الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفر السائق الخاص يربك الأسر والبحث عن بديل يضاعف الأزمة

سفر السائق الخاص يربك الأسر والبحث عن بديل يضاعف الأزمة
19 سبتمبر 2014 22:23
مع زيادة المشاغل، يعجز أرباب أسر على الوفاء بالتزاماتهم العائلية كافة، خصوصا في ظل ساعات العمل الطويلة، وبالتالي برزت الحاجة للسائق الخاص في المنزل، وعلى الرغم من وجود كثير من السلبيات التي ترافق تـواجـده في المنـزل، إلا أن السائـق اليـوم بات ينجز الكثير من المهام للأسرة كتوصيل الأبناء للمدارس أو تلبية متطلبات الزوجة والبيت. وفي حالة سفر السائق رغبة منه في العودة إلى وطنه، أو أخذ إجازة طويلة، تحدث تغيرات تربك برنامج الأسرة اليومي يبدأ بالبحث عن الحلول والبدائل لتعويض غيابه. حل مؤقت تذكر الموظفة بدرية المشغوني أنها اضطرت إلى أخذ جزء من إجازتها السنوية حتى تتمكن من البحث عن بديل لسائق المنزل الذي غادر لمرض والدته المفاجئ، وتقول: «هذا السفر المفاجئ أربكني وجعلني أشعر بالضيق، فمطلوب مني خلال فترة غياب السائق القيام بالمهام كافة من حيث توصيل الأبناء إلى المدارس والذهاب لشراء حاجيات المنزل، لحين عودته»، مضيفة: «من حق السائق أخذ إجازة بعد عمل شاق طوال سنتين، وهناك حلول مؤقتة يمكن الاستعانة بها، فهي تقضي جميع مشاويرها بنفسها أحيانا وأحيانا أخرى تقوم بالاتصال بشركة خاصة لطلب سائق يوصلها لإنجاز المهام المتعلقة بشؤون البيت في حالة الشعور بالتعب». وتؤكد مريم سالم (موظفة حكومية) أنها تعاقدت مع سائق مؤقت من خلال الإعلانات التي تملأ الجرائد لفترة شهر فقط، ورغم تحفظها على وجود سائق غريب لا تعرف شيئا عنه، إلا أنه كما تقول: «للضرورة أحكام»، لذلك وأثناء توصيل الأبناء إلى المدرسة غالبا ما تكون الخادمة برفقة الأبناء. مبينة أن «السائق البديل مكلف على الأسرة، حيث يتراوح راتبه ما بين 1500 إلى 2200. لكن الحاجة الماسة تدفع العائلة للموافقة. حاجة ضرورية «سائق المنزل بات حاجة ضرورية كتبت علينا نحن الأسر»، بهذه العبارة يبدأ جابر اليماحي، الذي لديه سائق خاص يقوم بمتطلبات أسرته، حديثه، مضيفا: «البيت الإماراتي، خاصة إذا كانت العائلة ممتدة، يقوم السائق بتوصيل الأبناء، ويؤدي بعض المهام التي يصعب على رب الأسرة القيام بها نظرا لظروف عمله». ويوضح «رغم الحاجة الضرورية لوجود السائق، إلا أنه في حالة أخذ إجازته السنوية فإن الوضع في المنزل ينقلب رأسا على عقب، فبمجرد سفره يحدث ارتباك كبير وتتوزع الأدوار بين أفراد الأسرة لحين عودته»، مضيفا: «استطعنا خلال سفر سائق المنزل تدبر أمور التوصيل والقيام بتوفير متطلبات الأبناء والأسرة». ويرى ياسر الشامسي (معلم تربوي) أن الحاجة هي التي تدفع العائلة الممتدة لجلب السائق وليس للوجاهة الاجتماعية. يقول: «حين يغادر السائق إلى وطنه، وفي فترة انتظار وصول سائق آخر تحدث لديهم حالة من الفوضى والارتباك، حيث بعد أن يعتاد الجميع على قيام السائق بالمهام كلها، فجأة يكون على رب الأسرة مسؤولية كبيرة، وهذا يتطلب منه مجهودا مضاعفا للقيام بشؤون المنزل من الألف إلى الياء. هاجس مقلق حول أبعاد الموضوع النفسية، تؤكّد إيمان السعدي، أخصائية نفسية، أن احتياج الأسر يدفعها إلى استقدام سائق خاص، خاصة الأسر كبيرة العدد، والأسر الممتدة، فرب الأسرة لا يستطيع القيام بمتطلبات الأسرة بمفرده، فهناك من يريد الذهاب للمدرسة، وهناك من يريد الذهاب للجامعة، وهناك متطلبات للمنزل يجب إحضارها ومتطلبات للأبناء في المدارس. وترى أن بعض الأسر لا تستطيع الاستغناء عن السائق، فما إن تأتي فترة إجازته بعد مرور زمن على وصوله حتى يبدأ هاجس القلق عند الأسرة، فيشرعون في البحث عن بديل مؤقت، ما يدخل الأسرة في مشكلات أخرى يزداد عمقها وتزداد حدتها عن مشكلات السائق الخاص، لافتةً إلى أنّ بعض الأسر تقترح على السائق عدم السفر وتعويضه عن ذلك بإعطائه ثمن التذكرة نقداً، وقد يكون ذلك جيداً له من الناحية المادية، ولكنه سيؤثر عليه من الناحية الاجتماعية والأسرية. وتضيف: «هناك من يعطي السائق إجازة لشهر واحد فقط، وهذا في غالب الأحيان لا يكفي لقضاء احتياجات أي إنسان بعد انقطاع سنتين عن أسرته، وقد يتسبب ذلك في مشكلات نفسية واجتماعية تؤثر فيه وعلى من يعمل عندهم»، مؤكدة أن الأسرة قد تضطر في حالة سفر سائقها إلى الاعتماد على سائق أحد الأقارب، ما يسبب لها الحرج معهم وربما يؤدي إلى حدوث مشكلات بينهم. وتقول: «لم يعد الاحتياج للسائق مقتصراً على أصحاب الدخل المرتفع، بل امتد إلى ذوي الدخل المحدود، حيث أصبح وجود السائق ضرورة لسد بعض احتياجات الأسرة من المشاوير الخاصة، للتخفيف من الأعباء التي يتحملها رب الأسرة التي ترهقه في كثير من الأحيان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©