الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكرة المجرية تدخل عصر الظلام

الكرة المجرية تدخل عصر الظلام
18 نوفمبر 2006 23:38
بعد إعلان وفاة أسطورة كرة القدم المجرية فيرينك بوشكاش بدقائق معدودة أكد اتحاد الكرة المجري أن هذه الوفاة بمثابة ''موته هو نفسه''· وفي الوقت الذي ربما يكون الاتحاد المجري لم يقصد فيه أكثر من رثاء ذلك الرجل والرياضي العظيم فقد كانت هذه العبارة قريبة وبشكل خطير من الحقيقة· فقد ولت أيام مجد بوشكاش وفريقه الذهبي منذ زمن بعيد· ولا يوجد دليل على ذلك أبلغ من النتائج المخزية التي يحققها المنتخب المجري الان أو الاوضاع المزرية للاندية المجرية التي بات العديد منها على مشارف الفقر المدقع· ووصف موقع ''إنديكس· هيو'' للانباء على الانترنت الشعور العام بعد وفاة بوشكاش قائلا: ''إذا لم يكن هناك بوشكاش فلا وجود للكرة المجرية''· فكم يحتاج المنتخب المجري حاليا إلى لاعب مثل بوشكاش أو حتى لاعب بربع موهبته لينتعل حذاءه ويتقدم لانقاذ المنتخب المجري من وضعه المتردي· كان بوشكاش هو وجه الكرة المجرية المشرف أمام العالم· وتكفي الاشارة إلى اعتزاله اللعب الدولي عام 1956 عقب قمع قوات الاتحاد السوفييتي لانتفاضة البلاد ضد الشيوعية بذلك العام لمعرفة أوضاع الكرة المجرية منذ رحيل ذلك اللاعب العظيم عن البلاد· وفرض الفريق الذهبي للمجر الذي يعرف أيضا باسم المجريين العظماء قبضته على كرة القدم الدولية في خمسينات القرن الماضي· وكان بوشكاش الاكثر تألقا وسط فريق كامل من النجوم· وسجل بوشكاش الذي عرف باسم ''الاخ الصغير'' 83 هدفاً في 84 مباراة دولية لعبها مع منتخب المجر في الفترة ما بين عامي 1945 و1956 ولعب المنتخب المجري بقيادة بوشكاش 32 مباراة متتالية دون أن يلقى فيها هزيمة واحدة· وفاز الفريق خلال هذه الفترة بذهبية الاولمبياد كما تغلب الفريق نفسه على المنتخب الانجليزي في ملعب ''ويمبلي'' بإنجلترا 6/3 عام 1953 ثم تغلب على إنجلترا مجدداً في المجر7/·1 واحتفظت المجر بوضعها كإحدى القوة العظمى في عالم كرة القدم لعدة عقود بعد نهاية عصر ''الفريق الذهبي'' حيث وصلت لدور الثمانية من بطولة كأس العالم عامي 1962 و1966 كما بلغت الدور قبل النهائي لبطولة الامم الاوروبية في أعوام 1964 و1972 الا أن الحال لم يكن كما كان أيام ''الفريق الذهبي'' أبداً· ومع ذلك لم يكن أي شخص في هذه الفترة ليتنبأ بمدى انهيار الكرة المجرية لاحقا· ففي أحدث تصنيفات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) احتلت المجر المركز 76 خلف العديد من الدول الحديثة كروياً مثل أوزباكستان وروسيا البيضاء· وحملت آخر مباراة للمجر على مستوى تنافسي ربما أسوأ هزيمة للبلاد في تاريخها· فقد تغلبت مالطة التي لم يسبق لها الفوز على المستوى الاوروبي سوى في مباراتين فقط في التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة الامم الاوروبية 2/1 على المجر في إطار التصفيات المؤهلة ليورو 2008 في أكتوبر الماضي· ووضعت هذه الهزيمة ''المجريين المخفقين'' في المركز الثاني من القاع بترتيب مجموعتهم الاوروبية ولم يعد لديهم سوى بصيص ضئيل من الامل في التأهل لنهائيات يورو 2008 وبعد هذه الهزيمة المهينة بقليل قدم مدرب المنتخب المجري بيتر بوزيك ابن أحد نجوم ''الفريق الذهبي'' جوزيف بوزيك استقالته بعد توليه المهمة لمدة سبع مباريات فقط· وما زال منصب مدرب المنتخب المجري شاغراً· ولم يكن بوزيك هو المدرب الوحيد الذي فشل في استعادة أيام المجد للمنتخب المجري· فمن قبله تولى نجم المنتخب الألماني السابق لوثار ماتيوس تدريب الفريق لعدة سنوات ولكنه فشل في قيادته لنهائيات بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا· ولكن على الأقل كان لدى ماتياس عذره بالمنافسة في مجموعة صعبة بالتصفيات تضم كرواتيا والسويد وبلغاريا· وكانت آخر مرة نجح فيها المنتخب المجري في التأهل لنهائيات إحدى البطولات المهمة عام 1986 عندما خرج من الدور الاول لبطولة كأس العالم بالمكسيك· وتضرب مشاكل المنتخب المجري بجذورها في الاوضاع المتردية للاندية المجرية· حيث تعاني العديد من هذه الاندية من أزمات مالية وتلعب في استادات مزرية· والعديد من الاندية المجرية رياضية بشكل عام أي أنها لديها فرق تمثلها في أكثر من لعبة رياضية مثل كرة اليد· ولكن حتى مع وجود دخل إضافي لهذه الاندية من ألعابها الاخرى فهي مازالت تعاني لبلوغ غاياتها· وتضطر هذه الاندية لبيع اللاعبين الموهوبين القلائل الذين قد يظهرون بين صفوفها مثل زولتان جيرا لاعب نادي ويست برومويتش ألبيون الانجليزي حالياً، مما ينزع المواهب من الكرة المجرية المحلية· ويلقي العديد من الناس اللوم في هذه الأوضاع المزرية بالكرة المجرية على انهيار النظام الشيوعي الذي حقق نجاحاً كبيراً على مستوى العالم في إنتاج النجوم الرياضيين· ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك بدليل أن العديد من الدول الشيوعية السابقة مزدهرة رياضياً حالياً· ولكن في المجر فإن الاعتناء بأمر ما يعتمد على المال· أما الاهتمام بكرة القدم هناك فهو مرتبط بمدى النجاح الذي يحققه منتخب البلاد· ولا يمكن لاي ناد مجري أن يجسد انهيار الكرة المجرية أفضل من فريق فيرينكفاروس ذو التاريخ الكبير· فقبل أسابيع قليلة أكد رئيس مجلس إدارته أن النادي يواجه الافلاس بعدما وصلت ديونه إلى 850 مليون فورينت (17ر4 مليون دولار) مع عدم ظهور أي مستثمرين في الأفق· ورفض اتحاد الكرة المحلي السماح للفريق بالمنافسة في دوري الأضواء المجري بسبب مشاكله المالية وعجزه عن دفع رواتب لاعبيه· وحتى هذا العام، شارك فيرينكفاروس بشكل منتظم في دوري الأضواء المجري منذ عام 1901 أحرز خلالها لقب الدوري 28 مرة· ولم تحقق الأندية المجرية أي إنجازات على المستوى الأوروبي منذ أن فاز فيرينكفاروس بلقب بطولة كأس إنتر سيتيز فيرز (كأس الاتحاد الاوروبي حاليا) عام 1965 وأكد العديد ممن أعربوا عن حزنهم لوفاة بوشكاش أنهم لن يروا مثيلاً لهذا اللاعب العظيم أبدا· ولا يمكن اعتبار هذا الامر هو مشكلة مجرية تحديدا لان مثل هذا القول ينطبق على العديد من نجوم الماضي العظماء الاخرين· ولكن ما يثير القلق بصورة أكبر في الكرة المجرية هو عدم ظهور أي لاعب مجري في الافق يمكن حتى أن يوصف بأنه عالمي المستوى ناهيكم عن ملء الفراغ الذي خلفه العظيم بوشكاش· وما لم يقع تغيير درامي كبير فقد يكون موت أكبر أسطورة كروية في المجر نذيراً لما يمكن أن تتعرض له الكرة المجرية بصفة عامة في المستقبل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©