الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما يقرر ضرب سوريا بانتظار ضوء أخضر من «الكونجرس»

أوباما يقرر ضرب سوريا بانتظار ضوء أخضر من «الكونجرس»
1 سبتمبر 2013 11:31
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أنه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، لكنه طلب من الكونجرس الموافقة على هذه العملية، مستبعدا بذلك تدخلا أميركيا وشيكا. وقال اوباما في تصريح أدلى به في البيت الأبيض “قررت وجوب أن تتحرك الولايات المتحدة عسكريا ضد أهداف للنظام السوري” لمعاقبته على استخدام أسلحته الكيميائية ضد مدنيين، لافتا إلى أن واشنطن “مستعدة لتوجيه ضربة حين نختار” الوقت الملائم. وأضاف “سأطلب موافقة ممثلي الأميركيين في الكونجرس على استخدام القوة”، داعياً أعضاء الكونجرس إلى الموافقة على طلبه هذا باسم “الأمن القومي” للولايات المتحدة. وأوحى اوباما بأنه لن يدعو الكونجرس إلى اجتماع استثنائي عندما شرح انه تحادث مع رؤساء الكتل النيابية وان هؤلاء كانوا “موافقين على إجراء نقاش وتصويت فور عودة الكونجرس إلى الاجتماع في 9 سبتمبر الجاري”. وأضاف اوباما “انه يحترم آراء من دعوا إلى الحذر في سوريا ويعتقد انه يجب على أميركا أن تدرك تكاليف عدم القيام بأي تحرك هناك”. وقال اوباما “ انه يعلم أن الشعب الأميركي سئم من الحرب وانه لا يفكر في نشر قوات أميركية على الأرض”، مشيرا إلى أن “الهجوم الكيماوي في سوريا كان الأسوأ في القرن 21، وهو مساس بالكرامة الإنسانية، كما انه يمثل خطرا فعليا على أمننا القومي”. وقال الرئيس الأميركي “هذا هو السؤال الذي أطرحه على كل أعضاء الكونجرس وعلى كل أعضاء المجتمع الدولي”، منددا بـ”شلل” مجلس الأمن: “ما هي الرسالة التي نوجهها في حال أصبح ديكتاتور قادرا على قتل مئات الأطفال بالغاز أمام أعين وأنظار الجميع من دون أن يدفع الثمن؟”. وأضاف “سئمنا من الحروب أعرف ذلك إلا أننا الولايات المتحدة الأميركية. لا نستطيع وعلينا ألا نتظاهر كأننا لا نعرف ما حصل في دمشق”. وختم قائلا “أنا مستعد للتحرك بمواجهة هذه الأعمال الفضائحية. واطلب اليوم من الكونجرس توجيه رسالة إلى العالم لنؤكد له أننا مستعدون للمضي قدما موحدين كأمة واحدة”. واتصل اوباما بنظيره الفرنسي فرنسوا اولاند قبل إعلان قراره بشأن الأزمة في سوريا. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عبر موقع تويتر انه “يتفهم ويدعم موقف” أوباما الذي قرر طلب موافقة الكونغرس على عمل عسكري ضد سوريا. وقال رئيس مجلس النواب جون بينر وزعماء جمهوريون آخرون في بيان “إن المجلس سيدرس مشروع قانون بشأن العمل العسكري في سوريا في الأسبوع الذي يبدأ في التاسع من سبتمبر، ذلك يعطي للرئيس فسحة من الوقت لعرض مبرراته على الكونجرس والشعب الأميركي”. وقال بينر والمسؤولون الجمهوريون الآخرون في بيان “بحسب الدستور، فإن مسؤولية إعلان الحرب تعود إلى الكونجرس. نرحب بكون الرئيس طلب الإذن لتدخل عسكري في سوريا ردا على القضايا الخطيرة والحيوية التي أثيرت”. وأضافوا “بالتشاور مع الرئيس، نتوقع أن يبحث المجلس هذا الإجراء خلال أسبوع التاسع من سبتمبر”. والكونجرس حاليا في إجازته الصيفية وسيعاود عمله في واشنطن يوم الاثنين، ما يعني أن المسؤولين فيه لم يشاؤوا تقديم موعد استئناف العمل البرلماني. ومجلسا النواب والشيوخ متساويان في الولايات المتحدة ما يعني انهما سيصوتان على المشروع نفسه لتصبح له قوة القانون. من جانبه، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل إن أوباما أبلغه بأنه سيسعى للحصول على تفويض من الكونجرس باستخدام القوة قبل تنفيذ أي عمليات قتالية ضد سوريا. وأضاف ماكونيل في بيان “يتعزز دائما دور الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة عندما يحظى بالدعم الواضح من الكونجرس”. وتحدث وزير الخارجية جون كيري إلى أحمد جربا زعيم المعارضة السورية لتأكيد عزم الولايات المتحدة على محاسبة الحكومة السورية على استخدام أسلحة كيماوية. وتحدث كيري أيضا مع وزيري خارجية السعودية واليابان بشأن سوريا. على صعيد متصل، صرح مسؤولون دفاعيون أميركيون بأن سفينة حربية أميركية سادسة تعمل الآن في شرق البحر المتوسط قرب خمس مدمرات أميركية مزودة بصواريخ كروز يمكن أن توجه قريبا ضد سوريا في إطار ضربة”محدودة ودقيقة”. وشدد المسؤولون على أن سفينة الإنزال البرمائي “سان انطونيو” التي يوجد على متنها عدة مئات من أفراد مشاة البحرية موجودة في المنطقة لسبب مختلف وانه لا توجد خطط لإنزال مشاة البحرية برا في إطار أي عمل عسكري ضد سوريا. وقال أحد المسؤولين إن دخول “سان انطونيو” البحر المتوسط كان مقررا منذ فترة طويلة ولكن مسؤولين رأوا أن من الحكمة إبقاء السفينة في شرق البحر المتوسط قرب المدمرات في ضوء الوضع الراهن. وقال مسؤول “تم الإبقاء عليها هناك كإجراء وقائي”. وقال المسؤولون الدفاعيون أن السفينة عبرت قناة السويس يوم الخميس من البحر الأحمر وتلقت أوامر جديدة امس الأول بالبقاء في شرق البحر المتوسط قرب المدمرات . إلى ذلك، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بشدة الاتهامات الأميركية الموجهة للنظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، معتبرا أنها “محض هراء” وطالب الولايات المتحدة بتقديم أدلة بدلا من القيام بعمل متسرع. وفي تصريحات أعقبت إصدار الولايات المتحدة تقريرا استخباراتيا اتهمت فيه النظام السوري بشن هجوم بأسلحة كيميائية بعد رصد اتصالات في سوريا تشير إلى ذلك، رفض بوتين قبول ذلك كدليل وقال انه لا يمكن استخدامه لاتخاذ “قرارات مهمة” مثل استخدام القوة العسكرية ضد سوريا. وقال بوتين ردا على سؤال حول اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية إن ذلك يخالف المنطق. وأوضح “القوات السورية تشن هجوما وحاصرت المعارضة في مناطق عدة. في هذه الظروف فإن إعطاء ورقة رابحة لأولئك الذين يطالبون بتدخل عسكري هو محض هراء”. وأضاف انه متأكد من أن الهجوم “ليس سوى مجرد عمل استفزازي” من قبل من يرغبون في جر دول أخرى إلى النزاع السوري، مطالبا بإثبات عكس ذلك. وأضاف “بالنسبة لموقف زملائنا الأميركيين الذين يؤكدون أن القوات الحكومية استخدمت أسلحة كيميائية، ويقولون إن لديهم أدلة، حسنا، فليقدموا هذه الأدلة لمفتشي الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وإذا لم يقدموها فإن ذلك يعني انه لا وجود لتلك الأدلة”. وأضاف أن القول أن مثل هذه الأدلة سرية “يعد قلة احترام للشركاء واللاعبين الدوليين. إذا وجد الدليل فيجب تقديمه. وإذا لم يقدموه، فهذه يعني انه لا يوجد دليل”. وأضاف “أن الحديث مرة اخرى أن هذا نوع من الرصد لنوع من الاتصالات التي لا تثبت أي شيء، لا يمكن استخدامه كأساس لاتخاذ قرارات مهمة مثل استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة”. ودعا بوتين الرئيس الأميركي إلى عدم إشعال نزاع عسكري آخر مذكرا بالحرب في أفغانستان والعراق وليبيا. وقال “هل سيكون في مصلحة الولايات المتحدة أن تدمر مرة أخرى نظام الأمن العالمي، وأسس القانون الدولي؟ هل سيقوي ذلك مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية”. وطالب بان لا يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بشن عمليات عسكرية “باستعجال”. وقال الكرملين أن بوتين لا يعتزم لقاء اوباما بشكل منفصل في قمة العشرين بعد أن ألغت واشنطن زيارة كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس الأميركي لموسكو قبل اجتماع مجموعة العشرين. من جانبها، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقابلة نشرت امس موقف روسيا والصين في الأزمة السورية، معتبرة انهما أضعفتا سلطة الأمم المتحدة. وقالت ميركل في مقابلة مع صحيفة “اوجسبرجر” الجيماينه انه “من المؤسف جدا أن روسيا والصين ترفضان منذ بعض الوقت موقفا مشتركا حول النزاع السوري. هذا يضعف بشكل كبير دور الأمم المتحدة”. وقالت ميركل إن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا “كسر أحد المحرمات” التي “لا يمكن أن تبقى بلا عواقب”، لكنها استبعدت مجددا وبشكل قاطع أي مشاركة ألمانية في تدخل عسكري بدون تفويض دولي. وأكدت المستشارة الألمانية أن بلادها “لا يمكن أن تشارك في تدخل عسكري إلا بتفويض من الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي. لذلك فإن مسألة مشاركة الجيش الألماني غير مطروحة حاليا”. وحذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نظيره الفرنسي فرنسوا اولاند من أن توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد “سينقل عدوى الإرهاب إلى أوروبا”. وقال مادورو انه “إذا تم اغتيال الرئيس الأسد أو الإطاحة به في سوريا، فإن الجماعات الإرهابية هي التي ستتولى السلطة وليكن بمعلوم أوروبا والرئيس اولاند أن كل أوروبا ستصاب بعدوى الإرهاب”. وقال مادورو أن “مهاجمة سوريا جنون وتسليح مجموعات القاعدة جنون”. وفي بيانه الختامي، دان اتحاد دول أميركا الجنوبية “التدخلات الخارجية” في سوريا وطالب بحل سلمي للنزاع. وقال البيان ان الاتحاد “يدين التدخلات الخارجية التي تخالف ميثاق الأمم المتحدة ويرفض تطوير استراتيجيات تدخلية من أي نوع كان”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©