سكانها· وتضم وزراء مالية او مساعديهم اضافة الى حكام البنوك المركزية للدول الغنية في مجموعة السبع (الولايات المتحدة وفرنسا واليابان) الى جانب بعض الاقتصاديات الناشئة مثل الصين والهند·
والمجموعة يطلق عليها اسم ''مالية'' لتمييزها عن مجموعة العشرين التي تضم دولا ناشئة حول المسائل التجارية·
واضافة الى الطاقة، ستناقش مجموعة العشرين الوضع الاقتصادي الدولي من مخاطر التضخم وارتفاع معدلات الفوائد وسياسات القطع وخصوصا الاصلاحات في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي·
عدد اليوم
