الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى متى الإهمال؟

19 نوفمبر 2006 01:35
كنت أعتقد أن الطوارئ في المستشفيات الكبرى سريعة الحركة ويوجد لديها جميع الإمكانات المطلوبة لأي حالة بشرية طارئة، ولكن ما اتضح لي أن الواقع عكس ما كنت أعتقد وذلك لأنني ذهبت إلى مستشفى خليفة قسم الطوارئ، وقابلتنا احدى الموظفات وقلت لها إن زوجتي تدحرجت على سبع درجات في مقر عملها وهي حامل في شهرها الثامن، فأجابت سلامتها ولكن والله لا علاج عندنا لمثل هذه الحالات، الأفضل أن تذهب بها إلى مستشفى الكورنيش، توجد هناك امكانات· وتوجهت إلى مستشفى الكورنيش، وذهبت إلى قسم الطوارئ وقابلت موظفتين جالستين في الاستقبال، وقلت لهما الحالة فقالت إحداهن هل يوجد ملف سابق ؟ قلت لا فقالت افتح ملفاً، وقالت لزوجتي انتظري هناك، فقلت لنفسي، هل هذا قسم طوارئ أم عيادة، أصبحت أشك في نفسي لعدم الاهتمام، المهم إنني أرسلت زوجتي لفتح ملف، وخرجت من المكان بسبب لافتة تقول: يرجى عدم دخول الرجال · هناك الكثير من الرجال موجودون في نفس المكان وإذا بزوجتي قد عادت وقالت إنهــم قالوا انتظري أمامك مرضى واعملي فحص الجولوكوز والضغط وغيره ونحن لا نحتاج كل هذا فعدت إلى الاستقبال فإذا بإحدى الأخوات جالسة تأكل والأخرى على الهاتف، وقلت لهما نحن في قسم طوارئ أم في عيادة أنا قلت لكما زوجتي تدحرجت على الدرج، وأريد أن اطمئن عليها وعلى الجنين وأنتما تريدان فحوصات ليس لها أهمية فقالت إحداهن هذه أشياء روتينية فسألتها عن مكان المدير كي أتحدث معه، وذهبت بعد أن عانيت في اقناع زوجتي بأن تنتظر وهي تبكي لعدم رضاها عن ما يحدث وبدأت ابحث عن المدير ودلني أحد الراشدين على أحد المكاتب وإذا بي أجد موظفة تتحدث في الهاتف تتكلم مع أحد الأشخاص للحجز في أحد الفنادق وأنا أكاد انفجر غيظاً ولكن انتظرت حتى انتهت من المكالمة وذلك بعد حوالي خمس دقائق أو أكثر فقلت لها أيمكنني مقابلة المدير، فقالت لي ولماذا ولأي موضوع تريده؟ فقلت لها الموضوع التأخير الحاصل في قسم الطوارئ، فأشارت لي بأن أذهب إلى قسم خدمة الزبائن وفعلا اتجهت إلى المكان وهناك شعرت بالراحة والطمأنينة وتفاءلت بالخير· موظفة من خيرة بنات البلد التقيت بها عند دخولي إلى المكان· كانت تتحدث مع احدى الموظفات فتركتها وأتت إليّ تقول كلمة تفضل فقلت لها الموضوع ولم يأخذ الموضوع لديها إلا بضع دقائق لا أكثر وبحمد الله اطمأننت على الزوجة والجنين بأقصى سرعة بفضل الله سبحانـه وتعالى ثم بفضل الأخت (ف) في خدمة الزبائن وأريد أن أقدم لها ولكل أمثالها الشكر والتقدير على حرصهن على إعطاء العمل حقه فأتمنى أن تكون هذه المقالة عظة وعبرة أمام الموظفات الجالسات في الاستقبال ومن أمثالهن حتى يعلمن أن من زرع سيحصد زرعه· محمد يحيى البراوي - أبو ظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©