الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برلين ترقص على وقع التاريخ في «كليرخنس بال هاوس»

برلين ترقص على وقع التاريخ في «كليرخنس بال هاوس»
1 سبتمبر 2013 00:13
صمدت قاعة “كليرخنس بال هاوس” في وجه حربين عالميتين وجواسيس الشيوعية، لتصبح بعد 100 عام على تشييدها قاعة رقص أسطورية بين أوساط محبي السهر في برلين. فعند حلول الليل وأمام واجهتها القديمة، تنتظر سيدات مسنات اعتمرن تيجاناً وانتعلن أحذية بكعوب عالية دورهن لدخول القاعة، بجانب شباب يرتدون سروايل “جينز” ضيقة. وألفت ماريون كييسوف كتاباً حول هذه القاعة، نشر في الذكرى المئوية 100 لتأسيسها بعنوان “برلين ترقص في كليرخنس بال هاوس”. وقالت ماريون إن “كل نظام سياسي ترك بصماته على القاعة، لقد رقص الجميع على الحلبة التاريخية هذه في عهد الأباطرة وفي حكم المستشارين أو رؤساء مجلس المدينة الشيوعي، عندما كانت برلين مقسمة أو موحدة”. وتشكل استمرارية هذا المكان في مدينة هزتها اضطرابات كثيرة وتجددت صورتها باستمرار، حدثاً استثنائياً، حسبما أكدت الكاتبة المولعة بالمكان الذي مشطته من القبو إلى العُلية بحثاً عن رسائل حب وصور قديمة وحتى عن خرائط عسكرية خلفها الجنود خلال الحرب الأخيرة، لتروي بذلك قصة المكان الفريد هذه. ولا توجد سوى 3 قاعات رقص من الحقبة الإمبراطورية التي لا تزال قائمة وسط برلين. إلا أن “كليرخنس” هي الوحيدة التي تقدم أمسيات راقصة بشكل شبه يومي مع رقصات التانجو والسالسا والبوب ودانس ميوزيك، وهي تعتبر الأكثر محافظة على أجوائها الأصلية. وقد فتحت الصالة أبوابها في 13 سبتمبر 1913 تحت اسم “بولر”، وهو مالكها الأول قبل أن تتخذ اسم “كليرخنس” وهو لقب زوجته كلارا، وهي ابنة مزارع بروسي، وكانت من أولى سيدات برلين اللواتي حصلن على إجازة قيادة. وقد أثرت الحرب العالمية الأولى سلباً على نشاط القاعة فقررت كلارا أن تؤجر القاعة للمبارزة بالسيف، التي رغم حظرها، كانت تلقى رواجاً كبيراً في صفوف الطلاب. وبموازاة ذلك كانت تنظم حفلات راقصة لأرامل الحرب. وتحت حكم الرايخ الثالث الألماني حظرت الرقصات “غير الجرمانية” مثل التانجو، إلا أن السهرات تواصلت وكانت تجذب أحيانا كبار المسؤولين النازيين. لكن في الحرب العالمية الثانية، منع وزير الدعاية النازية جوزف جوبلز الحفلات الراقصة فأغلقت القاعة أبوابها عام 1944. وفي ظل عهد ألمانيا الشرقية أصبحت القاعة الواقعة في برلين الشرقية مكاناً سيئ السمعة بلغ صيته ألمانيا الغربية. ثم تحولت القاعة أيضاً إلى وكر لمخبري الشتاسي الشرطة السرية الألمانية الشرقية. وفي 1967 سلمت كلارا القاعة إلى زوجة ابنها ألفريداه فولف التي تولت إدارتها حتى سقوط جدار برلين عام 1989. لكن كليرخنس التي اشتراها الممثلان المسرحيان الشهيران دافيد ريجيهر وكريستشان شولتس عام 2005 لم تغير نشاطها. وفي خطوة جديدة أعيد فتح “قاعة المرايا” المغلقة منذ الحرب العالمية الثانية، لتجذب أصالة المكان السينمائيين وتم تصوير بعض المشاهد فيها في فيلمي “إنجلرويس باستردز” و”فالكيري” لتوم كروز.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©