محمد حامد (دبي) - بعد أن أخفق العملاق البافاري بايرن ميونيخ في الظفر بأي من ألقاب الموسم الماضي، وحل ثانياً في جميع البطولات التي خاضها، سواء بطولة الدوري أو الكأس أو دوري الأبطال الأوروبي، إلى حد أنه حصل على لقب “بطل ثلاثية الثاني”، بدأت التحركات الفورية من الإدارة البافارية لتدارك الموقف، وتمثل ذلك في التغييرات الإدارية، فضلاً عن التعاقدات الجديدة، والأهم أن نجوم الفريق وعلى رأسهم النجم الشاب توماس موللر تعاهدوا على تجاوز عثرات الموسم الماضي، والانطلاق بالبايرن إلى منصات التتويج من جديد.
موللر كان حاضراً في مقابلة حصرية مع الموقع الرسمي للنادي، وذلك تقديراً لشعبيته الكبيرة في الأوساط الجماهيرية للبايرن، كما أنه صاحب هدف الحسم في مواجهة السوبر، والتي فاز البايرن بلقبها على حساب بروسيا دورتموند بثنائية مقابل هدف في مستهل الموسم الحالي، الأمر الذي رفع من درجة الثقة في قدرة البايرن على العودة إلى منصات التتويج.
وفي بداية الحوار، أكد موللر أن الفوز بكأس السوبر ترك انطباعاً واضحاً بأن الفريق البافاري استعد جيداً لانطلاقة الموسم، وعلى الرغم من أهمية الظفر بلقب جديد يضاف إلى خزائن بطولات النادي، إلا أن القيمة المعنوية من الفوز بالسوبر أهم كثيراً من أي اعتبارات أخرى، خاصة أنه حمل رسالة واضحة لبقية المنافسين بأن البايرن استعد جيداً للموسم الجاري.
ولدى سؤاله عن مباراة البايرن أمام فريق فورث في ضربة البداية للدوري الألماني، قال: “سوف نخوض مباراة صعبة أمام فورث، فهذا الفريق معروف بالأداء القتالي وقوة الدفاع، من الصعب جداً التسجيل في مرماهم حينما يخوضون أي مباراة بملعبهم وبين جماهيرهم، من المؤكد أنهم سوف يسعون إلى تسجيل بداية جيدة في بطولة الدوري، خاصة أن هذه البداية سوف تكون أمام البايرن، وهي فرصة سانحة لتقديم أنفسهم أمام العالم بصورة جيدة، وجميع العوامل سالفة الذكر تجعل هذه المباراة صعبة على الفريقين”.
ولكن كيف يرى موللر فوز البايرن في المباراتين الماضيتين في مستهل مشوار الفريق للموسم الجديد ؟، فقد تمكن من الفوز بالسوبر الألماني، كما سجل بداية قوية في الأدوار الأولى لبطولة الكأس المحلية، وعن ذلك قال: “كانت هنالك العديد من الإيجابيات في المباراتين، وخاصة في الشوط الأول لمباراتنا بكأس السوبر أمام دورتموند، فقد ظهرنا بأفضل صورة ممكنة بدنياً وفنياً وتكتيكياً، لكن في الشوط الثاني تراجع الأداء قليلاً وهو أمر متوقع في بداية الموسم”
وكالعادة تشير التوقعات إلى أن المنافسة على لقب البوندسليجا للموسم الحالي لن تختلف عن المواسم الماضية، والتي تشهد منافسة ثنائية بين البايرن ودورتموند، وعن هذا الصراع قال موللر: “خلال بعض فترات الموسم تحاول بعض الأندية الأخرى تقديم نفسها في صورة المنافس على اللقب، ولبعض الوقت نشعر بأن هذه الأندية يمكنها مزاحمة البايرن ودورتموند، ولكن في النهاية لا يستمر سوى فريقنا ودورتموند في قلب المنافسة حتى الرمق الأخير من الموسم، وأتوقع أن يتكرر هذا السيناريو خلال الموسم الحالي”.
وامتدح موللر الصفقات الجديدة التي أبرمها النادي، قائلاً: “أي إضافة جديدة تفيد الفريق، وتجدد الدماء وتؤثر إيجابياً في قوة الأداء، فهي موضع ترحيب من الجميع، وخلال فترة التحضير للموسم الجديد، ومن خلال المباريات التي خضناها حتى الآن سواء الرسمية أو الودية إتضح بما لا يدع مجالاً للشك اننا نجحنا في التعاقد مع مجموعة جيدة من اللاعبين يمكنهم تقديم الإضافة للبايرن في الفترة القادمة، ومن الرائع أيضاً أن درجة تكيفنا مع العناصر الجديدة، ودرجة اندماج هذه العناصر معنا وصلت إلى مرحلة جيدة، وهذا دليل على قوة شخصية البايرن كفريق يقدم كرة قدم جماعية.
وعلى المستوى التكتيكي، أين يرى موللر نفسه في الملعب؟ وهل يفضل القيام بدور لاعب الوسط المهاجم، أم رأس الحربة “الصريح”؟، خاصة أن هناك وفرة في العناصر الهجومية للبايرن، ورداً على هذه التساؤلات قال نجم الفريق البافاري: “ما يهمني في المقام الأول أن تستمر انتصارات البايرن دون النظر إلى العناصر التي تمثل الفريق، وبالنسبة لي شخصياً أكون في قمة سعادتي بدخول التشكيلة الأساسية للفريق، وأداء الأدوار التي يطلبها المدرب، وفي حال كان روبن وريبيري في الملعب، ويقومان بأدوارهما على الوجه الأكمل فمن الصعب أن يستعين بي المدرب في وسط الميدان، فمن الأفضـل في هذه الحالة أن أقوم بدور المهاجم المتقدم”.
ولم يتردد موللر في الكشف عن أمنيته للموسم الجديد في ختام حواره مع الموقع الرسمي للبايرن، فقال: “حلم الظفر بالثلاثية يراودنا في الموسم الجديد، فالفوز بالدوري والكأس ودوري الأبطال حلم لأي فريق كبير في أوروبا، ولن ننسى ما حدث الموسم الماضي، حينما وقفنا على أعتاب الفوز بجميع هذه البطولات، ولكننا اكتفينا بالمركز الثاني في كل بطولة، وهو سيناريو أتمنى ألا يتكرر”.
يذكر أن موللر 22 عاماً، تم تصعيده للفريق الأول للبايرن موسم 2009 – 2010، وشارك منذ هذا الوقت في 195 مباراة، محرزاً 67 هدفاً، وكان له دور كبير في تتويج الفريق بألقاب الدوري والكأس وكأس السوبر.
كما شارك رفاقه في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال 2010، و2012، لكنه لايزال يشعر بمرارة الاخفاق في معانقة اللقب القاري الكبير.
عدد اليوم
