الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتباع أسلوب خاطئ للرشاقة يفضي إلى الاضطرابات الغذائية

اتباع أسلوب خاطئ للرشاقة يفضي إلى الاضطرابات الغذائية
1 سبتمبر 2013 20:21
يمثل الحصول على القوام المثالي حلماً جميلاً تسعى إليه النساء من كل الأعمار، خاصة الفتيات في مقتبل العمر، غير أن كثيرا من العادات الغذائية السيئة المتبعة في عصرنا الحالي، والاعتماد على الوجبات السريعة، والتأثر بالهجمات الإعلانية التي تنظمها شركات ومطاعم الوجبات السريعة، تمثل عناصر مسببة للاضطرابات الغذائية، التي تبعد الكثيرات عن حلمهن في الوصول إلى قوام مثالي، وبالتالي الوصول إلى الصورة الظلية المثلى التي يطمحن في الوصول إليها، ومن ثم عدم الرضا عن مظهرهن العام. كشفت دراسة أجريت في جامعة زايد مؤخراً، أن نحو ربع الطالبات المشاركات في المسح، واللاتي بلغ عددهن 228 طالبةً، يعانين من توجهات غير طبيعية فيما يخص التغذية، ما يشكل خطرا يعرضهن للإصابة باضطرابات التغذية. وطلب الباحثون من كل طالبة تقييم شكل جسمها في ضوء تسع صور ظلية، والإشارة إلى الشكل الذي تتطلع إليه. وقد أظهر 75% منهن تقريبا عدم رضائهن عن أجسامهن واختار ما يزيد عن 80% منهن أشكالاً نحيفة كصورة الجسم المثالي الذي يرغبن في الوصول إليه. بين الرغبة والقدرة تذكر غدير المغيري، التي تخرجت حديثاً في جامعة زايد، ولم تتوظف بعد، إنها تحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي من خلال بعض الأجهزة المتوافرة في المنزل، وهذا يجعلها في حالة نشاط دائم، كما إنها تحاول انتهاز أوقات مناسبة وتقوم بالـ «تمشية» على كورنيش أبوظبي، من أجل ممارسة الرياضة في أجواء مفتوحة واستنشاق هواء نقي، وهذا كله يجعلها في مأمن من السمنة، ويجعل قوامها مقبولاً وغير عرضة للنقد من زميلاتها، مثل ما يحدث لبعض البدينات منهن. وتبين المغيري أن بعض الفتيات قد لا يعرفن الطريق الأمثل للوصول إلى قوام مثالي، حيث يلجأن إلى قلة الطعام، ما قد يصيبهن بهزال ويجعل مظهرهن شاحباً، ويصبحن ضعيفات وأقرب إلى الإصابة بالأمراض الخفيفة مثل البرد وغيره، نظراً لقلة مناعتهن، وهو بالفعل الذي يحدث مع شقيقتها الصغرى، التي تكاد لا تتذوق سوى أقل القليل من الطعام على الرغم من النصائح المستمرة من الوالد والوالدة، بضرورة تناول كميات كافية من الطعام، ولا ضير من ذلك طالما، كانت تبذل مجهودا في المذاكرة، أو قضاء بعض الأعمال المنزلية. وتقول إيمان المعمري، الطالبة بكلية التقنية العليا بأبوظبي، إنها مثل سائر بنات جيلها، يبحثن عن القوام الجميل، الذي يجعل مظهرهن مقبولاً، وفي ذات الوقت يبعدهن عن شبح الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل السكري والقلب وضغط الدم، وغيرها من الأمراض التي ربما تظهر مع تقدم العمر والتزايد التدريجي للوزن. وتلفت المعمري، إلى أن هناك فارقاً بين الرغبة والقدرة على تحقيقها، بسبب طبيعة الحياة التي نعيشها وانتشار الوجبات الجاهزة، التي يأكلها الكثيرون وتسبب أضراراً بسبب وجودهم أوقاتاً كبيرة خارج المنزل سواء للدراسة أو العمل، غير أن ذلك يمكن التغلب عليه بقليل من الإرادة والحرص على تنوع الأطعمة، خاصة المطهوة داخل المنزل، والابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات المتناولة من المطاعم والكافتيريات، المنتشرة في المراكز التجارية. القوام الجميل زميلتها عنقاء إبراهيم، أكدت أنها تهتم بالحصول على قوام جميل، غير إن ذلك يحتاج منها بعض الجهد كون وزنها حالياً يقترب من الثمانين كيلو جراما، ولذا تذهب إلى أحد النوادي الصحية، وتتناول بعض العقاقير التي تساعدها على التخسيس، وبالفعل تلاحظ تقدماً بسيطاً نحو النتائج التي تسعى لها، حيث ينزل وزنها بمقدار كيلو جرام شهرياً، وعلى الرغم أنها لا تفقد قدرا كبيرا من وزنها، غير أن ذلك يعتبر إيجابياً، لأنها بذلك لن يعود وزنها للزيادة بشكل مفاجئ مثل ما يحدث للكثيرات، عند توقفهن عن التمارين الرياضية أو الذهاب لمراكز التخسيس. أسمهان محمود (25 سنة) موظفة استقبال بإحدى شركات القطاع الخاص، لها تجربة سيئة مع الملينات التي تساعد على إذابة الدهون وسرعة التنحيف، موضحة أنها ذهبت إلى طبيب تخسيس وأعطاها أدوية على شكل حبوب، لمساعدتها على التخفيف من مقدار الدهون لديها، وبالفعل كانت تتناول الأدوية، وكانت تسبب لها إسهالا شديدا، ما كان جعلها في حالة هزال مستمر وعدم القدرة على التركيز في أي عمل تقوم به، سواء داخل البيت أو خارجه، غير أنها توقفت عن تناول هذه الحبوب، بعد أن تناقشت مع والدتها والتحقت بأحد المراكز الرياضية الذي تذهب إليه حالياً باستمرار، وتأمل بتحقيق حلمها في الوصول إلى قوام مقبول، من دون أن تتأثر صحتها، وقدرتها على التركيز، وفي الوقت ذاته، قررت الابتعاد بشكل تام عن تناول أي وجبات خارج المنزل، وتأخذ معها إلى العمل بعض قطع الفاكهة و»ساندوتشات» قامت بعملها في المنزل، حتى تضمن غذاء صحيا وآمنا تماماً، وبه أقل قدر من السعرات الحرارية والدهون. التغذية السليمة عن أهمية التغذية السليمة للجسم، يقول اختصاصي التغذية الدكتور أحمد يحيى إن التغذية شيء ضروري لحياة ونمو الإنسان والحفاظ على صحته فالغذاء بمثابة الوقود الذي يحركه، ومن خلال التغذية السليمة، يجب أن تكون المواد الغذائية التي يتناولها الفرد متكاملة ومتنوعة وبكميات ملائمة بحيث لا يتعرض الإنسان إلى مشاكل صحية كأمراض القلب ومرض السكر وحتى نزيف المخ أو هشاشة العظام وبعض الأنواع من السرطانات، كما إن العادات الغذائية التي يتبعها الشخص طيلة حياته تبدأ منذ الطفولة ومن الصعب تغييرها في الكبر، لذلك لابد من تنشئته على الاهتمام بالغذاء الصحي منذ مراحل عمره الأولى، حتى يحيا بشكل صحي ويحصل على القوام الذي يتمناه ويبعد عنه مسببات أمراض السمنة أو النحافة. وحول فوائد التغذية السليمة،يورد يحيى أنها ضرورية لبناء الأنسجة اللازمة لنمو الجسم، وتعويض ما يتلف من الخلايا والأنسجة، وإعطاء الطاقة اللازمة لدفء الجسم والحركة، وحماية الجسم من الأمراض ورفع المناعة لدى الإنسان، وتنظيم العمليات الحيوية من تنفس ونقل وإخراج وتكاثر وغيرها بشكل يبتعد به عن الأمراض التي يسببها الإهمال في النظم الغذائية السليمة. المظهر العام عن أضرار التغذية غير الصحية على الصحة والمظهر العام، يقول يحيى إنها تتمثل في التأثير السلبي على المظهر العام، خاصة بالنسبة للفتيات، الحالمات بقوام رشيق ومثالي، علماً بأن القوام المثالي لا يشترط النحافة المفرطة كما تعتقد كثير من الفتيات، بل القوام الذي يتناسب فيه الوزن مع الطول، حيث لا يؤثر على أداء الجسم لوظائفه العامة. كما تسبب التغذية غير الصحية، السمنة وأمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وهذه الأمراض تؤدي إلى الإصابة بأمراض الكلى والكبد، إذا استمرت سنوات طويلة من دون علاج. ويدعو اختصاصي التغذية إلى تجنب الحملات الدعائية، من خلال اختيار الأطعمة الأقل ضرراً والاعتماد على المطاعم الشعبية أو العربية بدلاً من مطاعم الوجبات السريعة، واختيار أطعمة مشوية بدلاً من الأطعمة المقلية. كما يمكن الاستغناء عن تناول الأطعمة بالخارج بتناول ثمرة فاكهة أثناء الدوام، ويمكن أخذ ساندويتش من الجبن أو البرجر المحضر منزلياً أو ما شابه ذلك بحيث يكون أقل ضرراً من باقي الأطعمة والسندويتشات التي تحضر بالخارج. ويلفت يحيى إلى مجموعة من النصائح العامة للاحتفاظ بقوام رشيق بالنسبة للفتيات، منها أن الأنظمة القاسية تسبب الملل والحل في اليوم المفتوح والريجيم الجماعي للتشجيع على الاستمرار، الفواكه والخضراوات هي الأفضل للاحتفاظ بحيوية البشرة وجمال الشعر، القوام الرشيق يحتاج لممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، العبادة والتراحم والود عوامل تزيد من مناعة الجسم. دور الأسرة يقول الدكتور مالك مكارم، الطبيب المتخصص في طب الأسرة بأحد مستشفيات أبوظبي، إن الآباء لهم دور رئيس في توجيه الأبناء إلى التغذية السليمة، وعمل نظام غذائي يفيد الفتيات في الاحتفاظ بقوام معتدل، ومظهر مقبول لدى الذات والآخرين، وهذا يتطلب أن يكون رب الأسرة والأم على وعي كامل بمواصفات الغذاء الصحي، ولابد من تشجيع الأبناء على الأكل السليم، وحتى تكون هذه العملية مستمرة، يجب تشجيعهم على تناول الطعام داخل المنزل، والابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات الجاهزة، كونها تضر أكثر ما تفيد. وهناك دور آخر للآباء يتمثل في الرقابة على السلوكات الغذائية لأبنائهم، خاصة الفتيات في سن المراهقة والشباب، كونهم أكثر سعياً وراء الرشاقة والنحافة، حتى لو كان ذلك على حساب صحة الجسد، حيث تقوم بعض الفتيات بتناول أقل القليل من الطعام، ظناً منهن أن ذلك وحده كاف لاحتفاظهن بالرشاقة، بينما قد يحمل ذلك أمراض الضعف العام وقلة التركيز والنشاط في الأعمال التي يقمن بها.ويلفت مكارم إلى الصورة السلبية التي تكونها بعض الفتيات عن أنفسهن، حين يشعرن بأنهن ممتلئات قليلاً، وهنا يظهر دور حيوي آخر للوالدين، في توجيههن إلى طرق التخسيس الصحيحة، والتي تعتمد على الرياضة والعادات الصحية السليمة، والسعي إلى الحركة والنشاط،مما يفقدهن كثيرا من السعرات الحرارية ويقلل نسبة الدهون لديهن، بشكل آمن وسليم، بدلاً من الاعتماد على أدوية التخسيس وحدها، التي قد تلجأ إليها بعض الفتيات، من دون الاعتماد بشكل رئيس على الرياضة، مثلما ينصح اختصاصيو التغذية والأطباء على اختلاف تخصصاتهم. خطة مساعدة يضع اختصاصي التغذية، الدكتور أحمد يحيى، خطة للتعود على التغذية السليمة، بمقتضاها يجب تنظيم عملية النوم والاستيقاظ مبكراً، وتوزيع الوجبات على ثلاث وجبات رئيسة، مع إمكانية إضافة وجبة خفيفة بين الإفطار والغداء ووجبة خفيفة بين الغداء والعشاء، وتكون الوجبة الخفيفة عبارة عن ثمرة فاكهة أو مكسرات في حجم قبضة اليد، وأن تشمل الوجبات الرئيسة جميع العناصر الغذائية (بروتين - كربوهيدرات - دهون) وتكون الدهون من مصادر نباتية كزيت الزيتون.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©