الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليمن: أكثر مما في الأخبار

3 يناير 2011 00:08
يُبرِز تركيز الإعلام البريطاني على امرأة مسلمة بريطانية شابة قامت بطعن عضو في البرلمان البريطاني الشهر الماضي مرة أخرى منظوراً مظلماً لليمن. وبحسب صحيفة "الغارديان"، فقد قالت روشونارا تشاودري، الطالبة البالغة من العمر 21 عاماً والتي طعنت السياسي لدعمه الحرب على العراق، للشرطة إنها "كانت تصغي لمحاضرات أنور العولقي... إنه عالِم إسلامي يعيش في اليمن". وبينما يركّز الإعلام على خطب العوالقي على شبكة الإنترنت ودوره في إطلاق مجلة "القاعدة" الجديدة، وعلى معركة الحكومة اليمنية المتواصلة ضد "القاعدة"، جرى إغراق اليمن الحقيقي في ظلام إعلامي. إلا أن هذا الطرح بالذات، وهو الخاص بغالبية السكان وليس مجرد بضع مئات من المتشددين، هو الذي يملك مفتاح تفهّم أفضل، فيكسر الصور النمطية وربما يؤدي في النهاية إلى تطرف أقل. يجلس اليمني أبو بكر الشماهي، البريطاني المولود، والبالغ من العمر 21 عاماً، داخل مقهى قرب محطة "كينغز كروس" بوسط لندن يحتسي الشوكولا الساخنة ويتحدث بعاطفة جياشة عن وطنه الأصلي. وبدلاً من الحديث عن التطرف، يركز على الفساد وخوفه من ألا تُصرَف أموال المانحين بشكل صحيح على التنمية. ويضحك أبو بكر من محاولات الأهالي اليمنيين ترتيب العلاقات الزوجية، ويتغنّى بجمال مدينة صنعاء القديمة. لا يعرف أحداً تأثر بخطب العولقي المتطرفة. هذا هو اليمن الحقيقي، وليس طروحات العولقي الزائفة حول يمن يكره الغرب ويدرّب المتشددين. إنه بلد يقطنه 22 مليون شخص، 70 في المئة منهم تحت سن الخامسة والعشرين. بلد يناضل من أجل التطور والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. هذا ما يقوله شباب اليمن الذين يتحدثون الإنجليزية للعالم على صفحات الفيسبوك. اجتذب الكندي من أصول يمنية "عصمت الأخالي"، وعمره 32 سنة، أكثر من 4500 مستخدِم على صفحته وعنوانها "أنا أعرف شخصاً في اليمن ليس إرهابياً!"، والتي أطلقها في يناير الماضي. كما أطلقت الشابة اليمنية أطياف مشروع فيديو أسمته "أنا يمنية، لست إرهابية". ومع ذلك، يقول العولقي في مقابلة أُجريت معه في مايو الماضي إنه يتمتع بحرية الحركة بين القبائل اليمنية لأن "أهل اليمن يكرهون الأميركيين". هذا ليس صحيحاً. فأغلب شباب اليمن يتعلمون الإنجليزية لأنهم يحلمون بالهجرة إلى الولايات المتحدة أو أوروبا. وتعتبر الشكاوى اليومية بالنسبة لليمني الشاب العادي أكثر أهمية من السياسة. يأمل الخريجون أن يجدوا عملاً، ويكافح الشباب لتجميع ما يكفي من الوظائف حتى يتمكنوا من الزواج. ويكافح المتزوجون الجدد ضد زيادة الأسعار. يعيش حوالي نصف السكان على أقل من دولارين في اليوم، بينما تبقى مؤشرات النمو الاقتصادي، مثل سوء التغذية عند الأطفال ونسبة الوفيات عند الولادة ومعدلات التحصيل العلمي، ضعيفة جداً حسب برنامج الغذاء العالمي. وفي شمال البلاد، نزح مئات الآلاف من اليمنيين نتيجة لستِّ جولات من الحروب بين الحكومة والمتمردين الحوثيين. أما في الجنوب فتهدد حركة انفصالية متنامية وحدة الدولة، بينما يصل آلاف اللاجئين من القرن الإفريقي. وعلى مستوى اليمن ككل، سوف يكافح الجيل التالي للحصول على ماء الشرب بينما تتواصل الزيادة السكانية وتقل المياه الجوفية المستنزفة أصلاً وبسرعة. وبدلاً من التركيز دائماً على "القاعدة"، ينبغي للإعلام الغربي أن يبرِز جهود المبادرات التي يقودها الشباب مثل "أنا من أجل بلدي"، و"عيون الشباب"، و"برلمان أطفال اليمن"... للتعامل مع قضايا البلاد الأخرى. كما ينبغي عليه عرض جهود أصحاب الأعمال المبدعين مثل حياة الحبشي التي أنشأت جمعية لمساعدة فتيات المجتمعات المهمّشة على الذهاب إلى المدارس. ينبغي للإعلام كذلك أن يبرز التبادل الإيجابي بين المجتمعات المسلمة في بريطانيا واليمن، مثل الجمعية البريطانية الصومالية الخيرية التي ساعدت على إنشاء مراكز حضانة يومية للأمهات الصوماليات الصغيرات اللاجئات في صنعاء بداية العام المنصرم. ويمكن للمزيد من تركيز الإعلام على التغيير الذي يشهده اليمن، بدلاً من الإرهاب، أن يجابه الصور النمطية السلبية لليمنيين. وسوف ينتج عن ذلك مزيد من الاحترام للمسلمين في الغرب ومشاعر أقل من الانعزال والغضب بين أطفالهم، وربما أسباب أقل للإنصات إلى واعظ متطرف من حيث المبدأ. أليس هاكمان كاتبة في «يمن تايمز» بصنعاء ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©