الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صورة "أبو الاقتصاد" الحديث تُزين الاسترليني

صورة "أبو الاقتصاد" الحديث تُزين الاسترليني
18 نوفمبر 2006 22:51
إعداد - محمد عبدالرحيم: بعيد مماته في عام ،1790 وصفت صحيفة ''التايمز'' البريطانية آدم سميث بأنه شخصية مركبة تفتقد إلى التركيز ولا يحسن حتى أداء الأعمال التجارية· أما اليوم وبعد أن ترسخت سمعة هذا الفيلسوف باعتباره ''أبو الاقتصاد المعاصر'' فقد أصبح آخر شخصية تاريخية تطبع صورتها على ورقة العملة من فئة العشرين جنيها استرلينيا· وسميث الذي عاش حياته في هدوء بجوار والدته وهو يعمل كموظف في مصلحة الجمارك سوف يصبح أيضاً أول مواطن اسكتلندي على مر التاريخ تظهر صورته على إحدى الأوراق النقدية لبنك انجلترا عندما تحل مكان صورة ايدوارد ايلجار الموزع الموسيقي المعروف في الربيع المقبل· ومن المعروف أن سميث هو مؤلف كتاب ''ثروة الأمم'' الذي انطوى على أولى الإشارات لفكرة الأسواق الحرة وحرية التجارة ضد ما كان سائداً في القرن الثامن عشر لفلسفة ''الميركانتليزم'' التي راحت تروج لضرورة تفعيل الصادرات على حساب الواردات وتدعي بأن مصلحة الفرد هي أساس المصلحة العامة· إلا أن مبادئ آدم سميث سرعان ما أصبحت تشكل العمود الفقري للثورة الصناعية لبريطانيا في القرن التاسع عشر· وطالما أشادت مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء السابقة بعد ذلك بأفكار هذا الفيلسوف العظيم كما ظل جوردون براون وزير المالية البريطاني يذكره بكل إجلال وتقدير، مشيراً إلى أن سميث كرس حياته لتحصين المجتمع ضد أخطر ما يمكن أن يصيبه من عجز· ولا يخفي الوزير اعتزازه وفخره بأنه ولد في نفس مدينة كيركالدي كرجل اقتصاد أيضاً· والآن فإن آخر تكريم لهذا الاقتصادي الفذ جاء على لسان ميرفن كينج، محافظ بنك انجلترا في الأسبوع الماضي عندما قال ''إن من دلائل الانبعاث في شخصية آدم سميث أن تجد دائماً وفي كل ألوان الطيف السياسي أناساً يدعون بأن سميث ملك لهم وان أفكاره ظلت تمثل مصدر الوحي والإلهام''· ومضى يشيد بكتابات آدم سميث لما تحتويه من ''متابعة واستنطاق شامل وانتقائي للأفكار والحقائق''، كما أشار إلى أن سميث ما زال يلقي بنفوذه وتأثيره على الطريقة التي يفكر بها العالم من أجل تحقيق الثراء الاقتصادي· إلى ذلك، فإن ورقة العملة الجديدة سوف تحمل أيضاً صورة ''مصنع الدبابيس'' التي استخدمها سميث في شرح أفكاره ونظرياته في كتاب ''ثروة الأمم''· ففي الوقت الذي كانت فيه الصناعة في طفولتها المبكرة جاء سميث ليصبح الأول بين أقرانه الذي أدرك المكاسب من الإنتاجية عبر تقسيم العمالة في مهام متخصصة وفي أسفل الصورة سوف تحمل الورقة أيضاً اقتباساً من كتاب ثروة الأمم يقول ''وما ينتج عن ذلك من زيادة هائلة في كمية العمل''· يذكر أن هناك أكثر من مليار ورقة من فئة العشرين جنيها قيد التداول وفقاً لإحصائيات البنك كما أن متوسط عمر الورقة الواحدة يقدر بعامين''· ويقول كينج ''ابتداء من الربيع المقبل عندما يتدفق السياح على بلادنا سوف يتعين عليهم النظر باهتمام إلى أوراقهم الجديدة من فئة العشرين جنيها استرلينيا· وآمل أن يتمكنوا من استيعاب الدروس التي تشير إلى أن التخصص في الإنتاج والتجارة في جميع أنحاء العالم يمثل السبيل الوحيد لتحسين مستوى المعيشة في جميع الدول· وربما عندما يعودون إلى بلادهم سوف يمارسون ضغوطهم على السياسيين هناك من أجل دعم وإسناد الانفتاح في التجارة الذي ظل يحتل مكانة القلب في الجهود التي تبذلها الحكومة البريطانية من أجل إصلاح الاقتصاد العالمي''· وعلى ذات الصلة فقد أعرب العديد من كبار الاقتصاديين عن سرورهم بهذا الشرف والتكريم حيث يقول إيمون باتلر رئيس معهد آدم سميث للبحوث الاقتصادية ''إن سميث يعتبر بمثابة والد الاقتصاد الحديث إذ كرس حياته لصالح فكرة الأسواق المفتوحة وإعادة الهيكلة وخفض الضرائب بالإضافة إلى الحرية الشخصية''· ويعكف المعهد الآن على بناء تمثال من البرونز بالحجم الكامل لآدم سميث بقيمة تبلغ 250 ألف جنيه استرليني على أن يتم نصبه في ساحة رويال مايل في أدنبره في العام المقبل· يذكر أن آدم سميث ولد في كيركادلي قبل أن يتم اختطافه لفترة وجيزة من قبل الغجر وهو في سن الرابعة ولكنه عاش وتوفي في أدنبرة· ودرس سميث في العاصمة جلاسكو ثم في باليول كوليدج بجامعة أوكسفورد، ألف كتاب ''نظرية المشاعر الأخلاقية'' في عام 1769 ثم كتاب ''ثروة الأمم'' في عام ·1776 وظل يدافع بشراسة عن حرية التجارة وأصبح رائداً لنظرية اقتصاد السوق الحديث''· الجدير بالذكر أن وارن بانيت، ثاني أغنى رجل في العالم، عندما تبرع بمبلغ 31 مليار دولار إلى مؤسسة جيتس الخيرية، سارع بيل جيتس الى منحه نسخته الشخصية من كتاب ''ثروة الأمم''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©