5 سبتمبر 2011 12:18
سقط 15 قتيلا بينهم امرأة امس بعمليات عسكرية واسعة لقوات الأمن في ادلب وريفها ومحافظة حماة وريف دمشق وفق ما ذكر ناشطون حقوقيون. بينما تحدثت السلطات الرسمية عن مقتل 6 عسكريين بينهم ضابط و3 مدنيين في كمين لما وصفته بـ «مجموعة إرهابية مسلحة» في ريف حماة. في وقت دعا نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام امس المعارضة الى مساندة فكرة التدخل العسكري في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، معتبرا أن مثل هذا التدخل لا يعني احتلالاً.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر ادلبي قوله “إن بين الضحايا المدنيين الذين سقطوا امس برصاص قوات الأمن 4 في بلدة كرناز بالقرب من مدينة محردة الواقعة في ريف حماة (وسط) و8 في ريف ادلب (شمال غرب) بينهم اثنان في خان شيخون وثلاثة في تحتايا وشخص في جبالا وامرأة في سراقب، اضافة الى قتيل بإطلاق نار على حافلة في ادلب وقتيلين في ضواحي ريف دمشق”.
وأشار ادلبي الى ان العمليات الأمنية في منطقة شمال غرب سوريا كانت تهدف الى البحث عن المدعي العام في مدينة حماة عدنان بكور الذي قال ناشطون انه اعلن استقالته الخميس من منصبه عبر شريط مصور احتجاجا على أعمال القمع بينما قالت وكالة الأنباء الرسمية انه تم اختطافه على يد “مجموعة مسلحة” أثناء توجهه الى عمله واجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” ان قوات الأمن مدعومة بقوات الجيش قامت بمداهمة بلدة خان شيخون وبمحاصرة المشافي لمنع وصول الجرحى اليها لمعالجتهم”. بينما أفاد المرصد ان المداهمات في محافظة حماة تجري بحثا عن مطلوبين متوارين عن الأنظار بينهم المحامي العام بكور”.
أما وكالة الأنباء الرسمية فنقلت عن مصدر عسكري مسؤول قوله “ان مجموعة ارهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عند الساعة السابعة صباحا على باص كان يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين على محور سلحب خطاب بالقرب من مدينة محردة جسر الساروت مما اسفر عن مقتل ضابط و5 ضباط صف و3 موظفين مدنيين واصابة 17 آخرين بجروح مختلفة بعضها خطرة”.
وأوضح المصدر وفق “سانا” “أن دورية أمنية قامت بملاحقة القتلة على طريق حماة - الغاب حيث جرى اشتباك مسلح مع اربعة من الإرهابيين اسفر عن جرح احد عناصر الدورية الأمنية ومقتل ثلاثة مسلحين واصابة الرابع بجروح خطرة، واستعادة سيارة حكومية مسروقة وبداخلها أربع بنادق آلية كلاشينكوف وكمية كبيرة من القنابل والمتفجرات والأدوات الطبية”.
من جهة ثانية، أشار ادلبي الى وفاة شخصين امس متأثرين بجروح أصيبا بها السبت احدهما في جسرين (ريف دمشق) والاخر في بلدة تلبيسة بحمص (وسط)”. بينما قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن شابا آخر من مدينة سراقب (شمال غرب) كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية منذ 20 يوما توفي تحت التعذيب، وذكر “ان 15 شخصا أصيبوا امس بجروح اثر اطلاق رصاص كثيف خلال عمليات أمنية وعسكرية مستمرة منذ مساء السبت في البساتين غرب حي بابا عمرو في حمص، مشيرا الى ان جروح أربعة منهم خطرة”.
وأشار المرصد الى خروج تظاهرة مساء امس الاول في حي الخالدية الواقع في حمص حيث عمدت قوات الأمن الى تفريقها بإطلاق الرصاص قبل ان تقوم مدرعات باقتحام الحي. وأضاف ان تظاهرات اخرى خرجت في عدة احياء من حمص هي حي باب هود وحي باب سباع حيث تعرض المتظاهرون لإطلاق نار كثيف، وتابع ان تظاهرة خرجت في حيي القصور والبياضة بينما تواصلت عمليات قوات الأمن في حي دير بعلبة ترافقت مع اطلاق رصاص استمر حتى ساعة متأخرة من الليل وشملت اعتقال 25 شخصا”.
ولفت المرصد الى ان الأمن انسحب ليلا من شارع الحمرا بعد أن نفذ حملة اعتقالات ودهم واسعة في الحي الذي يشهد تظاهرات بشكل يومي أسفرت عن اعتقال 17 شخصا”. كما أشار الى تنفيذ أجهزة الأمن حملة مداهمات واعتقالات في حي الحويقة في مدينة دير الزور (شرق) شملت اعتقال 23 شخصا.
الى ذلك، دافع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام امس عن فكرة حصول تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، لإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، معتبرا ان التدخل العسكري لا يعني الاحتلال.
وقال خدام في رسالة الى “ثوار سوريا” منتقدا بعض أطراف المعارضة “تصدر بعض الأصوات المطالبة بإرسال مراقبين دوليين عوضا عن التدخل العسكري وذلك تحايلا لتغطية مواقفهم الانهزامية”، وأضاف “لا يمكن لمثل ذلك ان يسقط هذا النظام وتصوروا لو أن المعارضة الليبية لم تطلب التدخل العسكري الدولي ماذا كان فعل معمر القذافي في الثورة الليبية وفي الشعب الليبي؟”.
وأضاف خدام “ان التدخل العسكري لا يعني الاحتلال وقد ذهب عصر الاستعمار وإنما يعني مساعدة الشعوب في التخلص من أنظمتها القمعية والفاسدة”. وتابع في رسالته التي نشرت على موقع “سوريا الحرة” التابع لـ”جبهة الخلاص الوطني في سوريا” “رسالتي لكم أيها الشباب ان توحدوا أنفسكم وان تدركوا ان مسؤوليتكم التاريخية عظيمة في إنقاذ سوريا وفي كتابة مستقبلها وأن تغلقوا آذانكم امام أصوات المعارضين الذين يعيشون في أمان واستقرار مع عائلاتهم وفي ادارة مصالحهم ويرفضون تدخل المجتمع الدولي لحماية الشعب السوري ووقف المجازر وتمكين السوريين من إسقاط النظام”.
وأضاف خدام “أن هؤلاء المعارضين ليسوا هم الذين يذبحون وليست عائلاتهم المضطهدة والمشردة وليس أبناؤهم الذين يتعرضون للاعتقال والتعذيب وانما انتم الذين تتحملون عبء الكفاح من اجل تحرير سوريا وصيانة كرامة الشعب السوري”.
وانتقد المحاولات الجارية حاليا في أوساط بعض المعارضة السورية في الخارج لإنشاء مجلس انتقالي على غرار المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، وقال “ان الدعوة الى مجالس انتقالية هي محاولة من بعض أطراف المعارضة لتوظيف دماء الشهداء وآلام ومصاعب السوريين لتحقيق مكاسب انتهازية وركوب موجة الثورة”.
وأضاف خدام الصادرة ضده أحكاما قضائية عديدة منها السجن وتجميد أمواله وأموال عائلته والمقيم حاليا في باريس “بدعم الثورة في ليبيا تم تشكيل مجلس انتقالي ولكن أين ؟ وممن؟ لقد تشكل فوق الأرض الليبية ومن قبل الثوار الليبيين وليس في الخارج أو من قبل المعارضين في الخارج”. وتابع “أنا أطالب هؤلاء المعارضين عوضا عن إضاعة الوقت بالمجالس والمؤتمرات أن يشكلوا جبهة واحدة في الخارج لدعم الثورة سياسيا وإعلاميا وماديا وليس الحلول محلها، تضم كل اطراف المعارضة المؤمنة حقيقة بسقوط النظام ومحاسبة رموزه”.
المصدر: دمشق
عدد اليوم
