الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصادرات الأوروبية المستفيد الوحيد من ضعف اليورو

الصادرات الأوروبية المستفيد الوحيد من ضعف اليورو
24 أغسطس 2012
ساعد التحول الكبير في اليورو مقابل الدولار وعملات رئيسية أخرى، في ارتفاع مبيعات وأرباح الشركات الكبيرة في أوروبا ودعمها في التعويض عن ضعف طلب دول أوروبا الهامشية التي أرهقتها الأزمة. ونتيجة لذلك، قفزت على سبيل المثال مبيعات شركة “سانوفي” الفرنسية لصناعة الأدوية 6,2% مع انخفاض أرباحها 9,6% فقط إلى 1,9 مليار يورو خلال الأشهر الثالثة حتى نهاية يونيو، بعد أن تعرضت لنتائج مخيبة للآمال في الربع الثاني نظراً لتدابير التقشف التي انتهجتها دول غرب أوروبا ولانتهاء فترة براءة الاختراع لاثنين من أدويتها الرائجة. كما ارتفعت مبيعاتها بنسبة 0,4% وتراجع صافي أرباحها بنحو 17,7%. ويقول كريستوفر فيباشر، مدير الشركة التنفيذي، :”سيثبت لنا الزمن ما إذا كان تقلب أسعار الصرف شيئا طبيعيا، أم أننا نشهد تغييرا هيكليا طويل الأجل في قيمة اليورو مقابل الدولار”. وشركة “سانوفي” ليست الوحيدة، حيث استفادت شركات أخرى كبيرة في القارة من ضعف اليورو في زيادة أرباحها ومبيعاتها. وإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه اليوم، من المتوقع أن يدفع ذلك بمبيعات وأرباح الشركات لمستويات كبيرة في الأرباع المقبلة. وعلى الرغم من أن تحولات العملة ساعدت نسبياً في تخفيف التأثيرات، إلا أن المستفيد الأكبر هي الشركات متعددة الجنسيات مثل “سانوفي” والتي تجيء معظم تكاليفها من أوروبا، مع أن جزءا مقدرا من مبيعاتها يتم خارج منطقة اليورو. ويُذكر أن ربع مبيعات “سانوفي” فقط تتم بعملة اليورو. وبالإضافة إلى شركات الأدوية، فإن شركات صناعة السيارات الألمانية والكيماويات الأوروبية وشركات الطيران وصناعة السلع الفاخرة، هي أيضاً من ضمن المستفيدين. وفي المقابل، حققت شركات جنوب القارة التي تعتمد على أسواق الصادرات في منطقة اليورو، أرباحاً أقل باستثناء شركات السياحة. ويقول جيان ميشيل نائب المدير في فريق “موديز” لسياسة الائتمان: “من الممكن أن يساعد ضعف اليورو في تخفيف الآثار السالبة الناتجة عن بطء نمو بعض الشركات، إلا أن الصورة العامة للشركات الأوروبية تظل على سلبيتها في ظل تراجع نمو اقتصاد القارة”. وعلاوة على ذلك، ليس من المرجح أن يكون ضعف اليورو علاجاً ناجعاً لمشاكل “منطقة اليورو” المتقفشية على نطاق واسع. ولا يوجد مبرراً قوياً يشير إلى ضعف اليورو بالقدر الكافي الذي يمكنه من القيام بدور الإصلاح. كما أن حجم النمو ربما لا يكون كافياً لمجابهة تحركات النمو السالبة الناتجة عن عمليات تقليص الديون في النظام المصرفي لمنطقة اليورو وعن تراجع الثقة وتدابير التقشف. وتعكس الفوائد التي جنتها شركات منطقة اليورو مدى الصعوبات التي تؤثر على الشركات الأميركية الكبيرة التي تشتكي العديد منها من التغيرات السالبة التي طرأت على العملات خلال الربع الثاني نتيجة لارتفاع قيمة الدولار. وتراجعت قيمة اليورو 5% مقابل الدولار خلال فترة الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو وما يقارب 13% منذ يونيو 2011. كما تراجعت خلال نفس الفترة بنسبة 14% مقابل الين الياباني واليوان الصيني. واستمر اليورو على عدم استقراره، إلا أنه عانى من المزيد من الضعف مقابل الدولار منذ نهاية يونيو. وذكرت شركة “بي أم دبليو” أن ضعف اليورو تسبب في تراجع أرباحها خلال 2012، بينما تتوقع “ديملر” أرباحاً ناتجة عن سعر الصرف للسنة ككل تتراوح بين 600 إلى 700 مليون يورو. وفي غضون ذلك، أكدت “فولكس فاجن” أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا من حيث المبيعات، أن العوامل المرتبطة بالعملات ساعدت في زيادة الأرباح التشغيلية بنحو 500 مليون يورو خلال الستة أشهر الأولى من السنة. وبالمقابل، استمرت شركات صناعة السيارات مثل “بيجو – سيتروين” و”أوبل التابعة لشركة “جنرال موتورز”، في تعرضها للخسائر بسبب اعتمادها على المبيعات الأوروبية. ويقول أرندت ألينجهورست، من “كريديت سويس”،: “يبدو أن ضعف اليورو هو واحد من ضمن عدد من العوامل المطلوبة لمساعدة اقتصاد أوروبا على التعافي، على الرغم من أن مثل هذه النتائج تساهم في تقوية أداء شركات صناعة السيارات الألمانية على المدى القريب فقط”. وتقدر الأرباح التي يمكن أن تجنيها هذه الشركات من تحركات العملات في 2013 بنحو 3,8 مليار يورو، مقارنة بنحو 1,6 مليار يورو خلال العام الحالي. كما ساعد ضعف اليورو في التغطية على فقر النمو في مبيعات بعض الشركات. وحققت “سيمينز” نمواً في مبيعاتها في الربع المالي الثالث بنحو 10% إلى 19,5 مليار يورو، إلا أن نصف الارتفاع يعود إلى تقلبات العملات. كما ارتفعت مبيعات “لوكسوتيكا” الإيطالية لصناعة النظارات والتي تنتج علامات تجارية مثل “ريبان” و”أوكلي”، 15% في الربع الثاني، حيث يُعزى أكثر من نصف هذه المبيعات للتغييرات التي طرأت على أسعار العملات. وتتوقع شركة “ريتشمونت” السويسرية لصناعة السلع الفاخرة، ارتفاع أرباحها النصف سنوية بنحو 40% عن السنة الماضية يساعدها في ذلك ربط الفرنك السويسري باليورو. ومن المؤكد عدم استفادة جميع الشركات الأوروبية من تحركات العملات، حيث يعزي “دويتشه بنك” الذي يملك استثمارات مصرفية كبيرة في أوروبا وأميركا، ارتفاع التكاليف خلال الربع الثاني لضعف اليورو. وفي غضون ذلك، تراجعت عائدات شركة “أيه بي بي” السويسرية لصناعة السلع بنحو 600 مليون دولار، نتيجة تعاملها بالعملة الأميركية. وعادة ما يتم بيع طائرات الركاب التي تقوم بتصنيعها “إي أيه دي أس” الشركة الفرنسية الألمانية المالكة لشركة “أيرباص”، بالدولار علماً بأن معظم إنتاجها في أوروبا. كما أن فوائد اليورو قصيرة الأجل محدودة، نظراً لامتلاك الشركة لتحوطات مالية ضد اليورو قدرها 1,24 مليار دولار. ويُذكر أن “إي أيه دي أس” واحدة من أكبر الشركات الصناعية التي تستخدم التحوطات النقدية حيث يبلغ حجم محفظتها نحو 84,1 مليار دولار. ويرى المحللون أن ضعف اليورو خلال السنوات القليلة المقبلة ربما يتسبب في تغيير مقدرة شركة “أيرباص” على تحقيق الأرباح على المدى البعيد. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©