الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتساع الاشتباكات بين الجيش و«الحوثيين» في صنعاء

اتساع الاشتباكات بين الجيش و«الحوثيين» في صنعاء
19 سبتمبر 2014 15:51
اتسعت دائرة الاشتباكات بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين الشيعة في صنعاء لتصل أمس الخميس إلى محيط معسكر الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان الدينية المثيرة للجدل في شمال غرب العاصمة، فيما يتابع مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر محادثاته مع زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي في معقله بمحافظة صعدة (شمال)، في حين أيد الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي مقترحات بتشكيل «جيش شعبي» لحماية العاصمة، متهماً سلفه علي عبدالله صالح وقيادات عسكرية موالية له بدعم تحركات الحوثيين في صنعاء، بحسب مسؤول كبير في هيئة «الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية» الموالية للحكومة. واندلعت اشتباكات بين قوات من الجيش مسنودة بمسلحين قبليين والمسلحين الحوثيين صباح الخميس في شارع الثلاثين المتفرع من شارع الستين الشمالي، حيث يوجد معسكر قوات الفرقة الأولى مدرع التي يعتقد أنها موالية للجنرال علي محسن الأحمر، وجامعة الإيمان التي يرأسها الداعية الإسلامي البارز، الشيخ عبدالمجيد الزانداني. ويعد اللواء الأحمر، وهو حالياً مستشار رئاسي لشؤون الدفاع والأمن، السند القوي لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. ويتولى الشيخ الزنداني منصباً كبيراً في حزب «الإصلاح» الذي تزعم الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في عام 2011. وذكر سكان لـ «الاتحاد» أن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية اندلعت بين جنود من الفرقة الأولى مدرع ومسلحين حوثيين حاولوا السيطرة على هضبة كبيرة في شارع الثلاثين وتبعد نحو 1500 متر إلى الغرب من معسكر الفرقة وجامعة الإيمان. وتخللت الاشتباكات انفجارات قوية متوالية سمع دويها في كثيرة من الأحياء السكنية القريبة من مكان المواجهات، ما أثار حالة من الرعب والهلع بين أوساط الأهالي، خصوصاً النساء والأطفال. وعقلت العديد من المدارس الحكومية والخاصة في المنطقة ومحيطها الدارسة، وأمرت الطلاب بالعودة إلى منازلهم. وشوهدت أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من مكان المواجهات في شارع الثلاثين المؤدي إلى حي «شملان» الذي شهد الأربعاء اشتباكات عنيفة بين الحوثيين وقوات عسكرية مدعومة بمليشيا قبلية سنية موالية لحزب «الإصلاح»، أوقعت 44 قتيلاً، بينهم 20 جندياً. وقال أحد السكان: «منعت قوات الجيش واللجان الشعبية الحوثيين من السيطرة على الهضبة الكبيرة في شارع الثلاثين» المغلق منذ الليلة قبل الماضية. وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس، أن خمسة جرحى على الأقل أصيبوا برصاصات طائشة أثناء المواجهات التي أجبرت عشرات الأسر، تقطن بالقرب من معسكر الفرقة وجامعة الإيمان، على النزوح إلى مناطق أخرى في العاصمة. وكان مسلحون يعتقد أنهم حوثيون هاجموا، ليل الأربعاء الخميس، معسكرين تابعين لقوات احتياط الجيش المرابطة في جنوب العاصمة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت قرابة ساعة. ونفت جماعة الحوثيين التي يعتصم مئات من مقاتليها بالقرب من المقر الرئيسي لقوات الاحتياط، مسؤوليتها عن الهجوم، متهمة من وصفتهم بـ «التكفيريين» بالوقوف وراء الهجوم، بحسب موقع «أنصار الله» التابع للجماعة المتمردة في محافظة صعدة الشمالية منذ عام 2004، وتنامى نفوذها بشكل كبير بعد إطاحة الرئيس السابق علي صالح مطلع 2012 تحت ضغط انتفاضة شعبية استمرت 13 شهراً. والتقى الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي أمس الخميس في منزله بصنعاء هيئة رئاسة «الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية» الموالية للحكومة وتقود منذ أسابيع حراكاً شعبياً سلمياً مناهضاً لانتفاضة الحوثيين. وقال أمين عام هيئة رئاسة «الاصطفاف الشعبي»، صلاح باتيس، لـ (الاتحاد) إن اللقاء ناقش «التصعيد المسلح للحوثيين في صنعاء وموقف الدولة منه». وأضاف: «أبلغنا هادي استياءنا الشديد من موقف الدولة ووزارتي الدفاع والداخلية إزاء تصعيد المسلحين الحوثيين» الذين ينتشرون بآلاف عند مداخل العاصمة منذ 18 أغسطس، فيما يغلق مئات غير مسلحين الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء منذ 24 الشهر الماضي. وذكر أن الرئيس هادي اتهم خلال اللقاء «قيادات عسكرية» على صلة بالرئيس السابق «بدعم تحركات الحوثيين في صنعاء لإفشال العملية السياسية الانتقالية» التي ينظمها اتفاق مبادرة دول الخليج العربية منذ أواخر نوفمبر 2011. وأشار باتيس، وهو قيادي بارز في حزب «الإصلاح»، إلى أن هادي أيد مقترحات قدمتها هيئة «الاصطفاف الوطني» بتشكيل «جيش شعبي» لحماية العاصمة صنعاء، لافتاً إلى أن الهيئة اشترطت أولاً إقالة ومحاكمة القيادات العسكرية المتواطئة مع جماعة الحوثيين التي حققت في الشهور الماضية انتصارات كبيرة على قوات حكومية ومليشيات قبلية سنية، مكنتها من بسط نفوذها على محافظة عمران (شمال) وأجزاء من محافظة الجوف (شمال شرق). وقال إن هيئة «الاصطفاف الوطني» ستبحث خلال أيام مع رئيس بلدية العاصمة ومسؤولين في وزارة الداخلية تشكيل لجان شعبية في مديريات العاصمة صنعاء كافة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين شخص. في غضون ذلك، يتابع مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر محادثاته مع زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي في معقله بمحافظة صعدة من أجل التوصل إلى اتفاق تسوية يجنب البلاد والعاصمة صنعاء حرباً أهلية وشيكة. ونشرت وسائل إعلام محلية صوراً للمبعوث الأممي مع مسؤولين في جماعة الحوثيين، يعتقد أنها التقطت أمس الخميس خلال محادثاتهم المستمرة منذ الأربعاء. وكان بن عمر صرح لصحافيين في صعدة مساء الأربعاء بأن المحادثات التي يحضرها رئيس جهاز المخابرات ومدير مكتب رئاسة الجمهورية، كانت «بناءة وإيجابية» وتمنى أن «تفضي إلى نتائج إيجابية». وقال محمد عبدالسلام، المتحدث الرسمي لجماعة الحوثيين، إن زعيم الجماعة أكد للمبعوث الدولي أن «مطالب الشعب اليمني التي خرج من أجلها في مختلف محافظات الجمهورية هي الركيزة الأولية لأي نقاشات مع السلطة». كما أكد الحوثي استمرار الاحتجاجات الشعبية حتى تحقيق مطالب الشعب، معتبراً أن السلطة في صنعاء «ليست جادة في تلبية المطالب الشعبية»، حسب المتحدث الرسمي. وتأتي زيارة بن عمر لصعدة على وقع توتر شديد يسود اليمن مع مواجهات بين الحوثيين وخصومهم، خصوصاً في منطقة صنعاء وفي محافظة الجوف الشمالية. وأعلن محافظ الجوف، محمد سالم بن عبود، نزوح قرابة ثمانية آلاف شخص جراء المواجهات المحتدمة في بعض مناطق المحافظة منذ أسبوعين. وأضاف بن عبود أن «عدداً كبيراً من المدنيين، خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن يعانون بسبب تردي الأوضاع الإنسانية ونقص المواد التموينية إثر المواجهات المسلحة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©